يواجه الفلسطينيون في الضفة الغربيةالمحتلة أزمة حادة في المياه، يُرجعونها إلى تصاعد اعتداءات المستوطنين اليهود المتطرفين على مصادر المياه والبنية التحتية. فقد رصدت الأممالمتحدة 62 واقعة تخريب لآبار وشبكات ري ومحطات توزيع خلال النصف الأول من العام، بينها استهداف متكرر لنبع عين سامية شمال شرق رام الله، الذي يزوّد نحو 20 قرية ويسقي أكثر من 70 ألف شخص. وبات السكان في رام الله وغيرها يعتمدون على الصنابير العامة أو شحنات المياه المكلفة، بعدما جفت الحقول والصنابير المنزلية. وتقول مصلحة مياه القدس إن المستوطنين سيطروا على الينابيع وألحقوا أضرارا متكررة بمحطات الضخ، بينما يعترف الجيش الإسرائيلي بتلقيه تقارير عن أعمال تخريب دون محاسبة مرتكبيها. وسجلت الأممالمتحدة 925 حادثة عنف للمستوطنين في الأشهر السبعة الأولى من 2024، بزيادة 16%، وهو ما يراه الفلسطينيون محاولة لدفعهم إلى ترك أراضيهم. ويؤكد تقرير لمنظمة "بتسيلم" أن نقص المياه ليس عرضيا، بل نتيجة سياسة ممنهجة تجعل الفلسطينيين في أزمة مزمنة مقابل وفرة يعيشها المستوطنون. ورغم أن إسرائيل تزعم نقل 90 مليون متر مكعب سنويا للسلطة الفلسطينية، فإن الأخيرة لا تستطيع تطوير بنيتها المائية إلا بموافقة إسرائيلية نادرا ما تُمنح. وهكذا، يجد الفلسطينيون أنفسهم أمام معادلة صعبة: الاعتماد على شحنات باهظة الثمن أو قطع مسافات طويلة لتأمين مورد حياتي بات مهددا أكثر من أي وقت مضى.