قوارب الموت أوصلت 42500 مهاجر إلى إسبانيا في أقل من سنة: انتشال ثلاث جثث وتسجيل 16 كمفقودين وصيادون أنقذوا أربعة أشخاص في فاجعة شمال الناظور

أكدت مصادر متطابقة من الناظور غرق أربعة أشخاص، على الأقل، ضمنهم طفلان يبلغان من العمر سبع سنوات وفقدان 16 آخرين، في حين أفادت نفس المصادر أنه تم إنقاذ أربعة أشخاص من طرف زوارق تعود لصيادين. ووقعت المأساة بجماعة بني شيكر إثر انقلاب قارب كان على متنه 24 شابا حاولوا الإبحار سرا نحو السواحل الإسبانية، غير أنه لأسباب غير معروفة انقلب بهم القارب في عرض البحر، حيث تمكن 4 منهم من النجاة بأنفسهم في حين اعتبر الباقون في عداد المفقودين، وأشارت مصادر من عين المكان إلى عثور مواطنين على جثة، على الأقل، رماها البحر إلى الشاطى وتعود لشاب يبلغ من العمر 22 سنة تم التعرف عليه من طرف أسرته بالمستشفى وينحدر من قبيلة كبذانة – قرية أركمان، وحسب المصادر نفسها، فإن المواطنين عثروا على جثة الشاب بعدما لفظتها أمواج البحر نواحي جماعة بني شيكر.
وأكدت المصادر نفسها أن السلطات مستنفرة بهدف التحقق من وضعية المفقودين والعمل على إمكانية الوصول إلى ناجين، رغم أن الوقت، حسب مصدر مطلع، لم يعد يسمح بوجود ناجين ماعدا الحالات التي تكون نجت فعلا ولم تتوصل إليها السلطات.
وقال جهاز الإنقاذ البحري، التابع لخفر السواحل الإسباني، في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، مساء السبت، إن طواقمه رصدت في بحر البوران، الذي يفصل إسبانيا عن الجزائر والمغرب، زورقا محملا بالمهاجرين، وقد بدأت المياه تتسرب إليه، حيث "تم إنقاذ 53 شخصا، وانتشال جثتين هامدتين".وبحسب "هيلينا مالينو" المسؤولة في "كاميناندو فرونتيراس"، وهي منظمة غير حكومية تتولى إخطار السلطات عندما ترصد أي قارب بحاجة للعون، فإن القتيلين هما "طفلان في السابعة من العمر لقيا حتفهما على متن زورق" كان مفقودا، منذ الجمعة. كما أعلن خفر السواحل الإسباني، في حصيلة أولية، أنه أنقذ، مساء أمس، 439 مهاجرا على الأقل، أثناء محاولتهم عبور مضيق جبل طارق على متن ثمانية زوارق. وفي السياق ذاته، ذكرت المنظمة الدولية للهجرة أن حوالي 42500 مهاجر وصل إلى إسبانيا، منذ بداية العام، بينما لقي 433 مهاجرا حتفهم، غرقا، أو اعتبروا مفقودين، وسط حديث مسؤولين إسبان عن تزايد أعداد المغاربة من بين المهاجرين السريين، المبحرين من سواحل المغرب نحو إسبانيا، فيما كانت الهجرة السرية تقتصر من قبل على المهاجرين المنحدرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، وتتزايد حالات الهجرة السرية بشكل كبير رغم حالة الجو، حيث علم لدى مصدر عسكري، أن وحدة لخفر السواحل تابعة للبحرية الملكية، كانت تقوم بدورية في المياه الإقليمية المغربية، قدمت المساعدة، الأربعاء، بعرض ساحل الناظور، لمركب مطاطي واجه صعوبات وعلى متنه 59 مرشحا للهجرة السرية من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، من بينهم خمس نساء.
وأضاف المصدر أنه، وبعد انتشالهم من طرف وحدة خفر السواحل التابعة للبحرية الملكية، نقل الناجون سالمين إلى ميناء الناظور.
وحسب المصدر ذاته، فإن المركب الذي تسربت إليه المياه من جميع الجوانب، غرق مباشرة بعد عملية الإنقاذ.