صدر مؤخرا عن دار المدارس للنشر والتوزيع كتاب جديد للدكتور عبد الرحيم العطري اختار له من الأسماء «قرابة الملح: الهندسة الاجتماعية للطعام»، والذي جاء في 351 صفحة من القطع المتوسط، وبغلاف دال يحيل على اقتسام الطعام ذات «موسم» قروي. ويتوزع الكتاب الذي آثر العطري إهداءه إلى روح المرحومة فاطمة المرنيسي، على مقدمة وخمسة فصول وخاتمة، وملاحق غنية بالمتون. من المؤكد أن القرابة في أي مجتمع من المجتمعات، تتأسس على «لقاء الدم»، فعن طريق الزواج و ما يستتبعه من مصاهرة و بنوة و خؤولة و عمومة تبنى القرابة و تتواصل إلزاماتها و»محرماتها» إلى الدائرين في فلكها، لكن قرابة الدم ليست الوحيدة في إنتاج الرابط الاجتماعي، فهناك قرابة الحليب التي تكون مؤثرة وفاعلة بسبب الإرضاع وما ينجم عنه من «أخوة» و «بنوة»، ويمكن أن نضيف إلى «الدم» و»الحليب»، «قرابة الملح» أو «الممالحة» التي تتأسس بفعل «مشاركة الطعام».