منذ يوم الجمعة 18 يوليوز 2014 والسيد عزيزي عبد السلام طريح الفراش بمصحة القندوسي بمكناس، بعدما تعرض لاعتداء جسدي داخل سوق الجملة للخضر والفواكه على يد أحد الحمالة الذي يتخذ منه مدير السوق مساعدا له من دون الموظفين والمستخدمين؟؟ ما تسبب له في أضرار بليغة، منها اعوجاج لقطعة حديدية بجسمه كان قد ركبها إثر عملية جراحية، أجراها منذ أربع عشرة سنة . يحكي السيد عبد السلام عزيزي أن المدعو ( ج . ر ) باغته داخل مقر عمله، بالمربع ( سين )، حيث يعمل كوكيل بسوق الجملة للخضر والفواكه، موجها له ولكل من يتعاطف معه، سيلا من السباب والأوصاف التي لا يليق المقام بذكرها .. ورغم مناشدة السيد عزيزي وتضرعه، كونه شيخا يبلغ من العمر أربع وسبعين سنة .. وأن لا علاقة تجارية أو مهنية تربطه بهذا الشخص، إلا أن كل ذلك لم يشفع له، ولم يشعر إلا وهو يتلقى منه ضربات قوية، أردته في الحال صريعا على الأرض، دون أن يجد من ينقذه من بطش هذا الشخص، وحتى الوقاية المدنية التي لا يفصلها عن السوق إلا مسافة بضع دقائق، لم تستجب للنداء، مما جعل بعض أصدقائه الذين حضروا بعد واقعة الاعتداء، يحملونه في سيارتهم الخاصة إلى مستشفى محمد الخامس، ومنه إلى مصحة القندوسي، حيث يقبع منذ أزيد من ستة عشرة يوما . وقد نصحه الطبيب المعالج بضرورة الانتظار للتأكد من صواب إمكانية الابقاء على الحديدة المعوجة داخل الجسم، أو اللجوء لإعادة العملية برمتها من جديد .. إذن، لماذا هذا الاعتداء المجاني ؟ سألنا السيد عزيزي الذي تحامل على مرضه وما يحسه من مرارة، ليبادر بالقول : السبب هو المدير .. مدير سوق الجملة للخضر والفواكه المدعو (ت. ص ) الذي أصبح و هذا الحمال وجهين لعملة واحدة، والجميع : وكلاء كانوا أو تجارا، عمالا أو مستخدمين .. لا يرون في كل سلوك يأتيه هذا الحمال، الذي لا تربطه بالإدارة أية رابطة، إلا تنفيذا لأوامر المدير، هذا المدير الذي تجاوز كل الحدود في خرقه للقانون، وتضييع الجبايات البلدية في أكثر من 20 مليون سنتم يوميا، دون أن يجد من يوقفه عند حده. أقول بأن السبب فيما تعرضت له هو المدير ، يضيف السيد عزيزي ، لكونه من جهة، أطلق يد هذا الحمال في السوق، يفعل فيه و به ما يريد، رغم أنه ليس بمستخدم ، ولا عامل من عمال الجماعة. ولكون المدير ومعه من جهة ثانية، يعتقدون بأنني من الجماعة التي رفعت إلى الدوائر المسؤولة رسائل مجهولة ، حول فساد هذا المدير ، وفساد تسييره .. فصار يتحرش بي عبر زبانيته ، وضمنهم المعتدي .. السيد عزيزي يحكي ما تعرض له من اعتداء، والغبن والمرارة يعتصران قلبه ، وهو يرى المعتدي حرا طليقا .. بل ومازال متماديا يستفز الوكلاء .. بينما هو طريح الفراش منذ 14 يوليوز 2014، رغم أن البوليس قد استمعوا الى شكايته في محضر معضد بشهادة طبية حددت عجزه في ثلاثين يوما .. دون ما يمكن أن يحدث من مضاعفات .. وبالعودة إلى الرسائل المجهولة، فإن مكتب الجريدة بمكناس قد تابع نتائج التحقيق الذي باشرته الشرطة القضائية في الموضوع، وأفضى إلى متابعة المدير وتسعة مستخدمين وموظفين ضمنهم المعتدي أمام محكمة الجرائم المالية، حيث أمضى المدير يومين رهن الاعتقال، قبل أن يطلق سراحه، ويصبح هو، ومن معه متابعين في حالة سراح، بكفالة مالية . ويجدر التذكير بأن جريدة الاتحاد الاشتراكي، التي زارت السيد عزيزي عبد السلام بالمصحة، كانت سباقة إلى فضح ما يجري في هذا السوق منذ أكثر من أربع سنوات، بأن يتابع اليوم ، المدير وتسعة من أعوانه من أجل حماية المال العام، يظل أمرا إيجابيا على كل حال.. لكن غير الإيجابي، هو كون البحث الذي قامت به الشرطة القضائية، على مدى شهور للتحقق من مضامين الرسائل المجهولة، جعلها تقف على العديد من الاختلالات المالية، تؤهلها لإطلاق مسطرة متابعة من أخطأ.. مازلنا ننتظر ؟ وغير الإيجابي أيضا، هو أن تتكون قناعة المتابعة بتهمة تبديد المال العام والتزوير والتصرف في المال العام بسوء نية، ثم يتقرر المتابعة في حالة سراح بكفالة، رغم خطورة الأفعال . والذي يدعو أكثر للتساؤل والاستغراب، هو أن مدير هذا السوق ومن معه، أصبحوا متابعين قضائيا بسبب استغلالهم لمناصبهم ، وسوء تسييرهم لهذا المرفق الهام .. ومع ذلك يأبى المسؤولون في المجلس البلدي ، إلا الابقاء عليهم في مناصبهم داخل السوق ، وليظل المال العام عرضة للتلف والتضييع والتبذير ، من طرف نفس المسؤولين المتابعين .. ؟ في حين يعمد نفس المجلس إلى تهميش الكفاءات النظيفة والنزيهة، وإقصائها من تحمل المسؤوليات والمهام.