توقعات أحوال الطقس ليوم غد السبت    مجموعة برلمانية تدعو إلى بلورة استراتيجية وطنية شاملة ومندمجة خاصة بالذكاء الاصطناعي    أداء إيجابي يختتم تداولات بورصة الدار البيضاء اليوم الجمعة    ارتفاع حصيلة ضحايا انهيار عمارة سكنية بفاس إلى 10 قتلى    رئيس الجمعية الوطنية الموريتانية يدعو إلى التركيز في التعاون مع المغرب على القطاعات التنموية الاستراتيجية    مقاولات مغربية تفوز بأغلب صفقات إنجاز الطريق السيار القاري الرباط – البيضاء    تنفيذا للتعليمات الملكية السامية.. لوديي يستقبل وزير الدفاع بجمهورية كوت ديفوار    علاء اللامي يكتب: ردا على المقولة المتهافتة «فوز مرشح ترامب» لباباوية الفاتيكان    مسؤول أمريكي: إسرائيل لن تشارك في خطة أميركية لتوزيع المساعدات في غزة    باير ليفركوزن يعلن رحيل تشابي ألونسو نهاية الموسم    أخبار الساحة    السعودية تشارك في معرض الدوحة للكتاب ب 10 آلاف إصدار دعوي وتوعوي    عمال النظافة بطنجة يحتجون ضد شركة "أرما"    استئنافية البيضاء تُحدّد تاريج جلسة أخرى لمواصلة مناقشة ملف قضية "اسكوبار الصحراء"    تحريض على القتل الممنهج والإعدام يورط هشام جيراندو في قانون الإرهاب    بنعلي: المغرب أحدث رسميا ثماني محميات بحرية موزعة على طول سواحله المتوسطية والأطلسية    الدار البيضاء.. توقيف شخصين بحوزتهما 2236 قرص مهلوس و23 غراما من الكوكايين    الصويرة تحتضن الدورة الثالثة من المعرض الوطني للنزعة الخطوطية    بعد تتويجه بجائزة أحسن ممثل.. البخاري: المسار مستمر رغم المكائد    ندوة وطنية تكريما لسعيد حجي: المثقف والوطني    مهرجان ربيع الشعر الدولي بآسفي في دورته الثالثة يكرم محمد الأشعري    "الفراقشية" يضخون الأغنام المدعمة في السوق    أسرة أم كلثوم تستنكر استخدام الذكاء الاصطناعي لتشويه صوت "كوكب الشرق"    "انبعاثات" تضيء ليالي مهرجان فاس    صلاح يفوز بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي للمرة الثالثة    أجواء معتدلة غدا السبت والحرارة تلامس 30 درجة في عدد من المدن    نائبة أخنوش تعتذر عن إساءتها لساكنة أكادير.. وممثل ال "العدالة والتنمية" في أكادير يطالب "الرئيس الغائب" بتحمل مسؤليته    كوسومار تستهدف 600 ألف طن سكر    باكستان تعلن إسقاط 77 طائرة مسيّرة هندية خلال يومين    مجلس المنافسة يحقق في تواطؤ محتمل بين فاعلين بسوق السردين الصناعي دام 20 عامًا    "نقابة FNE" تكشف تفاصيل الحوار    نصف قرن في محبة الموسيقار عبد الوهاب الدكالي..    انعقاد الاجتماع الوزاري المقبل للدول الإفريقية الأطلسية في شتنبر المقبل بنيويورك    سباق اللقب يشتعل في الكامب نو والكلاسيكو يحدد ملامح بطل الليغا    حكيم زياش يتصدر العناوين في قطر قبل نهائي الكأس    منتدى البحر 2025: رهانات حماية المحيطات والتنوع البيولوجي البحري محور نقاش بالجديدة    مطالب برلمانية بمراجعة قيمة المنحة الجامعية لتتناسب مع تكاليف المعيشة    سؤال في قلب الأزمة السياسية والأخلاقية    البطولة الاحترافية.. الجيش الملكي يتشبث بمركز الوصافة المؤهل إلى دوري أبطال إفريقيا    برلماني يطالب باختصاصات تقريرية لغرف الصناعة التقليدية    بطولة ألمانيا.. ليفركوزن