بدأت الشكوك تساور ضباط الاستخبارات الأمريكية CIA بداية من سبعينيات القرن الماضي، حول نوايا وخطط الجنرال الراحل أحمد الدليمي، بعد رصدها حسب ما تؤكده وثائق سرية، لاتصالات كان يجريها مع ضُبّاط كبار في جيوش الجزائر ومصر وسوريا، وكانت خلاصات تقاريرها تقول إن الرجل الثاني في المملكة حينها يخطط لشيء ما ضد النظام الملكي. ففي وثيقة رُفعت عنها السرية حررت يوم 28 فبراير 1974 بعد فترة قصيرة عن المحاولتين الانقلابيتين للمذبوح واعبابو في الصخيرات وأوفقير الذي استهدف طائرة الملك في الجو، ضبطت المخابرات الأمريكية وجود اتصالات سرية بين الدليمي وعدد من القادة العسكريين في جيوش مصر والجزائروسوريا. الوثيقة رقم c308 في أرشيف CIA تتحدث عن اتصالات سرية للجنرال أحمد الدليمي مع قادة في دول شهدت انقلابات على رؤسائها، في الجزائر انقلب هواري بومدين على أحمد بن بلة، وفي مصر انقلب جمال عبد الناصر على الملك فاروق ثم جاء بعده نائبه أنور السادات، وفي سوريا صعد الجنرال حافظ الأسد بعد انقلاب عسكري. العميل الأمريكي محرر هذه الوثيقة أكد على أن نفوذ الجنرال تقوى أكثر من أي وقت مضى وأن علاقاته مع الجزائريين تطوّرت، إلى حد أن هذه الاتصالات كانت ذات طابع شخصي وخارج الرسميات. كما تتبعت المخابرات الأمريكية خيوط علاقات بدأ الجنرال في نسجها مع العقيد معمّر القذافي الذي كان يعادي المملكة وعلى خصام مع الملك الحسن الثاني وكان الممّول الأول لجبهة البوليساريو التي كانت في حرب مع المغرب، حيث التقاه أكثر من مرة والتقى بذراعه الأيمن أحمد قذاف الدم، وكانت ليبيا القذافي محسوبة على معسكر الاتحاد السوفياتي عدو الولاياتالمتحدة الأول. ومنذ ذلك الحين صارت الاستخبارات الأمريكية أكثر اهتماما بتحركات الرجل القوي في المملكة، علما أن بداية الترصد كانت في سنة 1967 حين كانت المحكمة في باريس تبث في ملف اختفاء المعارض البارز المهدي بن بركة، فقد أدلى شخص يدعى رشيد السكيرج كان موظفا في المخابرات المغربية بشهادة تُدين الدليمي في الملف وكشف أن جهازا قد أنشأه كانت مهامه هي اختطاف وتصفية المعارضين. اقرأ أيضا: الذكرى 38 لرحيله..وثائق سرّية تفتح باب الاحتمالات في وفاة الجنرال الدليمي وحسب الوثائق الأمريكية السرية فإن الجنرال الدليمي بعد هذه الشهادة والحديث عن جهاز سرّي مغربي، لم يغب عن أعين عملائها الذي واصلوا مراقبته وتتبع خطواته إلى أن وقع في المحظور والتقى بالضابط أحمد رامي الذي شارك في محاولة انقلاب أوفقير على الملك وفرّ خارج المملكة بعد فشلها، هناك في ستوكهولم كان اللقاء وهناك تأكد للأمريكيين أن الدليمي "رجل خطير يدبّر لقلب النظام".