تعتبر مدينة فاس من أعرق المدن المغربية ، وقد مر على تأسيسها من طرف المولى ادريس الثاني أكثر من 12 قرنا ، وتمتاز المدينة العتيقة بطريقة معمارها الأندلسي ،حيث أبدع صناعها التقليديون في زخرفة قصورها ودورها بالفسيفساء المختلف الأشكال والألوان ، كما تفنن نجاروها في إبداعاتهم الخشبية ، حيث استطاعت أناملهم رسم لوحات يعجز أمهر الرسامين على تقليدها ، وإلى جانب الزليج والخشب، فالصناعة التقليدية بفاس تنوعت بين فنون الطرز والجلد والنحاسيات والزرابي وغيرها من المنتوجات التي ذاع صيتها عالميا ، مما جعل هذه المدينة تستقطب آلافا من السياح الأجانب من مختلف الأقطار العالمية ،حيث ينبهرون أمام إبداعات الصانع الفاسي ويقفون مشدوهين أمام المآثر التاريخية التي تزخر بها فاس من مدارس مرينية وأبراج سعدية وكتاتيب قرآنية وحمامات ذات الطابع الروماني، الشيء الذي يحرك العجلة الاقتصادية للمدينة ويعزز مداخيل المغرب من العملة الصعبة . ومما يؤسف له انه برزت في الآونة الأخيرة مظاهر شائنة ، تسيء للسياحة الفاسية التي تعرف كسادا ملحوظا وندرة في قدوم السياح الأجانب خلال الشهور الماضية لعدة عوامل أهمها الأزمة الاقتصادية التي يمر بها السوق السياحي الأوروبي وخاصة الفرنسي والاسباني الذي يجعل من فاس محورا رئيسيا في زيارة المغرب ،ذلك أن الأفواج التي تزور المدينة العتيقة رفقة المرشدين السياحيين يتعرضون للاستفزاز والسب من طرف المتسولين والمتسكعين وخاصة إذا لم يجد السائح ببعض الدريهمات عليهم ، وبالإضافة إلى ذلك ، وحسب تصريح شكيب القباج رئيس جمعية المرشدين السياحيين بفاس للجريدة ، والذي أكد أن مجموعة من النساء اللائي يمتهن التسول يعرضن أثداءهن لإرضاع أطفالهن أمام باب مسجد القرويين في مظهر مقزز وهن يستجدين الأجانب طالبين منهم صدقة ،وزيادة على ذلك فقد طفت في الآونة الأخيرة مشكلة أخرى ويتعلق الأمر براكبي الدراجات النارية الذين يخترقون شوارع وأزقة فاس العتيقة بسرعة جنونية تاركين وراءهم سحابات كثيفة من دخان البنزين وصداع المحركات ، الشيء الذي يسبب قلقا لزائري المدينة العتيقة ،وزيادة على ماذكر ينضاف مشكل الباعة الجائلين الذين يحاصرون الأفواج السياحية مُلحين عليهم في شراء منتجاتهم البسيطة . وزيادة على ما ذكر سابقا ، يقول رئيس جمعية المرشدين، يعمل بعض المتطفلين على السياحة ، على منع السياح من التقاط صور تذكارية للمنتجات الخشبية بسوق النجارين دون موافقة السلطات المحلية والمديرية الجهوية للسياحة بفاس حيث تم تعليق لافتة كتب عليها بالفرنسية ممنوع التقاط الصور . ولعل مظاهر التسول واستفزاز الأجانب يعطي صورة سلبية على السياحة بفاس إلى جانب الشقق العميقة التي تعيق وصول القوافل السياحية إلى البرج الشمالي عبر طريق باب الفتوح ومقابر المرينيين انطلاقا من باب الكيسة حيث تكثر الاهتزازات ويعرض السياح العجزة إلى الاضطرابات المعدية وأوجاع الرأس . أمام هذه المظاهر السلبية التي تهدد السياحة بفاس بمزيد من الركود والكساد، قامت جمعية المرشدين السياحيين ، بمراسلة المسؤولين عن السياحة وكذا السلطات المحلية بفاس ، حيث تم إشعارهم بهذه المشاكل ،كما طالبت الجمعية بإعادة فرق القوات المساعدة التي كانت تحارب هذه المظاهر الشائنة ، وذلك حفاظا على زبناء فاس من السياح الأجانب .