البرلماني "الصرفاق" حاضر في منصة المؤتمر 18 لحزب الاستقلال... وحضور مضيان وكريم غلاب    الحكومة والنقابات تتجه للتوقيع على زيادة في الأجور قدرها 1000 درهم    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أن "لا حج إلا بتأشيرة حج"    قميص بركان يهزم الجزائر في الإستئناف    عطلة مدرسية.. الشركة الوطنية للطرق السيارة تحذر السائقين    ارتفاع مفرغات الصيد البحري بميناء مرتيل    الأميرة للا مريم تترأس اجتماعا بالرباط    للجمعة 29.. آلاف المغاربة يجددون المطالبة بوقف الحرب على غزة    مقتل 51 شخصا في قطاع غزة خلال 24 ساعة    مصرع 10 أشخاص في حريق بفندق برازيلي    موراتينوس : دعم إسبانيا للمخطط المغربي للحكم الذاتي يعكس "التزاما سياسيا واستراتيجيا    الاتحاد الجزائري يلجأ إلى محكمة "الطاس"    بيدرو روشا رئيساً للاتحاد الإسباني لكرة القدم    مكتب الوداد يعلن عن تعيينات جديدة    فرنسا تبحث إمكانية الاستثمار في مشاريع المملكة خلال كأس العالم ل2030    مندوبية السجون تغلق "سات فيلاج" بطنجة    توقعات بتساقطات مطرية وثلجية متفرقة وانخفاض في درجة الحرارة بالمغرب    وزارة الصحة تعلن تسجيل 10 إصابات جديدة بفيروس كورونا    هل ستعتمدها مديرية الناظور؟.. مذكرة تمنع تناول "المسكة" في المدارس    اليوم العاشر بجامعات أمريكية.. تضامن مع فلسطين والشرطة تقمع    دراسة: التمارين منخفضة إلى متوسطة الشدة تحارب الاكتئاب    القمة الاجتماعية العالمية.. هلال يتباحث في جنيف مع المدراء العامين للمنظمات الدولية    الأمير مولاي رشيد يترأس بمكناس مأدبة عشاء أقامها جلالة الملك على شرف المدعوين والمشاركين في المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب    مكناس : المعرض الدولي للفلاحة في نسخته 16يفتح أبوابه في وجه العموم    طلبة الطب يعلقون كل الخطوات الاحتجاجية تفاعلا مع دعوات الحوار    بلقشور ورئيس نهضة بركان لاتحاد العاصمة الجزائري: مرحبا بكم فالمغرب الدار الكبيرة    لجنة الانضباط بالرابطة الفرنسية توقف بنصغير لثلاث مباريات    توقيف مطلوب لبلجيكا بميناء طريفة قادما من طنجة    جمهور ليفار ممنوع من الديبلاصمون لأكادير    العصبة نقصت عقوبة الويكلو للوداد    الفنان المغربي الروسي عبد الله وهبي يعرض "لوحات من روسيا" في الرباط    الصين تؤكد التزامها لصالح علاقات مستقرة ومستدامة مع الولايات المتحدة    "العمق" تتوج بالجائزة الثانية في الصحافة الفلاحية والقروية (فيديو)    بايتاس : الحكومة لا تعتزم الزيادة في أسعار قنينات الغاز في الوقت الراهن    بوطازوت تفتتح فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان الشرق للضحك    سعر الذهب يتجه نحو تسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع        احتجاجا على حرب غزة.. استقالة مسؤولة بالخارجية الأمريكية    تطوان .. احتفالية خاصة تخليدا لشهر التراث 2024    "شيخ الخمارين ..الروبيو ، نديم شكري" كتاب جديد لأسامة العوامي التيوى    الشرقاوي يسلط الضوءَ على جوانب الاختلاف والتفرد في جلسات الحصيلة المرحلية    العرائش : انطلاق أشغال مشروع تهيئة الغابة الحضرية "ليبيكا"    محمد عشاتي: سيرة فنان مغربي نسج لوحات مفعمة بالحلم وعطر الطفولة..    