المجرّد من لقبه يواجه مستقبلا غامضا    الذهب يصعد وسط عمليات شراء وترقب محادثات التجارة بين أمريكا والصين    كيم جونغ يشرف على تدريبات نووية    8 قتلى و7 جرحى في حادث انهيار منزل من 4 طوابق بفاس    في ظل استمرار حرب الإبادة في غزة وتصاعب المطالب بوقف التطبيع.. إسرائيل تصادق على اتفاقية النقل البحري مع المغرب    "مؤثِّرات بلا حدود".. من نشر الخصومات الأسرية إلى الترويج للوهم تحت غطاء الشهرة!    عملة "البيتكوين" المشفرة تنتعش وسط العواصف الاقتصادية العالمية    عامل إقليم الدريوش يترأس حفل توديع حجاج وحاجات الإقليم الميامين    لقاح ثوري للأنفلونزا من علماء الصين: حماية شاملة بدون إبر    الأميرة للا حسناء تقيم بباكو حفل شاي على شرف شخصيات نسائية أذربيجانية من عالم الثقافة والفنون    الصين توقف استيراد الدواجن من المغرب بعد رصد تفشي مرض نيوكاسل    لهذا السبب .. الأقراص الفوّارة غير مناسبة لمرضى ارتفاع ضغط الدم    دراسة علمية تكشف قدرة التين المغربي على الوقاية من السرطان وأمراض القلب    تشتت الانتباه لدى الأطفال…يستوجب وعيا وتشخيصا مبكرا    إرشادات طبية تقدمها الممرضة عربية بن الصغير في حفل توديع حجاج الناظور    كلمة وزير الصحة في حفل استقبال أعضاء البعثة الصحية    التدين المزيف: حين يتحول الإيمان إلى سلعة    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مأساة اللاجئين السوريين.. بين أوروبا ودول الخليج..

لم تتخذ دول الخليج الغنية أي خطوة لاستقبال نسبة من اللاجئين الذين يحاولون الوصول إلى اوروبا بعد ان أسفرت الحرب في سوريا عن تهجير أكثر من أربعة ملايين شخص، ما يثير انتقادات وتساؤلات حول التضامن العربي.
قال السوري ابو محمد (30 عاما) اللاجئ في سوريا «يجدر بدول الخليج أن تخجل عندما ترى أبواب أوروبا تفتح أمام اللاجئين السوريين بينما هي تغلق أبوابها امامنا».
ومنذ اندلاع ما بات يعرف بازمة اللاجئين، تناقلت وسائل الاتصال الاجتماعي الانتقادات لدول الخليج بسبب عدم استقبال لاجئين.
وأطلقت تساؤلات حول هذا الوضع حتى من داخل دول الخليج.
وكتبت صحيفة غلف تايمز الصادرة في قطر «للاسف، أن دول الخليج الغنية لم تصدر أي بيان حول الازمة، وأكثر من ذلك، لم تقترح استراتيجية لمساعدة اللاجئين الذي هم بغالبيتهم مسلمون».
لكن دول مجلس التعاون الخليجي (السعودية والامارات والكويت وقطر وسلطنة عمان والبحرين) لم تقف مكتوفة الايدي أمام الازمة السورية منذ اندلاعها في 2011.
وقد أنفقت دول الخليج مليارات الدولارات لمساعدة المهجرين والنازحين السوريين، لاسيما في المخيمات التي اقيمت في الدول المجاورة لسوريا، لاسيما في لبنان والاردن وتركيا.
الا أن المهجرين الذين يريدون الخروج من هذه المخيمات بحثا عن ظروف افضل، يفكرون بالاتجاه الى اوروبا بالرغم من المخاطر المعروفة للرحلة.
ومنذ بداية العام، عبر حوالى 365 الف شخص البحر المتوسط بحسب المنظمة الدولية للهجرة التي اشارت ايضا الى ان 2700 شخص لقوا حتفهم خلال الرحلة.
وباتت ألمانيا الوجهة المفضلة للاجئين المهاجرين من سوريا، بالرغم من أن دول الخليج المزدهرة هي الاقرب جغرافيا، وتتشارك معهم نفس القيم الثقافية والدينية.
