لسعتان من عقارب فريق ريال باماكو المالي، كانتا كافيتين لإدخال جماهير فريق الجيش الملكي في هيستيريا غريبة، تسببت في تكسير الكثير من كراسي مدرجات «المكانة»، كما كانتا سببا في جعل الجماهير الغاضبة تصب جام غضبها على المدرب رشيد الطاوسي، محملينه مسؤولية الحالة السيئة، التي كان عليها فريق الجيش الملكي، وهو يواجه فريق ريال باماكو المالي، برسم الدور التمهيدي من كأس عصبة أبطال إفريقيا، في المباراة التي احتضنها المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط عصر يوم السبت. ومن خلال أطوار المباراة، اتضح أن رشيد الطاوسي اعتمد على اختيارات غريبة، بحيث أدخل منذ بداية المباراة اللاعب رضا أكورام القادم من كندا، والذي لا يعلم شيئا عن الكرة الإفريقية، كما تعجب المتتبعون عن السر في إبقاء اللاعب عزيم في دكة الاحتياط. الغرابة ترجمها المستوى الهزيل جدا الذي ظهر به فريق الجيش الملكي أمام فريق كان الكل يعتقد بأنه سيكون سهل المنال، لكنه كان عصيا، بل عذب الفريق العسكري، وجعله عديم الحلول، بل جعله يظهر في صورة الفريق المشتت، فريقا غير قادر على إتمام جملة كروية، كيف لا والخطوط الثلاثة كانت متباعدة، والتواصل كان غير ممكن، وحتى الكرات الثابتة لم تعط أية إضافة بالرغم من كون عدد الزوايا بلغ 11 ضربة، إضافة إلى عدد الضربات الثابتة من أمام مرمى فريق ريال باماكو. وقد انتظر الجمهور إلى حدود الدقيقة 39 ليعلن اللاعب العقال أنه موجود، وذلك من خلال تسديدة قوية صدتها العارضة. يضاف إلى ذلك أن لاعبي فريق الجيش الملكي اعتمدوا على الكرات العالية، الشيء الذي جعل تصديها سهلا من طرف المدافع كامارا الفارع القامة، والحارس أمادو تامبلي. مقابل ذلك كان فريق ريال باماكو، الملقب بالعقارب، يراقب من دون أن يجاري فريق الجيش الملكي في لعبه، بل قلل أمامه المسافات بإغلاق وسط الميدان، ومحاصرة لاعبي وسط ميدان الجيش الملكي بشكل جعل اللاعب عقال غير قادر على المناورة، ونفس الشيء بالنسبة للاعب عبد السلام بنجلون، أما القادم الجديد فكان يريد إبراز تواجده، وتنصيب نفسه بلعب فردي مبالغ فيه، الشيء الذي جعله غير قادر على لعب دور السقاء، وهذا ما جعل الآلة الهجومية العسكرية معطلة بشكل غريب، وكان لابد من صافرة من الحكم الليبي محمد رجب، لإيقاف أطوار الشوط الأول، وإعطاء فرصة للمدرب رشيد الطاوسي لإعادة ترتيب أوراقه المبعثرة. كما كانت فرصة لناهوم، مدرب فريق ريال باماكو المالي، من أجل إيجاد الميكانيزمات القمينة لجعل فريق الجيش الملكي يستمر في عجزه. الشوط الثاني بقي فيه الجيش الملكي غير قادر على تجاوز نقائصه، وسار على نهج الشوط الأول. مقابل ذلك تحول فريق ريال باماكو من مترقب إلى مهاجم صريح، واختار الدقيقة 65 ليبدأ في إظهار خطورته، فاعتمد على الأجنحة، وعلى المرتدات السريعة، والكرات الثابتة، والتي استطاع من خلال واحدة منها أن يسجل أول هدف (لسعة) في الدقيقة 76، حيث ارتكب الحارس لكروني خطأ بدائيا، اعتمد فيه على قدمه من أجل صد كرة جانبية دخلت الشباك من الزاوية المغلقة. هذه اللسعة، كانت كافية ليدخل الشك في جمهور الفريق العسكري، الذي تحول من مشجع إلى غاضب على اللاعبين والإداريين ورشيد الطاوسي. الهدف/اللسعة أغرى لاعبي ريال باماكو في الحصول على المزيد، فزادت هجوماتهم، كما كثرت محاولاتهم الجادة التي أصبحت تعتمد على السرعة، والقدرات الفردية. ولكي يزيد ناهوم مدرب فريق ريال باماكو من ضغطه التفت إلى دكة الاحتياط، حيث أدخل اللاعب محمد سيسي، الذي أصبح يعتمد عليه في المرتدات السريعة، والتي اعتمد فيها كثيرا على غياب التغطية الدفاعية والمسافة الكبيرة، التي كان يجدها مهاجمو فريق باماكو أمامهم. ومن واحدة ينسل سيسي من وسط الميدان، ليتجاوز المدافعين ويسجل الهدف في الدقيقة 81 . اللسعة الثانية كانت قاسية جعلت الجماهير تبدأ في مغادرة المدرجات، وليتعرض رشيد الطاوسي لسيل كبير من الانتقادات. والجماهير تغادر المدرجات ينسل سيسي من جديد وينفرد بالحارس لكروني ويحاول تسجيل هدف بنفس طريقة الثاني، لكن الحظ خانه ويقف إلى جانب الطاوسي. هذه المحاولة جعلت بعض المترددين في المغادرة، ينظمون إلى المغادرين. وهم على مشارف البوابات يسجل البديل أنور أول الأهداف لفريق الجيش الملكي ، ليعود بعض المتفائلين. والكل ينتظر صافرة الحكم الليبي في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع ومن كرة ثابتة، وبعد التصدي لتسديدة قوية، يتدخل الحارس ويعيد كرة اللاعب العقال إلى الشباك، ليعلن الحكم عن الهدف الثاني للجيش الملكي، وبعدها مباشرة يعلن عن نهاية المباراة بتعادل لفريق الجيش الملكي بطعم الهزيمة، أما فريق ريال باماكو، فقد اعتبر الهدف ظلما من الحظ الذي خانه في آخر اللحظات.