من المرتقب أن يحل وزير الدفاع الهندي راجناث سينغ بالمغرب ما بين 21 و24 شتنبر الجاري، في أول زيارة رسمية له إلى منطقة شمال إفريقيا، حيث يتصدر ملف التعاون العسكري جدول أعماله مع المسؤولين المغاربة.
وتأتي هذه الزيارة في ظرفية تعرف دينامية غير مسبوقة في العلاقات الدفاعية بين الرباط ونيودلهي. فقد وقع البلدان خلال سنة 2024 سلسلة من الاتفاقيات الاستراتيجية، أبرزها العقد المبرم بين القوات المسلحة الملكية المغربية وشركة Tata Advanced Systems Ltd الهندية، والمتعلق بإنتاج وتجميع العربات المدرعة ذات الدفع الثماني (8×8).
وسيُنجز المشروع داخل مصنع بالدار البيضاء يمتد على مساحة 20 ألف متر مربع، ليُصبح بذلك أول وحدة صناعية بهذا الحجم تُخصص للتجميع العسكري في المغرب. في المقابل، يمثل هذا الاستثمار أول تجربة لشركة دفاعية هندية خارج حدود البلاد، على أن يشكل المصنع أيضاً منصة لتصدير المعدات نحو الأسواق الإفريقية.
ويعتبر هذا التعاون خطوة نوعية للمغرب الذي يسعى منذ 2020 إلى بناء صناعة دفاعية وطنية قادرة على تلبية احتياجات قواته المسلحة وتوفير فرص للتصدير، فيما يمنح الهند موقعاً استراتيجياً في القارة الإفريقية.
ولا يقتصر التعاون العسكري بين البلدين على مشروع العربات المدرعة، إذ تجمع القوات المسلحة الملكية شراكة ممتدة منذ أربع سنوات مع الشركة الهندية MKU، التي زودت المغرب بتجهيزات متنوعة تشمل خوذات وجيلاً واقياً من الرصاص ونظارات للرؤية الليلية وأنظمة تصويب متطورة وأدوات مراقبة ميدانية.
وتُعد زيارة الوزير الهندي للمغرب محطة بارزة تعكس رغبة الجانبين في ترسيخ شراكة عسكرية واستراتيجية طويلة الأمد، وتعزيز موقعهما ضمن خريطة التوازنات الجيوسياسية العالمية.