كشفت مصادر مطلعة، عن زيارة وفد عسكري رفيع المستوى من روسياالبيضاء (بيلاروسيا) إلى الجزائر، قاده وزير الخارجية، في خطوة وُصفت بأنها ذات أبعاد عسكرية وجيوسياسية متعددة تتجاوز الطابع البروتوكولي المعلن. وتشير المعطيات إلى أن هذه الزيارة جاءت في سياق أزمة يعاني منها الجيش الجزائري، بعدما فشل رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول سعيد شنقريحة، في تأمين حاجيات المؤسسة العسكرية من قطع الغيار والمدفعية والدبابات من نوع T-90، نتيجة تراجع القدرات الإنتاجية لدى روسيا وحلفائها التقليديين، وعلى رأسهم بيلاروسيا وصربيا، في مجال تصنيع الذخيرة والمعدات الثقيلة بسبب انشغال موسكو بالحرب في أوكرانيا.
وتطرح هذه الزيارة، التي جرت في ظروف توصف بالسرية نسبيا، أكثر من علامة استفهام حول الموقفين الأمريكي والأوروبي من تحركات النظام الجزائري، الذي يبدو عاجزا عن تنفيذ إصلاحات عميقة داخل مؤسسته العسكرية.
وحسب بعض المراقبين، فإن أي تحول جذري في بنية الجيش الجزائري سيحتاج إلى ما لا يقل عن عقدين من الزمن، سواء على مستوى التكوين أو على صعيد تنويع مصادر التسلح.
من جهة أخرى، يرى محللون أن بيلاروسيا تسعى إلى استغلال تداعيات الحرب الأوكرانية لتوسيع نفوذها في شمال إفريقيا والساحل، ومحاولة خلافة الدور الروسي في المنطقة، في وقت تخشى فيه بعض العواصم الغربية من أن تؤدي التحركات الأوكرانية غير المباشرة إلى نقل بؤر التوتر نحو دول مثل مالي والنيجر وليبيا، كما حدث في السودان.