الحب، باعتباره «أكسير» القلوب الشفيفة، يظل الأكثر سطوة على الانتباه؛ حتى في رمضان الكريم، حيث تزدحم القنوات الفضائية الناطقة بالعربية (كما موائد رمضان) ب»أطباق» متنوعة؛ درامية وترفيهية، وتسابقية عبر البرامج المخصصة للمهتمين بالحصول على الجوائز. في رمضان هذا العام، وبعد أسبوعين على بدء رمضان الكريم، لوحظ أن المسلسل اللبناني «تشيللو» للمخرج سامر البرقاوي بدأ في التفوق على «باب الحارة» السوري؛ كما لو أن الأمر للتأكيد على أن الناس (في منطقة تحولها الحروب إلى مائدة كبيرة للقتل) باتوا أكثر تعطشا للحب؛ ولو عبر دراما تلفزيونية تتناول الحب من زاوية جديدة قلّما طرقت من قبل. تدور أحداث «تشيللو» حول الحب والخيانات الزوجية، حيث يعرض رجل كهل ثري مليون دولار على زوجة شابة وجميلة مقابل «ليلة واحدة»، حيث يجتمع الزوجان ويناقشان العرض، ويقرران رفضه، لكن حاجتهما الملحة لمبلغ 50 ألف دولار تدفعهما أخيرا للقبول بالعرض المر والمغري، في آن، الأمر الذي جعل من المسلسل موضوعا للنقاش على مواقع التواصل الاجتماعي. في رام الله، ورغم أن مسلسل «باب الحارة» لا يزال يحظى بمشاهدة معقولة في عروض المقاهي، إلا انه خسر كثيرين من جمهوره؛ كما هو الحال في «مقهى أبو كرم» وسط المدينة، وهو ما أفقد المقهى بعض زبائنه، كما أشار «أبو كرم» في حديث مع دوت كوم، فيما اللافت في الكوميديا الرمضانية هذا العام، حضور تنظيم «داعش»، كما هو الحال في «سيلفي» الذي يعرض على شاشة «MBC» ... وفيما بقيت الدراما الفلسطينية في حالة غياب عن الشاشات العربية، ظلت برامج الكوميديا مسيطرة على إنتاج شركات الإنتاج الفلسطينية التي اقتصرت عروضها على الفضائيات المحلية و»اليوتيوب»، بينما نجح عدد من الشبان في مدينة نابلس بإنتاج مسلسل درامي رمضاني باسم «الأغراب» يعرض على ثلاث فضائيات، وهو مسلسل يروي حياة قرية فلسطينية عام 2014 تعاني من الاستيطان»، حيث يعرض في مشاهده الممتدة على طول 30 حلقة ضنك الحياة الفلسطينية بفعل انتهاكات الاحتلال المتنوعة وأشكال التضامن الشعبي في مواجهتها... ومسلسل «الأغراب» أنتج بتمويل شخصي من قبل القائمين عليه بلغت قيمته 60 ألف دولار - واستغرق إنتاجه نحو 5 أشهر من العمل المتواصل وشارك فيه 41 ممثلا وممثلة و200 «كومبارس»، وهو يبث على فضائيتي «اليرموك» الأردنية ، غير أن ضعف إمكانيات الفضائيات الفلسطينية وعدم قدرتها على شراء إنتاج ضخم يحول دون تسويق المسلسل؛ كما أن هذا الضعف «يحد من تطور الدراما الفلسطينية». وتضيف عابدين، أن الدراما الفلسطينية تعيش في بيئة غير مواتية للانتاج؛ فاستمرار الاحتلال يحاصرها في قالب «المقاومة»، كما أن أي دراما فلسطينية تخرج عن ذلك يجعلها محل انتقاد وعدم تقبل؛ بالمقابل يبحث المشاهد الفلسطيني والعربي عن دراما تساعده في الهروب من الواقع المرير الذي يعيشه.