سال مداد «غزير» ، مؤخرا، بشأن وضعية القاعات السينمائية بالعاصمة الاقتصادية، خاصة عقب الترخيص لتحويل العديد منها إلى مراكز تجارية بحجة أنها «ملكية خاصة» ، دون استحضار عواقب هذه الخطوة على الناشئة! وفي هذا السياق ، يُطرح السؤال: أين هي دور السينما بعمالة الفداء مرس السلطان ؟ أين هي القاعات التي كانت تعرف بازدواجية العرض، فهي قاعات سينمائية لعرض الأفلام عبر الشاشات الكبيرة ، وأيضا صالحة لاحتضان عروض لأكبر الفرق المسرحية، لتوفرها على خشبات مسرحية ، تمكن من خلالها أبناء درب السلطان، نساؤهم ورجالهم وشبابهم، من التعرف عن قرب، على وجوه فنية كبيرة. أسئلة كبيرة تُطرح بإلحاح بعد ظهور جيل جديد لا يعرف سوى لغة (CD DVD) و«بليستيشن» و«أفلام مقرصنة» بأبخس الأثمان وأقل جودة في الصورة ! تساؤلات جيل ما بعد الاستقلال جاءت مبنية على إلمام بالمجال الفني والمسرحي، كيف لا وهو من عاشر عن قرب فنانين متميزين من أبناء الحي، مثل الأخوين البدوي الخلفي عبد اللطيف هلال مصطفى الداسوكين مصطفى الزعري نعيمة لمشرقي عبد العظيم الشناوي محمد بن إبراهيم ..والقائمة طويلة، وفي الغناء المرحوم محمد الحياني المرحوم إبراهيم العلمي الفنانة نعيمة سميح.. أما في الغناء الشعبي فحدث ولا حرج ويكفي ذكر أسماء الرواد الأوائل كالمراحيم بوشعيب البيضاوي محمد القدميري قيبو... فكم من مسرحية عُرضت على خشبة سينما الكواكب وخشبة سينما الملكي والأطلس وشهرزاد وموريطانيا، حيث كان سكان هذه الأحياء ، من مختلف الأعمار، يستعدون ، بكل الوسائل، للحصول على تذكرة وحضور العرض... أبناء وبنات الجيل الحالي ، وجدوا أغلب القاعات وقد تغيرت معالمها وتم إغلاق أبوابها، فلم يجدوا أمامهم سوى ( CD DVD )، أما الوجوه التي تعرف عليها آباؤهم وأمهاتهم، فإنهم لم يسمعوا سوى بسقوطها الواحد بعد الآخر، كأوراق الخريف ، أو عقب الالتفاتات المعدودة والمحتشمة الخاصة بتكريم البعض منهم ممن طواهم النسيان وحكمت عليهم «أجندة» المتحكمين في «تدبير شؤون المدينة» ممن لاعلاقة لهم بالتاريخ الثقافي والفني للدارالبيضاء! بالإنزواء في «الأركان المعتمة» للعديد من الأحياء الشعبية يجترون مرارة الجحود !