تشهد مجموعة مدارس البساتين أولاد با بجماعة سعادة، ضواحي مراكش، وضعًا تربويًا وصفتْه الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع المنارة ب"المنهار والممنهج"، محملةً المسؤولية للمديرية الإقليمية التي اتُّهمت بالتجاهل والاستعلاء في مواجهة احتجاجات الأمهات والآباء، بدل الإنصات والحوار. وقالت الجمعية، في بلاغ لها، إن الموسم الدراسي الحالي بالمؤسسة انطلق وسط ظروف وصفتها ب"الكارثية"، بعد سنوات من تعثر أشغال بناء القاعات الدراسية، رغم الوعود الرسمية بانتهاء مشروع تعويض البناء المفكك مع متم يونيو 2025. وأضافت أن تقليص البنية التربوية أدى إلى تفييض الأطر وزيادة الاكتظاظ، حيث تجاوز عدد التلاميذ في بعض الأقسام 50 تلميذا وتلميذة، يجلسون ثلاثة إلى أربعة في طاولة واحدة داخل فضاءات غير صالحة للتدريس. وأوضحت الجمعية أن بعض الأقسام تُستغل داخل قاعة الإطعام المدرسي الضيقة وسقفها من القصدير، أو داخل قاعة متضررة من الزلزال الأخير اكتُفي بترقيعها، أو داخل قاعة من البناء المفكك، مشيرة إلى أن المؤسسة محرومة كذلك من الربط بشبكة الماء الصالح للشرب، بعدما توقفت الجماعة عن تزويدها بالصهاريج المائية. وأكد البلاغ أن المدير الإقليمي واجه احتجاجات أولياء التلاميذ بسلوك اعتبرته الجمعية "متعجرفًا"، حين وصف الاكتظاظ ب"الأمر العادي" واعتبر أن قراراته "محصنة"، وهو ما زاد من احتقان الأوضاع. وشدد فرع المنارة للجمعية على أن هذه الوضعية تمثل خرقًا لمقتضيات الدستور والقانون الإطار للتربية والتكوين، وللمذكرات الوزارية التي تحدد الطاقة الاستيعابية للأقسام في 30 تلميذا كحد أقصى، فضلا عن تناقضها مع التزامات المغرب الدولية المتعلقة بالحق في التعليم والبيئة المدرسية السليمة. وطالبت الجمعية بالتدخل العاجل لاستكمال بناء القاعات وفق المعايير، واحترام الطاقة الاستيعابية، وربط المؤسسة بالماء الصالح للشرب، مع فتح تحقيق في أسباب تعثر ورش البناء ومساءلة المدير الإقليمي عن "تصرفاته غير المسؤولة". كما أعلنت الجمعية دعمها المطلق للاحتجاجات التي يخوضها الأمهات والآباء دفاعًا عن حق أبنائهم في تعليم كريم.