التأم الاتحاديون في آسفي، وكانت المناسبة دعوة مكتب فرع الحزب لمجلس المناضلين للتداول في القضايا المحلية التي تأخذ بخناق المدينة، وكذا المعطيات السياسية الجديدة التي جعلت الاتحاد في المعارضة أمام حكومة بن كيران. مجلس الفرع المعلوم حضره جل الاتحاديين والاتحاديات .. ديدن الجميع تفكيك صارم للوضع السياسي المحلي والوطني .. الوضعية التنظيمية الداخلية والآليات الكفيلة لتجاوز أعطابنا القديمة التي كلفت الجميع ثمنا قاسيا ، لم يعد معه بالمستطاع رش المزيد من «الملح» . هكذا تلا كاتب الفرع البشير المنجاني ورقة / حصيلة لم تخل من حس نقدي للأوضاع، وأيضا كانت استشرافية للقادم من الأيام النضالية . النقاش الذي تلا كلمة الفرع المحلي لم يكن سهلا .. توزعته المسطرة ونقاط النضال، التدقيق القانوني في طبيعة الاجتماع، وكذا تحاليل موضوعية للمرحلة التي يعيشها الاتحاد الاشتراكي، سواء الداخل التنظيمي أو الخارج السياسي . وكما لم يحدث من قبل إلا لماما .. أي زمن حكومة التناوب وما قبلها، حيث كان التأطير السياسي لا يزال في قمته ووهجه .. بدا في لحظات رغم توترها أن الذات التنظيمية في آسفي تصارع من أجل العودة إلى نفسها . انتقادات لطريقة تدبير المشاركة الحكومية وتأثيرها على التنظيمات الحزبية، غياب التواصل الفعلي بين القيادة السياسية والقواعد في الأقاليم التنظيمية ، تأدية الاتحاد الاشتراكي لوحده فاتورة المشاركة دونا عن بقية الأحزاب المشاركة في الحكومات الانتقالية التي أسست الانفتاح السياسي وتحديث الدولة . حضر النقاش أيضا حول ثنائية الاستقطاب والتطهير .. أي كيف يقوي الحزب عضلاته الفكرية والقطاعية والسياسية والتنظيمية، وفي نفس الوقت يطهر ذاته من الإمعات ولفيف الانتهازية.. آلية استعادة الصرامة والتقيد بالقوانين الداخلية في تدبير العلاقات التنظيمية واحترام المؤسسات الحزبية . تدوول أيضا في أخطائنا التي لم نعد نعتز بها ..!.. وصيغ استثمارها من طرف العقل الحزبي الجماعي في أفق تثوير الممارسة الحزبية . تنوقش في هذا الاجتماع دائما دور المثقف ووظيفة الثقافة في الحزب والفراغات المهولة داخل التنظيم السياسي عندما يغيب التشغيل الفكري وتحضر الحلقية والالتباس والمشبوهية . تساؤلات عميقة أيضا حول دور الاتحاد الاشتراكي في الحقل السياسي المغربي .. وهل دورنا السياسي فقط هو تدبير الزمن الانتخابي والمقاعد والمواقع المرتبطة بالشأن العام،أم أن حزب الاتحاد خلق ووجد من أجل أدوار استراتيجية ليس أقلها .. ترسيخ الديمقراطية وتحديث مناحي الحياة العامة في تقاطعاتها السياسية والدستورية والدولتية والاجتماعية والاقتصادية، وتقوية نظام سياسي يقوم على مبدأ فصل السلط كما أنتجته الدستورانية الغربية والذي هو الحل لأعطابنا التاريخية في المغرب . الآلة التنظيمية شكلت جزءا غير هين داخل زمن النقاش الذي أطر تجمع الاتحاديين في آسفي ، حضر مبدأ المسؤولية وربطها بالمحاسبة ، التعاقد مع من يريد تحمل المسؤولية في الجهاز التنظيمي على أساس برنامج وخطة عمل فعالة مقنعة وواضحة . بالنتيجة، من يريد المسؤولية، سيخضع للمحاسبة والمساءلة ويجب أن يتوفر على معايير المسؤولية .. ومن ضمنها الكفاءة والنزاهة وثقافة الإنجاز والنجاعة والتواصل المفيد . الاتحاديون في آسفي قاموا بتشريح وتحليل قاس مع الذات أولا لتجاوز حالة الجمود التي ميزت اشتغال الآلة التنظيمية المحلية، وضربوا موعدا للأسبوع القادم حيث ترك مجلس الفرع لانتخاب فريق عمل بمشروع اشتغال محدد يكون مسؤولا داخل مكتب الفرع عن تسيير المرحلة القادمة في آسفي، باستحضار طبيعة التحولات والتوترات والإشكالات ذات الطبيعة السوسيولوجية والمطلبية .