جرسيف.. مشروع بكلفة 20 مليون درهم لتقوية تزويد المدينة بالماء الشروب    فضايح جديدة فالبرنامج الاجتماعي "أوراش" وصلات للنيابة العامة ففاس: تلاعبات وتزوير وصنع وثيقة تتضمن وقائع غير صحيحة    بروفيسور عبد العزيز عيشان ل"رسالة24″: هناك علاج المناعي يخلص المريض من حساسية الربيع نهائيا    السعودية قد تمثل للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون    أخنوش: الأسرة في قلب معادلتنا التنموية وقطعنا أشواطاً مهمة في تنزيل البرامج الاجتماعية    "IA Branding Factory"… استفادة 11 تعاونية من الخدمات التكنولوجية للذكاء الاصطناعي    مؤسسة (البيت العربي) بإسبانيا تفوز بجائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها ال18    عرض فيلم "أفضل" بالمعهد الفرنسي بتطوان    الأمثال العامية بتطوان... (582)    خبراء ومختصون يكشفون تفاصيل استراتيجية مواجهة المغرب للحصبة ولمنع ظهور أمراض أخرى    جراحون أميركيون يزرعون للمرة الثانية كلية خنزير لمريض حي    قميصُ بركان    لأول مرة في التاريخ سيرى ساكنة الناظور ومليلية هذا الحدث أوضح من العالم    في شأن الجدل القائم حول مدونة الأسرة بالمغرب: الجزء الأول    "نسب الطفل بين أسباب التخلي وهشاشة التبني"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ترامب يدفع الرياض إلى لعب دور عسكري أكبر في مواجهة إيران

بإعلانه عن عقود تسلح تبلغ قيمتها 110 مليارات دولار مع السعودية، يدفع الرئيس الامريكي دونالد ترامب الرياض إلى لعب دور عسكري أكبر في المنطقة وخصوصا في مواجهة ايران.
وتنوي الولايات المتحدة بيع السعودية المنظومة المتطورة المضادة للصواريخ «ثاد» التي تريد واشنطن نشرها في كوريا الجنوبية في مواجهة صواريخ بيونغ يانغ.
وستؤمن هذه المنظومة التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات ولم يتم انتاج سوى عدد محدود منها، للسعودية حماية من الصواريخ البالستية الايرانية.
وفي الأمد القصير جدا، ستستأنف الادارة الامريكية تسليم المملكة قنابل دقيقة التوجيه، وهو الامر الذي تم تعليقه خلال عهد ادارة الرئيس السابق باراك اوباما.
وعبرت واشنطن عن دعمها للحملة العسكرية التي تنفذها السعودية في اليمن ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من ايران، على الرغم من الانتقادات الدولية لمقتل مدنيين في عمليات القصف السعودية.
ويقول جون كابيلو، الخبير في «مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات»، المركز الفكري الأقرب إلى المحافظين في واشنطن، لوكالة فرانس برس «هناك إشارة واضحة» من إدارة ترامب إلى انه «سيكون هناك مستوى مختلف من التعاون» مع الإدارة السعودية.
ويضيف أن إدارة ترامب، كما في اوروبا وآسيا، تريد أن يكون لديها حلفاء يلعبون دورا أكبر في ضمان أمنهم بدون الاعتماد على الجيش الامريكي، موضحا ان هذا هو المنطق المطبق مع السعودية.
ويتابع «بتعزيز القدرات العسكرية السعودية»، تريد الولايات المتحدة «على الأرجح أن ترى السعوديين يتولون الجزء الأكبر من العبء» في مواجهة المخاطر الإقليمية وخصوصا تهديد إيران.
ويقول مدير الامن الاقليمي ونقل الاسلحة في وزارة الخارجية الامريكية مايك ميلر ان «حزمة معدات الدفاع والخدمات تدعم أمن السعودية ومنطقة الخليج في مواجهة ايران على الامد الطويل، كما تعزز قدرات المملكة في المساهمة في عمليات مكافحة الارهاب في المنطقة».
وقالت ادارة ترامب ان صفقة الاسلحة هي الأكبر في التاريخ وتعزز العلاقات الثنائية بين البلدين، لكن قسما كبيرا من هذه المبيعات تجري مناقشته منذ سنوات.
