أعلنت الحكومة الليبية المعترف بها دوليا، وبشكل رسمي، مقتل الارهابي الجزائري مختار بلمختار في غارة جوية أمريكية داخل ليبيا. وكشفت الحكومة المتمركزة في الشرق بطبرق، أنها كانت على علم بالغارة قبل تنفيذها وبتشاور معها. واعتبرت حكومة الثني أن العملية تأتي استجابة دولية لمطالبها في مواجهة الارهاب الداعشي والتكفيري وكذا تنظيم القاعدة. وجددت الحكومة الليبية في بيان صادر عنها، مطالبتها المجتمع الدولي بالسماح بتزويد الجيش الليبي الذي يقوده خليفة حفتر بالسلاح، ورفع القرار الدولي الذي يضع ليبيا تحت البند السابع. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قد قالت في وقت سابق إن الجيش الأمريكي وجه ضربة في إطار مكافحة الارهاب ليلا، استهدفت شخصا مرتبطا بتنظيم القاعدة في ليبيا ولكنها تُقيم النتائج قبل إعلان مزيد من التفاصيل . ورجحت مصادر ليبية أن يكون مكان العملية قرب اجدابيا، غير بعيد عن بنغازي. ويفند خبر مقتل بلمختار الانباء التي راجت عدة مرات بانه قُتل بما في ذلك عام 2013 عندما كان من المعتقد أنه قُتل في مالي. ويتهم مختار بلمختار في عدة عمليات إرهابية منها التخطيط لعملية احتجاز الرهائن الغربيين في مصنع الغاز بمنشأة تيقنتورين بعين أمناس مطلع العام 2013 ، وقد أسفرت عن مقتل 38رهينة أجنبيا بعد محاولة الجيش الجزائري تحريرهم. ومختار بلمختار (واسمه الحقيقي خالد أبو العباس) الذي ينحدر من الجزائر، ينشط شمال مالي وقائد كتيبة الموقعون بالدم وهو أحد المطلوبين في الجزائر ومن قبل عدة دول بتهم الإرهاب الدولي . وأوردت وسائل إعلام موريتانية مختصة في شؤون الجماعات المسلحة بالساحل سابقا أن بلمختار المطلوب دوليا انشق عن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي بعد قرار التنظيم بإنزال رتبته في التنظيم.. وبلمختار الملقب ب"الاعور" و"السيد مالبورو" بسبب شهرته في عمليات التهريب، حكم عليه بالإعدام في الجزائر مرتين بتهم "الارهاب الدولي والقتل والخطف". ويتهم بلمختار بالوقوف وراء اغتيال أربعة فرنسيين في موريتانيا في دجنبر 2007 واختطاف كنديين اثنين في 2008، وثلاثة إسبان وإيطاليين اثنين في 2009. وتناقلت تقارير مرة واحدة على الاقل مقتله في مالي، قبل ان تستهدفه الولاياتالمتحدة في غارة جوية الاثنين . عاد بلمختار من افغانستان الى الجزائر في 1993 بعد عام على اندلاع الحرب الاهلية إثر إلغاء نتائج الانتخابات التشريعية التي فازت بها جبهة الانقاذ الاسلامية.وانضم بلمختار الى الجماعة الاسلامية المسلحة في الجزائر التي شنت حملة عنف واسعة تخللتها مجازر ضد المدنيين .وبرز بلمختار تحديدا من خلال معرفته بالمنطقة غير الخاضعة للقانون بين جنوبالجزائر وشمال مالي والنيجر المجاورة. وفي عام 1998 التحق بالجماعة السلفية للدعوة والقتال التي انشقت عن الجماعة الاسلامية، وسيطر على طرق التهريب في الصحراء جنوبالجزائر.وبعد تسع سنوات تبنت الجماعة السلفية للدعوة والقتال الايديولوجية الجهادية لتنظيم القاعدة، وأطلقت على نفسها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. ولاحقا تم إخراج بلمختار من دائرة القيادة في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي في شمال مالي بسبب "نشاطاته المتواصلة المسببة للخلاف رغم تحذيرات عدة"، وفق مسؤول أمني محلي. وشكك بعض عناصر "القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي" بالتزام بلمختار بالتنظيم، حيث قال مسؤول مالي إن القيادي في تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي عبد المالك درودكال قرر فصل بلمختار بسبب انحرافه عن الطريق الصحيح. وبعد اخراجه من تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي، أنشأ نهاية 2012 كتيبة "الموقعون بالدم". أما جماعة "المرابطون" بزعامته فقد تأسست العام 2013 عبر اندماج تنظيم "الموقعون بالدم" وحركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، إحدى المجموعات الجهادية التي سيطرت على شمال مالي بين خريف 2012 ومطلع 2013. وأعلنت جماعة "المرابطون" ماي2015 "مبايعتها" لتنظيم الدولة الاسلامية بلسان احد قادتها. الا ان بلمختار نفى مبايعة جماعته ل"الدولة الاسلامية" مؤكدا التزامه ووفاءه ل"بيعة أيمن الظواهري (زعيم القاعدة) على الجهاد". وفي سياق الفوضى التي تعرفها العاصمة الليبية طرابلس، وانتشار فوضى السلاح والمليشيات، قامت جهة مسلحة باقتحام القنصلية التونسية، لدى ليبيا، حيث استنكرت وزارة الشؤون الخارجية التونسية، ، اقتحام مقر السفارة التونسية بالعاصمة طرابلس من قبل إحدى الكتائب المسلحة واحتجاز 10 أشخاص من موظفي البعثة التونسية. واعتبرت الوزارة في بيان لها أن هذه الحادثة تعتبر اعتداء على السيادة الوطنية التونسية وانتهاكا صارخا للقوانين الدولية، مؤكدة الوزارة اهتمامها وانشغالها تطورات هذه الحادثة، بالتنسيق مع الأطراف الليبية والاقليمية والدولية قصد التوصل في أقرب وقت ممكن للإفراج عن طاقم البعثة الدبلوماسية وضمان سلامتهم الجسدية. ونبهت الوزارة كافة المواطنين التونسيين لعدم السفر الى ليبيا في الظروف الراهنة إلا للحاجة الضرورية القصوى وبعد التنسيق مع وزارتي الداخلية والشؤون الخارجية. وحتى قبل فك لغز اختفاء الدبلوماسيين، اختطف مسلحون ثمانية تونسيين، السبت من مدينة الجميل قرب طرابلس، أثناء توجههم إلى الموقع الذي سيعملون فيه بالعاصمة خلال شهر رمضان المقبل، إلا أن أسباب اختطافهم لا تزال مجهولة. وأفاد الناشط الحقوقي والمختص في الشأن الليبي مصطفى عبدالكبير أن وفدًا ليبيًا رفيع المستوى سيصل إلى تونس للتفاوض بخصوص الدبلوماسيين التونسيين المختطفين ، إلا أنه أكد أنهم بصحة جيدة ولم يلحقهم أي أذى، مجددا التأكيد على أن اختطاف الدبلوماسيين التونسيين مرتبط بقضية الليبي وليد القليب القيادي في ما يسمى "فجر ليبيا" الذي صدر في حقه حكم بالسجن بموجب قانون مكافحة الإرهاب التونسي.