لا تزال اليونان والبرتغال وإسبانيا تكافح حرائق عنيفة الأربعاء، بينما تحسّن الوضع في فرنسا وإيطاليا، بعدما دُمّرت عشرات آلاف الهكتارات في الأيام الأخيرة في جنوب أوروبا. تُسهم الحرائق التي أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص – اثنان في إسبانيا وشخص في مونتينيغرو وآخر في ألبانيا – في تأجيج موجة حرّ قاسية يصاحبها جفاف شديد، في ما يعده خبراء يعملون مع الأممالمتحدة من تبعات التغير المناخي. وفي اليونان، توقع عناصر الإطفاء "يوما صعبا للغاية" الأربعاء، جراء هبوب رياح عنيفة أثناء مكافحتهم 23 حريقا، أحدها على مشارف باتراس ثالث أكبر مدن البلاد. وقال كوستاس تسيغاس رئيس اتحاد عناصر الإطفاء، "هذه بالتأكيد الساعات ال24 الأصعب خلال فترة مكافحة الحرائق". وكانت اليونان طلبت مساعدة من الاتحاد الأوروبي لمكافحة أكثر من 100 حريق غابات تؤججها الرياح القوية والجفاف. واندلعت أخطر تلك الحرائق في جزيرة زاكينثوس السياحية الشهيرة وفي أجزاء من غرب اليونان بينها منطقة اخيا في البيلوبونيز حيث تم إخلاء قرابة 20 قرية، وفق مسؤولي الإطفاء.
في الاثناء، اندلعت خمسة حرائق كبيرة في شمال ووسط البرتغال، حيث يشارك أكثر من 1800 عنصر إطفاء في احتواء الحرائق مدعومين بوسائل جوية، كما شارك السكان في ري الأراضي المحيطة بمنازلهم على أمل إبطاء انتشار النيران. وفي إسبانيا، بينما كان رجال الإطفاء لا يزالون يكافحون 14 حريقا كبيرا الأربعاء، معظمها في الشمال، بدا أن الوضع يتحسن بفضل زيادة الرطوبة وبعض الأمطار وانخفاض درجات الحرارة. وتم إجلاء حوالى 6000 شخص من 26 بلدة في منطقة قشتالة وليون (شمال غرب). ولا تزال عدة دول في البلقان تكافح عشرات الحرائق الأربعاء. ففي ألبانيا، توفي رجل ثمانيني مساء الثلاثاء بعد أن أشعل حريقا في حديقته امتد إلى منازل جيرانه، ما أدى إلى إصابة ثمانية أشخاص. وفي جنوبفرنسا، لا يزال التأهّب في أعلى مستوياته لمنع تجدد الحريق الهائل الذي أتى على 16 ألف هكتار قبل أن تتم السيطرة عليه الأحد في مقاطعة أود. (أ ف ب)