قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، اليوم الأحد، إن العلاقات مع الجزائر عادت إلى طبيعتها، بعد محادثات استمرت ساعتين ونصف الساعة مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، عقب خلافات لأشهر.
وتطرقت المحادثات لعدد من الملفات الحساسة، على رأسها التعاون الاقتصادي المتوقف، وخصوصًا في قطاع السيارات، حسب ما نقلته وكالة "رويترز".
وأوضح الوزير الفرنسي أن من بين القضايا التي طُرحت على طاولة الحوار، الصعوبات التي تواجهها الشركات الفرنسية العاملة في الجزائر، لاسيما في قطاعات الصناعات الغذائية، وملف السيارات، والنقل البحري، مشيرًا إلى أن الرئيس تبون طمأنه ب"رغبته في إعطاء دفعة جديدة لهذه القطاعات".
وأضاف بارو في تصريحات نقلتها رويترز: "نحن نعيد تفعيل جميع آليات التعاون في مختلف المجالات، ونعيد الأمور إلى طبيعتها. وكما قال الرئيس تبون: الستار قد أُسدل على الخلافات".
وتأتي زيارة الوزير الفرنسي بعد اتصال هاتفي بين الرئيس إيمانويل ماكرون ونظيره الجزائري تبون في 31 مارس المنصرم، اتفقا خلاله على "خارطة طريق شاملة" لتهدئة أوجه التوتر بين الجانبين.
وجاء توتر العلاقات بين البلدين، عقب إعلان الجزائر سحب سفيرها من باريس، احتجاجا على تأكيد فرنسا، في يوليوز 2024، دعمها لمغربية الصحراء، وما تبع ذلك من زيارات رسمية لرئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون وغيره من المسؤولين الفرنسيين.
وفي نونبر الماضي، تفاقم الخلاف، مع توقيف الكاتب الفرنسي من أصل جزائري بوعلام صنصال بسبب تصريحات أدلى بها لوسائل إعلام فرنسية أكد خلالها على أن العديد من المناطق المغربية تم اقتطاعها من قبل الاستعمار الفرنسي وضمها للجزائر.
كما ساهم في إذكاء التوتر ملف إعادة الجزائريين الذين صدرت بحقهم قرارات إبعاد عن الأراضي الفرنسية.
وبلغت الأزمة ذروتها بعد الهجوم الذي وقع في مدينة ميلوز شرق فرنسا وأسفر عن مقتل شخص في 22 فبراير الماضي، والذي ارتكبه جزائري رفضت الجزائر إعادته بعد صدور قرار إبعاد بحقه.