أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أمس الخميس، مباحثات هاتفية مع وزيريرين للشؤون الخارجية بالاتحاد الاوربي هما وزير الشؤون الخارجية بجمهورية بولونيا، زبيغنيو راو، ووزير الشؤون الخارجية والتجارة بجمهورية هنغاريا، بيتر زيجارتو. وذكر بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أن بوريطة أكد أن توطيد العلاقات مع بولونيا يندرج في إطار رؤية الملك محمد السادس الرامية إلى تنويع الشراكات داخل الاتحاد الأوروبي. وأضاف المصدر ذاته أن الوزيرين المغربي والبولوني رحبا بالعلاقات الممتازة بين البلدين، وأعربا عن اهتمامهما بمواصلة تعزيز الحوار السياسي والتعاون الثنائي، ولاسيما في المجال الاقتصادي. وسجل الوزيران توافق وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك الوضع في ليبيا ومنطقة الساحل.
من جهتهما أشاد بوريطة الوزير الهنغاري بالعلاقات الممتازة بين البلدين، والتي ما فتئت تتطور وتتنوع منذ الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس إلى هنغاريا سنة 2016.
وأضاف المصدر ذاته، أن توطيد العلاقات مع هنغاريا، العضو في مجموعة (فيشغراد)، يتماشى تماما مع رؤية الملك الرامية إلى تنويع الشراكات داخل الاتحاد الأوروبي.
وكان بوريطة أجرى يوم 12 مارس الجاري مباحثات أيضا مع مع وزير الشؤون الأوروبية والدولية لجمهورية النمسا، ألكسندر شالينبرغ.
وأشاد الوزير النمساوي، بهذه المناسبة، بالتدبير النموذجي للمغرب لجائحة كوفيد-19، سيما حملة التلقيح التي يتم تنفيذها تحت قيادة الجلالة الملك محمد السادس.
كما هنأ الوزير النمساوي المغرب على تكريسه، في آخر منشور أوروبي حول الجوار، كشريك استراتيجي للاتحاد الأوروبي، مضيفا أن المملكة تجسد قطبا حقيقيا للاستقرار في المنطقة وفي إفريقيا.
ونوه الوزيران بتقارب وجهات النظر وتطابق تشخيصهما حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، سيما الوضع في ليبيا ومنطقة الساحل.
واتفق السيدان بوريطة وشالينبرغ على تنسيق عملهما في عدد من المجالات ذات الأولوية على المستوى متعدد الأطراف وداخل الهيئات الدولية.
ويسعى المغرب جادا من خلال هذه التحركات إلى تنويع شكائه داخل الاتحاد الأوربي خاصة بعد الاعتراف الامريكي بمغربية الصحراء، ووقوف بعض الحلفاء التلقليديين كفرنسا التي عرف عليها دعم المغرب على الحياد، حتى لا تخسر مصالحها في الجزائر .
كما أن الازمة الأخيرة مع ألمانيا، والبرود الذي طبع علاقات المغرب وإسبانيا، منح المغرب فرصة للتوجه نحو عواصم أخرى مهمة بالاتحاد الأوربي كفيينا ووارسو وبودابست.
وكان وزير الخارجية قد دعا في وقت سابق من الشهر الماضي دول الاتحاد الأوروبي إلى الخروج من منطقة الراحة الخاصة بها ودعم الدينامية الإيجابية الجارية في الصحراء المغربية. وأكد بوريطة في معرض رده على سؤال لوكالة أوروبا حول قرار الولاياتالمتحدةالأمريكية الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه، أنه "يكفي أن تخرج أوروبا من منطقة راحتها وتدعم هذا التوجه الدولي"، مشيرا إلى أن "العملية راوحت مكانها على مدى سنوات"، واليوم "هناك توجه ينبثق، وهو ما ينبغي على الاتحاد الأوروبي تبنيه".
وأكد الوزير في نفس السياق، أن أوروبا في حاجة إلى منطقة للساحل والصحراء مستقرة وآمنة، مسجلا أن "هذه الأماني يمكن أن تظل جامدة في حال عدم وجود التزام".
وتساءل بوريطة: اليوم، سينطلق القطار، فهل ستظل أوروبا سلبية أو أنها ستساهم في هذه الدينامية ؟.