وامام صمت السلطات الخليجية، دعا المدون الاماراتي المعروف سلطان القاسمي دول الخليج الى اطلاق مبادرة »اخلاقية ومسؤولة« لاستقبال اللاجئين.
وحتى والد الطفل الغريق ايلان الكردي الذي اجتاحت صورة جثته على شاطئ تركي العالم وتحولت الى رمز للازمة، اعتبر اثناء دفن زوجته وابنيه انه يريد من »الحكومات العربية وليس الدول الاوروبية ان ترى ما حصل لابنائي وان تساعد الناس«.
الا انه ليس من المتوقع ان يطرأ اي تغيير على سياسة دول الخليج في الموضوع وهي دول غير موقعة على شرعة الامم المتحدة للاجئين.
وقال مايكل ستيفنز خبير الشؤون الشرق اوسطية في معهد »روسي«، »لا اتوقع ان يقوم اي من قادة الخليج بتغيير مفاجئ مثل التغيير الذي اعلن عنه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في غضون 36 ساعة فقط«.
واضاف »ان غالبية المواطنين الخليجيين يعتبرون ان ما قامت به حكوماتهم في سوريا هو الامر الصائب«.
وتاتي ازمة اللاجئين في اوروبا في الوقت الذي تركز فيه دول الخليج جهودها على ازمة اليمن وعلى العمليات العسكرية المعقدة التي تشارك فيها ضد المتمردين الحوثيين في هذا البلد.
ودعمت معظم دول الخليج المعارضة السورية بالمال والسلاح لمواجهة نظام الرئيس بشار الاسد المدعوم من ايران، الغريم التقليدي لدول الخليج.
وتتم اثارة بعض الاعتبارات الامنية للرد في بعض الاحيان على الانتقادات التي توجه الى دول الخليج في موضوع استقبال اللاجئين.
وقال سلطان بركات من معهد بروكينغز في الدوحة «بما ان دول الخليج ضالعة في الشؤون السياسية لسوريا، فهي يمكن ان تخشى من الانشطة التي قد يقوم بها بعض الذين ستستضيفهم».
وتعرضت السعودية منذ مطلع العام الى عدد من الهجمات التي نفذها تنظيم الدولة الاسلامية.
كما ان دولا خليجية مثل الامارات وقطر تخشى من استضافة اعداد اضافية من الاجانب في الوقت الذي يشكل فيه مواطنوها اقلية بين السكان.
وبحسب سلطان بركات، فان دول الخليج يمكنها، ولكي تواجه الانتقادات بشكل افضل، ان تسمح بدخول اللاجئين الذين لديهم افراد من عائلاتهم على ارضها. ويعيش مئات الالاف من السوريين منذ سنوات في الخليج للعمل.
البابا يدخل على الخط
وقد وجه البابا فرنسيس اليوم الاحد دعوة الى كل رعية كاثوليكية ورهبنة في اوروبا الى استقبال عائلة من اللاجئين موضحا انه سيبدأ بابرشيتي الفاتيكان.
وأعلن البابا خلال قداس الاحد في ساحة القديس بطرس في روما انه في »بادرة ملموسة« في اطار التحضير ليوبيل الرحمة الذي يبدأ في دجنبر على »كل رعية، وكل جماعة دينية، وكل دير، وكل مكان مقدس في اوروبا ان يستقبل عائلة« من اللاجئين.
وقال البابا انه »في مواجهة مأساة عشرات الآلاف من طالبي اللجوء الهاربين من الموت، وضحايا الحرب والجوع والذين هم على الطريق بحثا عن رجاء في الحياة، فإن الانجيل ينادينا ويطلب منا ان نكون +قريبين+ للصغار والمتروكين، ومنحهم رجاء ملموسا«.
واضاف البابا ان الامر لا يقتصر على الدعوة لهم ب»الشجاعة، والصبر ««، مضيفا ان »الرجاء المسيحي هو نضال».
وتابع البابا »اتوجه الى اخوتي أساقفة أوروبا، الرعاة الحقيقيين، لكي يدعموا في أبرشياتهم ندائي هذا مذكرين بان الرحمة هي الاسم الثاني للمحبة«. وقال انه سيبدأ مع ابرشيته في روما، وان رعيتي الفاتيكان ستستقبلان خلال الايام المقبلة عائلتين لاجئتين.