ويبدو المراقبون في حيرة امام معنى هذه الصفقة التي أدرجت في إطار سلسلة من الاستثمارات قالت وزارة الخارجية الامريكية انها يمكن ان تصل إلى 380 مليار دولار.
ويقول المساعد السابق لوزير الدفاع الامريكي للشؤون الامنية ديريك شوليت، أحد كبار مستشاري مركز «جرمان مارشال فاند» ان «كلا من الجانبين لديه دوافع لاظهار الامر كقطيعة مع الماضي وبداية عهد جديد».
وهو يرى في هذه العملية استمرارا طبيعيا لما بدأ في عهد أوباما الذي وافق على بيع السعودية اسلحة تبلغ قيمتها اكثر من مئة مليار دولار.
ويقول شوليت لوكالة فرانس برس «أتساءل لو كانت هيلاري كلينتون الرئيسية، ماذا سيكون مختلفا في هذه الرحلة السعودية؟ في مبيعات الاسلحة، لا أعتقد الكثير».
ومعظم الصفقات كانت معدة منذ اشهر او سنوات، لكن جاريد كوشنر صهر ترامب عمل على ضمان إنجاز الصفقات قبل زيارة الرئيس إلى المملكة.
العودة إلى الوضع الطبيعي
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» ان كوشنر اتصل برئيسة مجلس ادارة مجموعة «لوكهيد مارتن» ميريلين هيوسن ليطلب منها خفض سعر منظومة «ثاد».
و»لوكهيد مارتن» واحدة من أكبر الفائزين في الصفقات التي تشمل بيع سفن حربية متعددة المهام مع قطعها، بقيمة اكثر من 11 مليون دولار.
ويرى الامريكيون ان الامر يتعلق بتعزيز قدرات الردع في مواجهة البحرية الايرانية التي تعد تهديدا لحرية الملاحة في المضيقين الاستراتيجيين هرمز في الخليج وباب المندب في البحر الاحمر.
ويقول توني كورديسمان الخبير في «مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية» للابحاث في واشنطن انها «مشكلة اساسية» للادارة الامريكية.
ويضيف ان «خطة تحديث القوات البحرية ستجعل السعودية شريكا أهم بكثير في التعامل مع التهديد غير المتكافئ الذي تشكله ايران في المنطقة».
ويعتبر جون كابيلو ان واشنطن تنشر اسلحتها في كل دول الخليج على امل ان تقوم هذه البلدان بزيادة قدراتها العملانية المشتركة لتتمكن من تشكيل بنية دفاعية جماعية ضد ايران.
ويضيف ان إعلان الرياض هو «خطوة» للتقدم باتجاه هذا التحالف الاقليمي الذي تتمنى واشنطن تشكيله، مذكرا بان «مسؤولين في الإدارة الأمريكية تحدثوا قبل أسابيع عن +حلف أطلسي عربي+».
لكن الخبراء يقللون من اهمية القرارات التي اعلنت في الرياض، مشيرين إلى ان مضمون الاتفاق والبرنامج الزمني لتطبيقه ما زالا غامضين إلى حد كبير.
ويرى توني كورديسمان ان الاتفاق يشكل عودة إلى الوضع الطبيعي بعد التوتر في عهد الرئيس السابق اوباما. ويضيف ان التوتر الذي نجم عن الاتفاق النووي الايراني «تمت تسويته على مستوى الحكومتين».
ويتابع «هناك الآن ثقة سعودية بان الولايات المتحدة ستكون شريكا استراتيجيا دائما» في مواجهة التهديد الذي يشكله في نظرها الايرانيون.
لكن بقي نوع واحد من السلاح مستبعدا من المحادثات السعودية الامريكية، وهي طائرات «اف-35» الخفية التي يحلم السعوديون ودول الخليج الاخرى بامتلاكها.
وتعترض اسرائيل التي تشارك في برنامج «اف-35» وتسلمت اولى هذه الطائرات منذ فترة وجيزة، على حصول الدول العربية على هذه «الجوهرة» التقنية.
