توقفت صحيفة لوفيغارو الفرنسية عند الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الفرنسي إلى الجزائر، أمس الأحد، محاولا إعادة إطلاق الحوار بين فرنساوالجزائر بعد ثمانية أشهر من الأزمة الدبلوماسية. وتحت عنوان "باريس – الجزائر: مصالحة هشة على نغمة مألوفة"، وصفت "لوفيغارو"، الزيارة بالسريعة والمكثفة.. ونقلت عن مسؤولين في باريس قولهم: "كل هذا يبدو مألوفا. على أمل أن تُترجم هذه الطاقة المبذولة هذه المرة إلى أفعال ملموسة".
كما نقلت صحيفة لوفيغارو عن مصدر دبلوماسي فرنسي، قوله إن الحوار بين وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو والجزائري أحمد عطاف كان "معمقا وصريحا وبناء، في نفس سياق الحديث الذي دار بين رئيسي البلدين إيمانويل ماكرون وعبد المجيد تبون"، خلال مكالمتهما الهاتفية التي سبقت زيارة الوزير الفرنسي إلى الجزائر، وتركز حول "القضايا الإقليمية والعلاقات الثنائية، بما في ذلك قضايا الهجرة".
وأوضحت الصحيفة، أنه في البداية بعد الظهر، استُقبل جان نويل بارو لمدة ساعتين ونصف من قبل رئيس الدولة الجزائري عبد المجيد تبون، مضيفة أنه خلال تصريح استعرض الوزير المواضيع التي تم التطرق إليها، بما في ذلك التعاون الأمني، حيث تم استئناف التواصل بين أجهزة الاستخبارات، وهناك حوار استراتيجي حول منطقة الساحل قيد الإعداد.
كما تناول اللقاء، وفق الصحيفة، التعاون القضائي، الذي سيتم تنشيطه بمناسبة زيارة قريبة لوزير العدل الفرنسي جيرالد دارمانان للحديث عن "تنفيذ الإنابات القضائية" و"الأموال المكتسبة بطرق غير مشروعة".
أما موضوع "التنقلات"، وهو مصطلح يُستخدم للإشارة إلى إعادة المهاجرين الجزائريين غير النظاميين، فقد نوقش أيضا، إضافة إلى التعاون الاقتصادي في مجالات الصناعات الغذائية، السيارات، والنقل البحري، تقول الصحيفة.
وأُعلن أن في 9 ماي المقبل، سيستقبل اتحاد أرباب العمل الفرنسي (Medef) رئيس اتحاد أرباب العمل الجزائريين CREA، وأن اللجنة الاقتصادية المختلطة الجزائرية-الفرنسية (Comefa) ستجتمع قبل الصيف.
كما تم التطرق إلى ملف الذاكرة، حيث أُعلن عن استئناف أعمال اللجنة المشتركة للمؤرخين، مع توجيه دعوة إلى الجزائر للمؤرخ الفرنسي بنجامين ستورا، الذي يرأس الجانب الفرنسي من اللجنة.
وفيما يتعلق ببو علام صنصال، الذي حُكم عليه بالسجن خمس سنوات نافذة، فقد "عبّر جان نويل بارو عن أمله في لفتة إنسانية بالنظر إلى سنه وحالته الصحية". كل هذا جرى في إطار رغبة مشتركة في "طي صفحة الماضي"، ومن جانب باريس، "إعادة بناء شراكة ندّية، هادئة وسلمية مع الجزائر"، و"العودة إلى الوضع الطبيعي". وأوضح جان-نويل بارو: "حرصت على تلبية هذه الدعوة في أقرب وقت ممكن، أي أقل من أسبوع بعد الاتصال الهاتفي بين الرئيسين"، توضح صحيفة لوفيغارو.
وتابعت الصحيفة، أنه وراء الكلمات والنوايا، لا يُخفي الفاعلون في العلاقات الثنائية من كلا الجانبين قلقهم. "كل شيء هش جدًا. سيتوجب تنفيذ الوعود. لقد رأينا إيمانويل ماكرون يعود من الجزائر في 2022 وهو متحمّس، لكن لم يحدث شيء بعدها. لماذا سيكون الوضع مختلفًا اليوم، بينما المشاكل البنيوية، مثل تجاهل الجزائريين لمبادراتنا، لا تزال قائمة؟"، يتساءلون في باريس.