أثار إدريس إدريسي، عضو المجلس العلمي المحلي بخنيفرة، جدلاً واسعاً بعدما ظهر في صورة متداول على مواقع التواصل الاجتماعي مرتدياً جلباباً أمام محكمة الاستئناف ببني ملال، في خطوة اعتبرها مراقبون احتجاجاً رمزياً وساخراً على الحكم الصادر ضده بالسجن ثلاثة أشهر نافذة. ويأتي هذا الاحتجاج بعد سلسلة من الأحداث التي بدأت باتهام إدريسي رئيس المجلس وأعضاء لجنة اختبار تأهيل الأئمة والخطباء بخنيفرة ب"تزوير محاضر نتائج الاختبارات"، وهو ما نفاه المجلس في بلاغ رسمي، مؤكداً أن جميع الإجراءات تمت وفق المسطرة المنظمة من الأمانة العامة. إدريسي أكد، في تدوينة له على موقع فيسبوك، أن قلب الرداء الذي ظهر به في الصورة يعكس استغرابه من الحكم ورده الرمزي على ما وصفه ب"الظلم والفساد"، مشدداً على أنه سلك جميع القنوات القانونية لتصحيح الوضع، بما فيها اللجوء إلى القضاء عبر محكمة النقض، مع الاحتفاظ بجميع الوثائق والأدلة التي يراها قطعية. من جانبه، تدخلت الأمانة العامة للمجلس العلمي الأعلى للتحقق من ادعاءات إدريسي، بينما قامت الشرطة القضائية بالاستماع إليه، وتزامن ذلك مع دعم جمعيات حقوقية لعضو المجلس، معتبرة أن الكشف عن أي خروقات محتملة يتطلب تصدي صارم للفساد البنيوي في المؤسسات المغربية. ويعتبر مراقبون أن رمزية الجلباب في احتجاج إدريسي تتماشى مع تاريخ الاحتجاج الرمزي في المغرب، حيث اعتمد المواطنون على الملابس التقليدية أو الرمزية الساخرَة للتعبير عن رفض السلطة أو الظلم، سواء خلال فترة الحماية أو في الحركات الطلابية والحقوقية المعاصرة، مع فارق أن انتشار الصور عبر وسائل التواصل الاجتماعي يعطيها صدى واسعاً ويحولها إلى حراك تضامني جماهيري. وقد شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حملة دعم واسعة لإدريسي، مع مطالبات بتمكينه من متابعة قضيته أمام محكمة النقض، وسط جدل حول كيفية حماية المؤسسات العلمية من التجاوزات وضمان نزاهة الاختبارات التأهيلية للأئمة والخطباء.