ويرى لورن تومسون من مركز «ليكسنغتن اينستيتيوت» القريب من صناعة الدفاع الامريكية «هناك وسائل لبيع اف-35» إلى دول الخليج «تقلص من الخطر المحتمل على اسرائيل». ويضيف «لكن لا اعتقد ان إدارة ترامب مستعدة للقيام بهذا الخيار».
ايران ترد بعد زيارة ترامب إلى السعودية بالدفاع عن برنامجها الصاروخي (زاوية)
ردت إيران على الحملة التي استهدفتها مع زيارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب إلى السعودية ثم اسرائيل، بلهجة ساخرة، واصفة القمة العربية الاسلامية الامريكية ب»الاستعراض» الذي اعتادت عليه الرياض، ومتهمة ترامب بالسعي وراء أموال السعودية، وقالت انها ستواصل برنامجها الصاروخي.
في المقابل، أشادت وسائل الإعلام الخليجية بما اعتبرته «تجديد الحلف» مع الولايات المتحدة في مواجهة التطرف وإيران.
واختار ترامب السعودية، الخصم الاقليمي الرئيسي لإيران، وجهة له في أولى جولاته الخارجية منذ توليه منصبه في يناير. ووقع في المملكة عقودا ضخمة يبلغ مجموعها 380 مليار دولار ضمنها 110 مليارات مخصصة للتسلح في منطقة تعاني من نزاعات كثيرة، خصوصا في سوريا واليمن والعراق، حيث تخوض طهران والرياض حروبا بالوكالة.
وأدلى ترامب في السعودية بتصريحات متشددة ضد طهران تزامنا مع قيام 41 مليون إيراني بإعادة انتخاب الرئيس المعتدل حسن روحاني المؤيد لانفتاح بلاده على العالم، لولاية ثانية مدتها أربع سنوات.
خطورة البرنامج الايراني
وقال روحاني في أول مؤتمر صحافي بعد إعادة انتخابه الجمعة في طهران ان «الاجتماع في السعودية كان استعراضا بدون أي قيمة سياسية، لقد سبق ان نظمت السعودية مثل هذه العروض في السابق».
ورفض الاتهامات التي وجهها ترامب والملك سلمان بن عبد العزيز إلى إيران خلال قمة الرياض بدعم الإرهاب.
وكان الرئيس الامريكي قال أمام قادة دول عربية ومسلمة الاحد في الرياض «من لبنان إلى العراق واليمن، ايران تمول التسليح وتدرب الارهابيين والميليشيات وجماعات متطرفة اخرى تنشر الدمار والفوضى في انحاء المنطقة»، داعيا كل الدول إلى «أن تعمل معا لعزل ايران».
وشدد «إعلان الرياض» الذي صدر عن القمة على خطورة البرنامج الايراني للصواريخ البالستية.
وقال ترامب الاثنين بعد وصوله إلى اسرائيل «يمكن للولايات المتحدة واسرائيل ان تعلنا بصوت واحد انه لا يجب السماح لايران ابدا بحيازة سلاح نووي، ابدا»، مضيفا ان على إيران «أن توقف تمويل القتل وتدريب وتجهيز الارهابيين والميليشيات».
وقال روحاني من جهته «يجب ان تعرفوا أننا عندما نحتاج إلى إجراء تجارب صاروخية من الناحية الفنية، سنقوم بذلك ولن نطلب إذنا من أحد (…) صواريخنا هي للدفاع عنا ومن أجل السلام، وليست مصنوعة للهجوم».
وتابع «الذين قاتلوا ضد الإرهابيين هم من الشعبين العراقي والسوري ويساعدهم المستشارون العسكريون الإيرانيون (…)، وسنواصل القيام بذلك». كما دافع عن حزب الله.
واتهم السعوديين من دون ان يسميهم بدعم الارهاب، وقال «من يدعم الإرهابيين لا يستطيع محاربتهم».
وأضاف «لا أعتقد أن الشعب الأمريكي سينسى الدماء التي سالت في 11 سبتمبر»، في إشارة إلى هجمات 2001 عندما كان 15 سعوديا ضمن 19 انتحاريا خطفوا طائرات وفجروها بمركز التجارة العالمي وأماكن أخرى، ما ادى إلى مقتل نحو 3000 شخص.
