في خطوة جديدة تظهر حالة التخبط التي أصبحت تعيشها الجبهة الانفصالية على خلفية مشروع القرار الأمريكي الموجه إلى الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن الدولي حول قضية الصحراء المغربية، والذي أكدت فيه واشنطن، باعتبارها حاملة القلم، لأول مرة، أن مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب لحل النزاع يمثل "الأساس الأكثر جدية ومصداقية وواقعية للتوصل إلى حل"؛ بادرت جبهة "البوليساريو" إلى توجيه مراسلة مستعجلة إلى كل من الممثل الدائم للاتحاد الروسي لدى الأممالمتحدة فاسيلي نيبينزيا، والرئيس الحالي لمجلس الأمن الدولي، هددت فيها بالانسحاب من العملية السياسية.
وزعمت "البوليساريو" في مراسلتها أن المشروع الأمريكي "يشكل انحرافاً خطيراً وغير مسبوق، كما أنه يتضمن عناصر تضرب أسس عملية الأممالمتحدة للسلام في الصحراء، وتشكل انتهاكاً خطيراً للوضع الدولي للإقليم".
وأضافت الجبهة أنها "ملتزمة بتحقيق السلام العادل والدائم الذي قدمت من أجله تنازلات وتضحيات جسيمة منذ بداية عملية السلام التي تقودها الأممالمتحدة في الصحراء الغربية"، وفق تعبيرها، وتابعت: "وكبادرةِ حسن نية واستجابةً لقرارات مجلس الأمن، قدمت جبهة البوليساريو مقترحاً مُوسَّعاً إلى الأمين العام للأمم المتحدة في 20 أكتوبر 2025، ولا تزال مستعدةً للانخراط بشكل إيجابي في عملية السلام على أساس روح ومحتوى مقترحها المُوسَّع".
وذكرت المراسلة أن "أيَّ مقاربة تضع إطاراً مُسبقاً للمفاوضات وتُحدِّد نتائجها مُسبقاً، أو تُقيِّد ممارسة الشعب الصحراوي لحقه في تقرير المصير أو تفرض حلّاً ضد إرادته فهي مقاربة غير مقبولة على الإطلاق بالنسبة لجبهة البوليساريو". وفق مضمونها.
تبعا لذلك، أعلنت الجبهة الانفصالية المدعومة من طرف الجزائر أنه "إذا تم تمرير مشروع القرار دون أخذ العناصر المذكورة أعلاه في الاعتبار ومعالجتها بشكل فعّال، فإنها لن تشارك في أي عملية سياسية أو مفاوضات على أساس محتوى مشروع القرار".