يعرف الحقل الفني خارج الحدود المغربية في الأعوام الأخيرة اهتماما واسعا بالفنانين والمبدعين من خلال البحث في سيرهم والحديث عن معيشهم اليومي والدخول في حياتهم الشخصية من باب تلميع صورهم أو التشهير بخصوصياتهم وأسرارهم وعرضها على القارئ بشكل عام أو المتتبع للشأن الفني بصفة خاصة. هذه العملية تتم بشكل مقصود أحيانا لإضفاء صفة النوعية أو التميز على الشخصية موضوع العرض،وتقديمها انطلاقا من أجندات معد لها سلفا.هذا الطرح يحيلنا على ظاهرة الإشاعة التي بات يعاني من ويلاتها البعض في حين استفاد من حسناتها بعض آخر. فاختلاق الإشاعة بشكل احترافي من طرف بعض الفنانين يجعلهم محط اهتمام كبير كالحديث عن تورطهم في بعض المشاكل الغرض منها الظهور إعلاميا عبر حوارات تعيدهم من جديد إلى الواجهة لنفي ما راج حولهم من شائعات والإدلاء بشهادات مضادة كبيانات حقيقة من شأنها أن تعيدهم إلى الظهور بشكل لافت. في مقارنة بسيطة مع ما يحدث عند الفنانين المغاربة،هل تطال الإشاعة هذه الشريحة أم أن هؤلاء في منأى عنها؟ الإشاعة في وقت سالف أدت إلى العديد من الانزلا قات الخطيرة بخصوص حياة فنانين مغاربة كالحديث عن وفاة توفيق حازب"البيغ"و إصابة الفذ بمرض خطير وغيرها من الأخبار العارية من الصحة لا لشيء سوى احتراف الإشاعة وجعلها مطية لمجد زائف. لابد من الحديث كذلك عن مصادر الإشاعة التي تقود إلى النجومية المنشودة، فما أضحت تروج له بعض المواقع الالكترونية من شائعات حول الفنانين والتي تختلف وتتعدد أسبابها من خلال الخضوع إلى المزاج أو تصفية الحسابات أو الحقد المهني أو الشهرة الفنية كذلك، والتي تكون بإيعاز من الفنان نفسه الذي يبحث عن شهرته خارج السياق ،مهما كانت الطرق والوسائل ما دامت ستأتي على ذكر اسمه، وهو ما يتنافى إطلاقا مع أخلاقيات المهنة وما يستوجبه الوضع من احترام للمتتبع للشأن الفني و أصحابه. الاشاعة واقع حتمي تتطلب ممن تستهدفهم بلونيها الأبيض والأسود نوعا من الاحتراز والتعامل الخاص حتى لا تسقطه في عوالم التشهير المؤدية الى المساءلة وسط مجتمع يحترف توجيه اللوم والعتاب والنفخ في الاخبار لتدق طبولا من الحيرة والمعاناة عند الفنان.