وعن الاتفاقات التي وقعتها الرياض مع ترامب، قال «لا يمكنكم حل مسألة الإرهاب من خلال منح أموال شعبكم إلى قوة كبرى».
وتعليقا على الحملة على ايران، يقول أستاذ العلوم السياسية في باريس آزاده كيان «نرى جبهة من المحاربين قيد التشكل، وهذا ما يبعث على القلق خصوصا بعد انتخابات شهدت فوز روحاني وأظهرت أن هناك دينامية حقيقية لصالح تطبيق الديموقراطية والانفتاح في المجتمع الإيراني».
وكان روحاني صرح بعد فوزه السبت بأنه يريد الاستمرار في سياسة «التوافق» مع العالم التي كان بدأها خلال ولايته الأولى وتجلت خصوصا في استئناف الحوار مع الرئيس الامريكي السابق باراك أوباما حول البرنامج النووي الإيراني. وأسفر هذا الحوار في تموز/يوليو 2015 عن إبرام اتفاق تاريخي بين طهران وست دول كبرى.
في الخليج، أشادت الصحف الصادرة الاثنين بزيارة الرئيس الامريكي إلى المملكة السعودية حيث استقبل بحفاوة بالغة، وبتجدد «الشراكة» مع واشنطن.
وعنونت صحيفة «الشرق الأوسط» السعودية صفحتها الاولى «شراكة عربية-اسلامية-امريكية تحاصر التطرف وإيران».
وكتبت ان القمة «وضعت اولى خطوات التنسيق والشراكة مع الولايات المتحدة الامريكية لمحاربة الارهاب والافكار المتطرفة والدول الراعية له».
ووضعت صحيفة «الرياض» القمة في خانة توجيه «رسالة حازمة إلى إيران»، واعتبرت أنها حددت «مكامن الخطر على إقليمنا والعالم المتمثل في ايران، الراعية الاولى للارهاب في العالم تخطيطا وتنفيذا ورعاية وتمويلا».
وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وصف الاحد في قمة الرياض النظام الايراني بأنه «رأس حربة الإرهاب العالمي».
تمزيق الاتفاق النووي
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية بهرام قاسمي الاثنين «لسوء الحظ، مع السياسة العدائية وهجمات القادة الامريكيين، نلاحظ مرة أخرى تعزيز الجماعات الإرهابية في المنطقة (…) والطغاة الذين يدعمونهم».
*واشنطن والتشدد في طهران يشكلان عائقا امام اصلاحات روحاني
بعد نشوة الانتصار، يواجه الرئيس الايراني حسن روحاني عددا من التحديات وعلى رأسها عداء الولايات المتحدة ومعارضة المحافظين المتشددين لسياسة الاصلاح والانفتاح التي ينتهجها.
ولا تزال المؤسسة الإيرانية من التيار المحافظ الراسخ في البلاد- لا سيما في القضاء والحرس الثوري – تشكك بعمق في كلام روحاني عن الحريات المدنية وبناء علاقات مع الغرب.
ويقول الخبير في الشؤون الايرانية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية كليمان ثيرم ان «المؤسسات غير المنتخبة ستحاول منع روحاني من تطبيق برنامجه الاصلاحي».
وأضاف «بالتالي، فإنه سيركز على الجانب الاقتصادي. واذا تحسنت معيشة السكان فسيكون في وضع اقوى للدفع قدما بإصلاحات هيكلية للحقوق المدنية».ولن تكون عملية تحسين الاقتصاد أمرا سهلا. ورغم الاتفاق النووي مع القوى العالمية، لا تزال واشنطن تفرض مجموعة من العقوبات التي تمنع البنوك العالمية والمستثمرين الأجانب من الاستثمار في ايران.
وهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية بتمزيق الاتفاق النووي، وإن كان لم يعد يأتي على ذكر ذلك، لكنه لا يوفر فرصة لانتقاد ايران، وهو حاليا يقوم بزيارة إلى السعودية، الخصم الإقليمي لايران. وقد وقع فيها صفقة أسلحة بقيمة 110 مليارات دولار وصفت بأنها تستهدف «التأثير الإيراني السيء» في المنطقة.