ثم اوضح المكتب الاعلامي للفاتيكان ان الدعوة موجهة الى كل الابرشيات وليس فقط الى الكهنة.
وهناك اكثر من 50 الف ابرشية فقط في المانيا وفرنسا وايطاليا باستثناء المجموعات الدينية التي تضم مجموعة من الراهبات اللواتي يعشن في شقق او اديرة.
وفي غشت تصاعدت اللهجة في ايطاليا بين قسم من الطبقة السياسية وكبار المسؤولين في الكنيسة الذين انتقدوا بشدة اللامبالاة المعممة واستخدام ازمة المهاجرين اداة انتخابية.
وكان ماتيو سالفيني زعيم رابطة الشمال الذي طالب بانتظام اعادة كافة المهاجرين الى ليبيا دعا الكنيسة الى استقبال المهاجرين في الفاتيكان ودفع بمنظمة كاريتاس ايطاليا الى التذكير بان المؤسسات الكاثوليكية تستقبل اصلا 15 الى 20 الف مهاجر كل يوم في ايطاليا.
ومستندا الى نص الانجيل الذي يذكر كيف قام المسيح بشفاء اصم ابكم، اكد البابا ان »المعجزة تمت، لقد شفينا من الصمم والانانية والصمت على التراجع«.
واضاف ان »الزوجين المنغلقين على نفسيهما، العائلة المنغلقة، المجموعة المنغلقة، الرعية المنغلقة، الوطن المنغلق، كل هذا نابع منا، وهذا لا يمت الى الله بصلة«، مذكرا بمثال الام تيريزا من كالكوتا، التي احيت الكنيسة في الخامس من شتنبر ذكرى وفاتها.
وقد تدفق مئات المهاجرين الى المانيا اليوم الاحد وسط هتافات ولافتات ترحيب، لينضموا الى الآلاف الذين وصلوا في اليوم السابق، في حين دعت النمسا الى عقد قمة طارئة للاتحاد الاوروبي لبحث أسوأ ازمة هجرة تواجهها القارة منذ الحرب العالمية الثانية.
وقام عدد هائل من السوريين والعراقيين وغيرهم الذين اجبرتهم الحرب والبؤس في بلادهم على الهروب، بالدخول من المجر الى النمسا وصولا الى المانيا.
الاقتصاد الالماني ينتظر المهاجرين
يصل الاف المهاجرين يوميا الى المانيا حيث تبذل الاوساط الاقتصادية كل ما في وسعها لتسريع دخولهم الى سوق عمل يعاني من نقص اليد العاملة، لكن الاوساط السياسية تواكب هذه المسألة بخطوات صغيرة فقط.
وقد اكد رئيس اتحاد الصناعات الالمانية الواسع النفوذ اولريش غريللو قبل ايام »اذا ما تمكنا من ادخالهم سريعا في سوق العمل، فسنساعد اللاجئين ونساعد انفسنا«.
والمانيا هي الوجهة الاولى لالاف السوريين والافغان والاريتريين الذين يصلون الى اوروبا، والهدف الاول للكوسوفيين والالبان الذين يغادرون بلدانهم. وينتظر الاقتصاد الاوروبي الاول وصول 800 الف لاجىء جديد هذه السنة.
ولن يتمكنوا جميعا من البقاء في المانيا، لان رعايا دول البلقان متأكدون الى حد كبير انهم سيضطرون الى سلوك طريق العودة.
لكن المؤسسات التي تعاني من نقص في اليد العاملة، بدأت تنظر بمزيد من الاهتمام الى المرشحين للحصول على اللجوء، وتعتبرهم هبة ثمينة في بلد يميل الى الشيخوخة.
ويقول اتحاد أرباب العمل ان المانيا التي تراجعت فيها البطالة الى ادنى مستوياتها (6,4%) منذ التوحيد، تحتاج الى 140 الف مهندس ومبرمج وتقني، مشيرا الى ان قطاعات الحرف والصحة والفنادق تبحث ايضا عن يد عاملة. ويمكن ان تبقى حوالى 40 الف فرصة تدرب شاغرة هذه السنة.
