محن الأشياء

ماء
يلتوِي ألمًا كالجريحْ
ترْتوي منهُ أحزانهُ ويظلُّ يصيحْ
كلّما هبتِ النسماتُ
اشْتكى وجعًا
واكْتفى بالصبيبْ
حُرْقة تلك أمْ رغبةٌ فيِ النحيبْ
إنهُ الماءُ
إذ يتكسَّرُ
منسَكبًا فيِ العراءْ
موج
قلقٌ موج هذا الزوا لْ
فعلى غير عا دته يحتمي بالرما لْ
لتضيع ملامحه يستحيلْ
كفنا رتقته المياه ترا بْ
فجفا زرقةً
واكتفى بالغبارْ
والصخورُ برغْم قساوتها
لانت الآنَ تحضنهُ
فارتمَى بنتوءاتها واستراحْ
نهر
قطرة قطرة ً
يشربُ النهْر أوجاعهُ
سكنتْ عمقه الأثربةْ
ألفته المواشي لتركن فيهْ
أنتَ لن تستحم به مرتين
فقد جف ماءً
وكف عطاهْ
وامتطاهُ الطريقْ
ربما مطرٌ عابرٌ
قد يعيد الحياة إليهْ
طائر
عاشَ في عالم الحرْف منتشيا
فاستطالَ الألفْ
ساحبا لامه، حاءه، ميمه ،
راءه، ياءه، وانصرفْ
خاطفا ظلهُ
يتصيد أوهامهُ
كلما ظمئتْ نفسُهُ
تعتلي الماء صورته يرتجفْ
والضباب يحفه في كل تيهْ
فيمانع أن يرتديه
فضاء
الفضاء ُحزين ٌ
يشارك كوكبة الشعراء
عناءَ السهرْ
كان وهمُ اختراقك فسحتهُ
فجوة ً
رتقتها الظنون بوخز الإبرْ
جعلتك المسافة ُجسرا لها
كلما سرتَ خطوا
تناءت ْبك الخطواتُ، فصرت أسيرا
وقيدكَ محض انتظارْ
ظمأ
ظمأ ٌ يتزايدُ عند الرواءْ
تمتح الماءَ من بئر أوهامكَ الفارغةْ
أنهكتك الرموزُ وما زلت تقرأُ
سفرَ البداية ، تطمح فك رموز الأثيرْ
تكتفي بالمداد أنيساً
لتشعرَ أنك حيْ
صورُ البعد خادعة ٌ
واليقينُ مسافات وهمْ
لم تحققْ بحلمك ياصاحبي أي شيءْ
الهزيع
سيغيبُ الهزيعُ الأسيرُ من الليل
تنهكهُ الهفواتْ
يمّحي بالشروق تسللَ عبرَ ممانعة الشرفاتْ
سطوة الضوء عابرة ٌ
فاقتنصْ حلكة قبلَ أن يحتويك سناهْ
تمضغُ الهم تمتصُ أصدافهُ
تحتمي بالوسنْ
صهْوة العمر مركبة للخرا بْ
فانتعشْ قبل أن يعتريك العطبْ
من ديوان ( تكتبك المحن )
قيد الطبع