ومع ذلك، فإن الحكومات الأوروبية والآسيوية عازمة على التمسك بالاتفاق النووي والاستفادة الكاملة من فرص الاستثمار المربحة في إيران.
وتشيد هذه الحكومات بفوز روحاني على المتشدد إبراهيم رئيسي الذي كان هدد بنهج أكثر صرامة في العلاقات مع الخارج.
وقال المستشار الدولي لهيئة الخصخصة الايرانية فريد دهديلاني بعد إعلان نتائج السبت ان «الكثير من المستثمرين الذين لم أسمع منهم منذ ثلاثة اشهر اتصلوا بي فجأة صباح السبت وبعضهم حجز تذاكره».
وأضاف ان «روحاني سيواصل بشكل اكثر فاعلية جدول اعماله الاقتصادي، الاستثمار في المصانع والانتاج وامتصاص رأس المال الاجنبي. أعتقد ان حكومته ستكون اكثر شبابا ومرونة».
وسيكون من الصعب تحدي قوات الأمن التي تسيطر على قطاعات واسعة من الاقتصاد.
وفشل روحاني خصوصا في الإفراج عن زعماء المعارضة المسجونين أو في منع اعتقال العديد من المواطنين الذين يحملون جنسية مزدوجة من أجهزة الاستخبارات التي تبقى خارج سيطرته.
ويخشى كثيرون من أن تكون فترة ولايته الثانية مشابهة للولاية الثانية للرئيس الاسبق محمد خاتمي في أوائل العقد الأول من القرن الحالي، عندما أحبطت المؤسسة المتشددة كل محاولة للإصلاح.
لكن روحاني، وهو من داخل النظام، قد يكون في وضع أفضل من سابقيه، كما يقول أستاذ السياسة فواد إيزادي من جامعة طهران.
ويضيف إيزادي «لقد برز روحاني كسياسي أكثر ذكاء من خاتمي».
ويتابع «كان جزءا من النظام لفترة كافية لمعرفة كيفية التحرك داخله. لكن خاتمي كان أكثر أيديولوجية، الامر الذي قلص قدرته على إنجاز الأمور».
والأهم من ذلك أن نهج روحاني التكنوقراطي سمح له باختيار شخصيات محافظة مهمة مثل رئيس البرلمان علي لاريجاني.
ويقول ايزادي ان «التحالف مع لاريجاني كان مفيدا جدا لروحاني في الحصول على الوزراء والسياسات المعتمدة. وسيظل ذلك حاسما في ولايته الثانية».
ويبقى السؤال الكبير على المدى الطويل ما إذا سيكون لروحاني تأثير في صعود المرشد الأعلى المقبل بعد وفاة المرشد الحالي آية لله علي خامنئي.
ويقول إيزادي إن رئيسي الذي وصف بأنه خليفة محتمل، بات الآن خارج الدائرة.
التأييد الشعبي للمرشد
ويضيف «ربما سيعود بعد أربعة أعوام. ولكن مع هذا النوع من الاداء يمكننا ان نطمئن إلى ان رئيسي لن يكون المرشد الأعلى المقبل. يجب ان يكون هناك تأييد شعبي للمرشد».
ولكن مع سيطرة المتشددين بقوة على مجلس الخبراء الذي سيختار المرشد المقبل، لن يكون لروحاني وحلفائه تأثير يذكر في مسألة الخلافة.
ومع ذلك، فقد أظهرت نتائج انتخابات نهاية الأسبوع دليلا واضحا على أن سكان إيران الشباب يدعمون رؤيته بالنسبة لمستقبل البلاد.
ويقول علي فائز من مجموعة الأزمات الدولية إن «الشعب الإيراني لم يعد يؤمن بالاقتصاد الشعبوي والتغيير الجذري».
ويضيف «لديه ما يكفي من النضج لكي يفهم ان حل مآزق بلاده يكمن في الادارة الكفوءة للاقتصاد والاعتدال في العلاقات الدولية».
ولعل أبرز دليل على ذلك انتزاع الاصلاحيين خلال انتخابات الجمعة بلدية طهران من المحافظين الذين كانوا يسيطرون عليها منذ 14 عاما.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.