تكريسا لنموذج المقاولة المواطنة، وبحضور كل الفاعلين المعنيين، وتحت رئاسة عامل الإقليم، جرى حفل التدشين الرسمي للعديد من المشاريع ذات الأثر الفعلي والملموس على التنمية الاقتصادية والاجتماعية لازدهار الجماعات المتواجدة بمحاذاة الموقع المنجمي لإميضر، والذي تشرف عليه مجموعة شركة مناجم، ضمن برنامج التعاقد الذي تم بينها وبين مجموعة من جمعيات المجتمع المدني بالجنوب الشرقي. إعطاء الانطلاقة الفعلية لهذه البرامج صادف استئناف منجم الفضة بإيمضر لوتيرة إنتاجه الطبيعية، بعد أن تم حل مشكل تزويد المنجم بالماء من ثقب مائي بديل عن ذلك الذي يمر عبر معتصم جبل البان، والذي تم منعه عن الشركة زهاء السنتين. فهل يتعلق الأمر بصدفة في التوقيت بين المناسبتين، مناسبة استئناف الشركة لسلسلة إنتاجها بشكل طبيعي ومناسبة تنزيل بنود الاتفاقية الإطار بين الشركة الأم والمجتمع المدني بالمنطقة؟ سواء أكان الأمر صدفة أم برمجة لها دلالاتها، فإن باقي المقاولات والمؤسسات الإقتصادية يتوجب عليها الوقوف عنده مليا ونهج نفس المسار الذي سارت عليه الشركة في التعامل مع الفاعلين الجمعويين شراكة أو مبادرة. الكلفة الإجمالية لهذه المشاريع التنموية التي أطلقتها شركة مناجم تقدر بأزيد من 1700.000 درهم. وقد أنجزت ومولت من طرف المجموعة المنجمية مناجم، بشراكة مع الجمعيات والجماعات المحلية. هذه المشاريع تم اقتراحها وإعدادها أثناء التوقيع على خمس اتفاقيات للشراكة ما بين مجموعة مناجم وممثلي الجمعيات المحلية ، جماعة واكليم والمندوبية الجهوية للتربية الوطنية بتنغير. وقد جرى حفل التوقيع برئاسة لحسن أغوجدام، عامل الإقليم، وبحضور كل من يوسف الحجام، المدير العام للمعادن النفيسة بمناجم ، ومحمد الشراط مدير الموارد البشرية والتواصل بالمجموعة، إضافة إلى منتدى بدائل المغرب والشبكة الجمعوية للتنمية والديمقراطية بزاكورة، فضلا عن حضور برلمانيين ومنتخبين وممثلي الجماعات المحلية و فاعلين مؤسساتيين محليين وجهويين. هذا، وتندرج كل هذه المشاريع ضمن المخطط الاستعجالي للتنمية، والذي رصدت له مجموعة مناجم ميزانية إجمالية تناهز 10 ملايين درهم لتمويل 37 مشروعا ذات طابع استعجالي بالنسبة للساكنة المحلية. ويأتي تسليم الدفعة الأولى من المشاريع ليجسد الوفاء بالالتزامات المتعهد بها والإنجاز الفعلي للبرنامج التنموي للمناطق المعدنية بالجهة الجنوبية الشرقية، المقترح على هامش لقاء زاكورة المنعقد شهر أبريل 2012، بتشاور وبشراكة مع الشبكة الجمعوية للتنمية والديمقراطية بزاكورة ومنتدى بدائل المغرب بمعية المؤسسات والجماعات المحلية. المشاريع التي تم إطلاقها بشكل عملي والمنجزة فعليا تجسد المسعى التشاركي والمتجدد للمجموعة، تهم ترميم وتجهيز المراكز المتعددة الاختصاصات للسيدات (جماعة واكليم، إقليم تنغير) وتشييد مدرسة خاصة بأبناء الرحل وسكن وظيفي (دوار تيامارزكوين، جماعة واكليم، إقليم تنغير)إضافة إلى اقتناء حافلة للنقل المدرسي (دوار تيمادروين، جماعة واكليم، إقليم تنغير)، وتجهيز مركز تصفية الدم (تنغير). ومن بين المشاريع ، أيضا، نجد ترميم وتجهيز المراكز المتعددة الاختصاصات للنساء تم إنجازه في إطار الاتفاقية المبرمة مع الجماعة القروية لواكليم، والمتعلقة بإعادة تأهيل المراكز المتعددة الاختصاصات لفائدة نساء 6 دواوير تابعة للجماعة. ومن بين هذه المشاريع ترميم المراكز المتعددة الاختصاصات ل 6 دواوير تابعة لجماعة واكليم واقتناء المعدات والتجهيزات الخاصة بها، ومن المنتظر أن يستفيد من ترميم وتجهيز هذه القاعات المتعددة الاختصاصات كل نساء الجهة، بحيث سيمكنهن من خلق أنشطة مدرة للدخل. ومن بين أهم المشاريع تشييد مدرسة لأبناء الرحل وسكن وظيفي، حيث أنجز هذا المشروع في