وتتوقع مؤسسة بروغنوس نقصا يقدر ب 1,8 مليون شخص في 2020 في جميع القطاعات، و3،9 ملايين على مشارف 2040 اذا لم تحصل تبدلات.
واكد اولريش غريللو ان تدفق القوى العاملة الجديدة يمكن ان يغير المعطيات، لأن عددا كبير من المهاجرين ما زالوا شبانا وتتوافر لديهم »فعلا مؤهلات جيدة«.
ويزداد على الصعيد المحلي عدد المؤسسات التي تفتح ابوابها للاجانب الذين تشجعهم مبادرات هادفة. وهذا ما ينسحب على منطقة اوغسبورغ في بافاريا (جنوب) حيث لا يهتم »مستشار ثقافي توجيهي« من الغرفة المهنية إلا بهذه المسألة. وقد ارسل منذ بداية السنة 63 شابا لاجئا الى التدرب المهني.
ولتوسيع اطار هذه الظاهرة، طالب رئيس اتحاد ارباب العمل اينغو كرامر هذا الاسبوع »ببذل جهود على كل المستويات«.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال الكسندر فيلهلم المسؤول عن مسائل سوق العمل في الاتحاد، ان هذا النداء موجه الى »جهات كثيرة«. لكن »على الحكومة القيام اولا بخطوات« من خلال تخفيف قواعد الوصول الى فرص العمل للاشخاص المعنيين.
وتريد المؤسسات الحصول على الضمانة بأن الاجير الذي تختاره للعمل لديها، لن يغادر البلاد بين ليلة وضحاها.
ولا يمكن بالتالي تشغيل لاجىء او طالب لجوء الا بعد تقديم الدليل على ان المرشح الالماني لهذا المنصب غير مناسب، لكن وكالة التوظيف تريد الغاء »امتحان الاسبقية« في اقرب وقت ممكن.
وتطالب الاوساط الاقتصادية المشترع بالانكباب على وضع اجراءات سريعة للاعتراف بشهادات وكفاءات الواصلين الجدد فور تسجيلهم، ورصد مزيد من الاموال لتعليمهم اللغة الالمانية.
وقال الامين العام لاتحاد ارباب المهن هولغر شفانيكي »من اجل دخول سوق العمل او التدرب، لا تتوافر عموما (للمرشحين) المعرفة الضرورية باللغة الالمانية«.
ويتوالى من جهة الحكومة التعبير عن النوايا الحسنة. وقالت وزيرة الوظيفة والشؤون الاجتماعية اندريا ناهلس هذا الاسبوع »يتعين على الناس الذين يأتون الى بلادنا بصفة لاجئين، ان يصبحوا بسرعة جيرانا وزملاء«.
وخففت وزارتها في نهاية يوليو الشروط الموضوعة حتى يستطيع المهاجرون من التدرب في المؤسسات.
وقال سايت ديمير المستشار الثقافي لدى الغرفة الحرفية في اوغسبورغ »حصلت حتى الان امور كثيرة«.
لكن الموافقة على هذه الامور في معسكر انغيلا ميركل تواجه مقاومة شديدة، ويرفض حزبها المحافظ قانون الهجرة الذي يطالب به الشريك في الائتلاف الاجتماعي الديموقراطي الذي سيؤدي من بين امور اخرى الى زيادة امكانية الوصول الى سوق العمل.
ويتخوف اليمين من ان تصبح فرصة العمل مدخلا موازيا ووسيلة للالتفاف على اجراءات اللجوء الذي يخضع لقوانين صارمة.
حرب أوروبا ضد مهربي المهاجرين
في اعقاب الصدمة الناجمة عن صور الطفل السوري الذي مات غرقا وعثر على جثته على رمال شاطىء تركي، وضعت السلطات الاوروبية في رأس اولوياتها هدفا يقضي بمحاربة جيش من 30 الف مهرب تشتبه في انهم يتاجرون بالبشر.
وقال روبرت كريبينكو المسؤول عن مكافحة شبكات الجريمة المنظمة في اطار المكتب الاوروبي للشرطة (يوروبول) »هذه اولويتنا بالتأكيد ليس من قبل اليوروبول فقط، بل على صعيد جميع الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي«.
وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس، اضاف كريبينكو ان الاتجار بالبشر لا يشكل خطرا كبيرا على الراغبين في الهجرة فقط بل يمثل »تحديا كبيرا لجميع الدول الاعضاء ايضا،سواء على الصعيد الانساني او الامني«.
فهذه التجارة القاتلة التي تؤمن مليارات الدولارات، تتغذى من احباط عدد متزايد من الاشخاص الهاربين من الحرب والفقر المتفشيين في بلدان مثل سوريا وافغانستان واريتريا والصومال.
وتستخدم عصابات المهربين التي تدأب على تنظيم عملها شبكات التواصل الاجتماعي ومسارات تعرفها ووسائل سريعة لايصال اعداد كبيرة من اللاجئين والمهاجرين الى اوروبا.
ففي يوليو الماضي، اطلق الاتحاد الاوروبي عملية واسعة النطاق لمكافحة المهربين في البحر المتوسط وجمع في البداية معلومات قبل ان يستعد للتحرك عسكريا في الاسابيع المقبلة من حيث المبدأ، لاعتراض سفن المهربين قبالة السواحل الليبية.
وحددت السلطات الاوروبية منذ مارس مجموعة دولية قوامها »30 الف مشبوه به« في كل انحاء اوروبا ينشط ثلاثة آلاف منهم في البحر المتوسط وينتمي بعضهم الى بلدان ليست اعضاء في الاتحاد الاوروبي يتبادل اليوروبول معها المعلومات، كما قال كريبينكو.
واضاف ان هؤلاء المهربين من مختلف الجنسيات والاديان يضعون خلافاتهم جانبا من اجل التعاون في شأن كل حالة على حدة، حسب الحاجات وحيث يمكنهم ان يكسبوا المال. ومثال ذلك الشبكة التي كشفت في اليونان وكانت تضم ستة عشر مهربا هم رومانيان ومصريان وباكستانيان وسبعة سوريين وهندي وفيليبيني وعراقيا.
وهؤلاء المهربون الذين كسبوا خلال بضعة اشهر حوالى 7,5 ملايين يورو، كانوا يوصلون الى اوروبا سوريين من خلال تهريبهم بأوراق مزورة من تركيا الى اليونان، سواء عبر طرق بحرية وجوية او برية.
واكدت ايزابيلا كوبر المتحدثة باسم الوكالة الاوروبية لمراقبة الحدود (فرونتكس)، ان الاتجار بالبشر الذي يشبه احيانا الاستعباد الجنسي والاستغلال في وظائف بأجور زهيدة، هو »التجارة الاكثر ربحا على ما يبدو« من كل الانشطة الاجرامية، ويتخطى حتى تجارة الاسلحة وتجارة المخدرات.
ويدأب المهربون على استخدام شبكات التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك وسواه للتعريف بخدماتهم والتفاوض على اسعارها وتنظيم مسارات المهاجرين، كما ذكر الانتربول وفرونتكس.
ففرونتكس التي تتقاسم معلوماتها مع البلدان الاعضاء في الاتحاد الاوربي، كشفت شبكة يقودها اريتريون وترسل مهاجرين من هذا البلد الى ليبيا مرورا بالسودان، على ان يصلوا في النهاية الى ايطاليا خصوصا، كما قالت كوبر.
وفي افريقيا الغربية وجنوب الصحراء، يستخدم المهربون مجموعة كاملة من الشاحنات والملاجىء لاستقدام المهاجرين الى ليبيا. وأحدى الطرق المستخدمة تمر بغانا وبوركينا فاسو والنيجر.
وعندما يصل المهاجرون الى ليبيا، ترسلهم شبكات متخصصة لاجتياز البحر المتوسط على متن سفن صيد او زوارق مطاطية صغيرة »استوردوها من الصين« كما تعتقد فرونتكس، ويحملونها اكثر من قدرتها الاستيعابية.
وتفيد شهادات تسلمتها فرونتكس، ان بعض المهربين ارغموا مهاجرين على الصعود الى زوارق قديمة مهددين اياهم بالمسدسات بعدما ادرك هؤلاء خطورة الابحار على متنها، كما قالت كوبر.
وخلصت كوبر الى القول ان ليبيا هي »منجم ذهب للمهربين« لان لا وجود فعلا للقانون فيها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.