تقدم منظمة العفو الدولية – فرع المغرب العرض ما قبل الأول للفيلم السينمائي المطول «رقصة الرتيلاء Tarantella» للمخرج ربيع الجوهري Rabii el Jawhari بقاعة السينما النهضة يومه الثلاثاء26 دجنبر2017 على الساعة الخامسة والنصف مساء و الفيلم من إنتاج كلاكيت للإنتاج ومن أداء «هند بن اجبارة» في دور بثينة و«يونس لهري» في دور الدكتور هاني و«عمر غفران» في دور المحامي نبيل، الموسيقى من انجاز «هشام امدراس» الذي اشتغل مع ربيع الجوهري في الوثائقي الشهير «تندوف، قصة مكلومين»، وقد شارك في الإنتاج كل من رشيد قصبي وأمين عرباوي، مدير الإنتاج عبد الرحيم عبد النور، منسق الإنتاج محمد الحمادي. اعتمد المخرج ربيع الجوهري على مسرحية الموت والعذراء لأرييل دورفمان لكتابة سيناريو هذا الفيلم الذي يتخذ من سنوات الرصاص موضوعا له، لكن بطريقة جديدة تركز على البعد السايكولوجي و ما قد تخلفه أحداث الماضي من أثار على النفس الانسانية. اعتمد ربيع الجوهري على منهجية سينمائية ابتكرها من رحم تجاربه السينمائية خلال العشر سنوات الأخيرة التي عمل فيها كمساعد مخرج في أفلام عالمية وكمخرج لأفلام وثائقية عرضت على قنوات الجزيرة والأولى و قنوات أخرى، فكانت هذه المنهجية التي سماها في كتابه الأكاديمي «السينما عهد المنهجية الحلزونية» بالمنهجية الحلزونية والتي أضفت على أحداث الفيلم أبعادا متعددة تتجاوز الواقعية والالتزام الزمكاني الفيزيائي لتصبح حادثة سنوات الرصاص مجرد طاقة سلبية تحاول شخصية «بثينة» والتي لعبتها الممثلة «هند بن اجبارة» التخلص منها عبر صيرورة من التطهير النفسي، فالفيلم إذن يمازج بين الفضاء المنطقي الذي يستوعبه أي كان وبين أبعاد لا تحدث داخل هذا الفضاء وإنما تتجلى في أزمنة مختلفة قد تكون نفسية أو متوازية أو بالأحرى شاعرية لأنها لا تعتمد على التواصل اللغوي أو السردي المعتاد وإنما تستمد ذاتها من خلال التعبير والانطباع و الطاقة ببعديها الايجابي والسلبي تماما كما يحدث في القصيدة الشعرية. تبدأ أحداث الفيلم بالمحامي نبيل الذي عين كرئيس لمجلس المصالحة. في طريق عودته إلى البيت يجد رجلا يصاحب زوجته الممددة على ظهر حمار فيطلب منه مساعدته في إيصال زوجته إلى أقرب مستوصف قصد العلاج من لذغة عنكبوت ذئبي، ليصبح هذا العنكبوت لازمة تصاحب أحداث الفيلم وكأن لاشيء مادي أو فيزيائي يربط هذه التوصيلة ببقية الأحداث سوى العنكبوت هذا… بعد التوصيلة، يثقب إطار سيارة نبيل، فيضطر الدكتور هاني إيصاله إلى بيته وخصوصا مع بداية تساقط المطر الغريب الذي يشاكس و يماكس ظهور عناكب و ما تصل بها من معان… يحدث أن نام الضيف في منزل نبيل، لكن بثينة زوجة نبيل، تدخل غرفة الضيف، تضربه، وتكبله، لتبدأ سلسلة من تأكيد تورط المحامي في أحداث التعذيب و نفيها ما يحدث ترددات بين ماهو مادي معيش وماهو طاقي و نفسي و داخلي و شاعري… يذكر أن المخرج ربيع الجوهري كان قد أخرج الوثائقي «تندوف، قصة مكلومين» سنة 2006 فكان أول عمل سينمائي يعالج موضوع الصحراء المغربية وقضية أقدم الأسرى في العالم، إذ تطرق إلى قصة عبد لله لماني الذي قضى أزيد من 23 سنة في سجون البوليساريو، و قد عرض الفيلم في العديد من المناسبات العالمية قبل أن تعرضه القناة الأولى و قناة العيون و الأمازيغية… كما تناول قصة مصطفى ولد سلمى في وثائقي أخر وأخرج للجزيرة أعمالا منها «العيطة، رحلة نغم» و«صهيل البواريد»، و كذلك أطر العديد من ورشات المسرح و حقوق الانسان لمنظمة العفو الدولية. للجوهري كتابات أكاديمية نشرت له بالولايات المتحدةالأمريكية و ألمانيا والهند وبجامعات مغربية منها جامعة ابن زهر وجامعة سيدي محمد بن عبد الله… بدأ مشواره الفني كمساعد مخرج في أفلام عالمية كفيلم «للتلال عيون The Hills Have Eyes» و«سجناء الشمس Prisonors of the Sun» و«الدقيقة الأخيرة بالمغرب Last Minute a Marocco» و«عاشت القنبلة Vive la Bomb» لجون بيير سينابي…