إطار الاتفاقية المبرمة ما بين الشركة المعدنية لإميضر، فرع مناجم والمندوبية الجهوية للتربية الوطنية، والتي تنص على ترميم المؤسسات المدرسية وبناء حجرات دراسية. كما تنص نفس الاتفاقية على تنظيم أنشطة لفائدة أطفال الجماعتين القرويتين لإميضر وواكليم، على غرار أنشطة الدعم أثناء الدخول المدرسي، تنظيم القوافل الطبية والمخيمات الصيفية ، حيث تم تشييد مدرسة تتكون من حجرتين دراسيتين وسكن وظيفي للمعلمين بدوار تيامرزكوين، جماعة واكليم (إقليم تنغير). في إطار مشروع إعادة تأهيل المرافق المدرسية للجماعة القروية واكليم وسعياً لمحاربة الهدر المدرسي، تم تخصيص هذه المدرسة لأبناء الرحل، حيث ستستقبل 45 تلميذا من دوار تيمارزكوين، ضمنهم 27 فتاة. كما تم اقتناء حافلة للنقل المدرسي في إطار الاتفاقية المبرمة مع جمعية البيئة والتنمية لتيمادروين بهدف تحسين ظروف تمدرس تلاميذ القرية، حيث من المنتظر أن تمكن هذه الحافلة من تنظيم النقل المدرسي اليومي لحوالي عشرين تلميذا وتلميذة منحدرين من قرية تيمادروين، الواقعة بجماعة واكليم (إقليم تنغير)، وبالتالي المساهمة في محاربة الهدر المدرسي. وبالنسبة لتجهيز مركز تصفية الدم لتنغير، فقد أنجز هذا المشروع في إطار الاتفاقية المبرمة مع جمعية الرحمة لتصفية الدم والمندوبية الجهوية للصحة، والتي تنص على مشاركة الشركة المعدنية لإميضر في تمويل عملية تجهيز مركز تصفية الدم لتنغير، والذي يشهد ضغطاً متزايداً في عدد المرضى المحتاجين لهذا النوع من العلاج. هذه المشاريع جاءت نتيجة مشاركة مناجم بشراكة مع الشبكة الجمعوية للتنمية والديمقراطية بزاكورة ومنتدى بدائل المغرب، بلقاء زاكورة المنعقد يومي 20 و 21 أبريل 2012، تحت موضوع: أية استراتيجية لبلورة تنمية مستدامة بالمناطق المعدنية للجهة الجنوبية الشرقية؟ حيث جمع هذا اللقاء حوالي 260 مشاركاً ، من بينهم ممثلون عن السلطات المحلية والجهوية، وكالات ومصالح حكومية عن أقاليم ورزازات، الرشيدية، تنغير وزاكورة، منتخبو الجماعات المجاورة للمواقع المعدنية، الشبكات الجمعوية التابعة للجهة الجنوبية الشرقية وممثلو الساكنة، فضلا عن المهنيين والخبراء المهتمين بمواضيع تنمية المحيط المعدني. مكنت هذه التظاهرة من إرساء أسس سليمة لحوار معمق وموسع يروم وضع استراتيجية مندمجة وشمولية لبلورة تنمية مستدامة بالجهات المعدنية. على هامش هذا اللقاء، نظمت حلقات عمومية للنقاش وورشات، تطرقت جلها لتسطير الخطوط العريضة لبرنامج التنمية المستدامة بالمجال الاقتصادي، الاجتماعي، الثقافي والبيئي، فضلا عن وضع مخطط عمل مشترك لتعزيز الشراكات وتطوير قنوات التواصل ما بين مختلف المتدخلين بالمحيط المعدني. للإشارة، لن يتأتى تحديد عناصر هذا المخطط إلا بمباشرة حملة واسعة النطاق للحوار، والتشاور واستقطاب الشركاء الرئيسيين بالمناطق المستهدفة، انطلاقاً من ذلك، اعتمدت اللقاءات الإقليمية والمحلية المتوقعة في غضون الفصل الأول من سنة 2013 ، على التأطير الجيد لأنشطة البرنامج والتخطيط الأمثل والشفاف لمساهمات كافة الفاعلين والمتدخلين. ونظراً لكون المخطط الاستراتيجي مسؤولية جماعية يشترك فيها كل الفاعلين الحكوميين، الخواص والمجتمع المدني، إلى جانب الفاعلين الجمعويين (منتدى بدائل المغرب والشبكة الجمعوية للتنمية والديمقراطية بزاكورة على الخصوص)، فإن كل هؤلاء سيواصلون بذل المزيد من المجهودات لاستقطاب كافة المعنيين. أما في ما يخص مجموعة مناجم وعلاوة على الدعم التقني الذي مافتئت تقدمه فهي عازمة على مواصلة العمل بشكل نشيط وحثيث لبلورة هذا المخطط، وذلك عبر تخصيص ميزانية سنوية بمقدار 15 مليون درهم على الفترة 2013/2015، أي بغلاف إجمالي يناهز 45 مليون درهم على امتداد هذه الفترة بأكملها.
