قال جلالة الملك محمد السادس في رسالة ملكية وجهها صباح أمس للمشاركين في أشغال الدورة الخامسة للقمة العالمية لريادة الأعمال المنعقدة في مراكش ما بين 19 و21 نونبر الجاري «إن الإنسان لا يولد مقاولا بل يصبح كذلك عبر الانخراط في مسار النجاح من خلال علاقة تفاعلية بين المجهود والتعلم والتحكم في الصعوبات». وأضاف جلالة الملك محمد السادس في رسالة تلاها رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران خلال حفل الافتتاح الذي حضره على الخصوص كل من مزوار، وزير الشؤون الخارجية والتعاون وكاتبة الدولة في الخارجية، امباركة بوعيدة ورئيسة اتحاد مقاولات المغرب، مريم بنصالح وعدد من الشخصيات في عالم السياسة والاقتصاد والأعمال، «أن صاحب المبادرة في عالم الأعمال هو الذي لا يسلك المسارات المألوفة، ويتحدى الوضع القائم، بل إنه يبادر دون تردد إلى الإجابة من موقعه على حاجيات لا يتم تحديدها بعد أو لا يتم الاستجابة لها. وأكد جلالته على «أن المبادرة والابتكار قيمتان متلازمتان تشكلان محطة للعبور نحو الحرية والترقي الاجتماعي والازدهار كلما توفر المناخ الملائم للعمال والشروط الضرورية لذلك. وقال جلالة الملك في رسالته الملكية «إن ديننا الحنيف لا ينبذ الكسب والربح، بل يشجع روح المبادرة ويحفز على التنمية الذاتية وعلى الارتقاء القائم على الاستحقاق، وأشار جلالته إلى أنه في سياق قد يتم فيه استغلال وسائل الإعلام الحديثة لخدمة قضايا مقيتة، كالتطرف الديني أو الترويج لإيديولوجيات منحرفة، فقد أصبح من اللازم توجيه وتطوير هذه الوسائل لتعزيز التنافس الايجابي والمبادرة المواطنة من خلال تعاون أوثق مع المجتمع المدني. من جانبه توج نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن أمس الخميس زيارته إلى المغرب بترؤس وفد بلاده المشارك في فعالياتها إلى جانب شخصيات سامية من بلدان افريقية، علي ألفا بونغو، رئيس الغابون، وألفا كومدي، رئيس غينيا على وشخصيات عربية، وكذا الاحتفاء بعيد ميلاده رفقة فعاليات من أكثر من 50 دولة. وبهذه المناسبة أعلن نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن، الذي أشاد بالحماس الذي عرفته أشغال القمة الخامسة لريادة الأعمال، عن ضخ ما يقارب 50 مليون دولار إضافي في حساب الألفية المخصص للمغرب مع خلق صندوق جديد لما يقارب 35 مليون دولار كأرضية لتبادل الخبرات بين الشباب المقاول في المغرب والولايات المتحدة الأمريكية وعدد من البلدان الإفريقية ، إضافة إلى خلق أكاديمية لفولفو بالمغرب على اعتبار أن المغرب محورا للتبادل مهم في شمال إفريقيا. وعبر جو بايدن في كلمته في افتتتاح فعاليات عن المكانة الخاصة التي يحظي بها المغرب في قلب الأمريكيين كونه أول بلد اعترف باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية وعبر عن التزام الولايات المتحدة الأمريكية دعم التطور الذي يعرفه المغرب في عدد من المجالات وكل محاولاته لأجل وضع بنيات شفافة تكون مجالا ومناخا ملائما للاستثمار. وتهدف القمة العالمية لريادة الأعمال منذ إطلاق فكرتها سنة 2009 بمبادرة من الرئيس باراك أوباما، إلى خلق فضاء عالمي يشجع الكفاءات الشابة على تقديم مشاريعها، وتتوخى وضع التجديد والابتكار، كمصدر رئيسي للتنافسية، في صلب أولويات هذه المبادرة، وذلك من خلال التشجيع على إرساء استراتيجية للنمو الشامل. وقد قرر جلالة الملك محمد السادس والرئيس الأمريكي باراك أوباما، انعقاد الدورة الخامسة لهذه القمة خلال الزيارة الملكية لواشنطن في نونبر 2013. وقد خص جلالة الملك محمد السادس بالقصر الملكي بفاس أول أمس الأربعاء نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن، على هامش في أشغال الدورة الخامسة للقمة العالمية لريادة الأعمال التي تندرج في إطار إرادة قائدي البلدين لتطوير تعاون استراتيجي ثلاثي بإفريقيا، ولاسيما في مجالات الولوج إلى الطاقة والأمن الغذائي، باستقبال ملكي. وتناولت المباحثات بين جلالة الملك ونائب الرئيس الأمريكي تعزيز الشراكة الإستراتيجية التي تجمع بين البلدين والتي تستمد قوتها من أسسها التاريخية، ورصيدها من القيم المتقاسمة ومن قدرتها على التكيف والتجدد. وهو الأمر الذي أكدت عليه امباركة بوعيدة، الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، في ندوة صحفية على هامش أشغال هذه القمة، حين أشارت إلى أن الزيارة التي يقوم بها حاليا للمغرب نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن، ومشاركة كاتبة الدولة الأمريكية في التجارة بيني بريتزكير في هذه القمة، تعكس إرادة البلدين اللذين انخرطا من قبل في حوار استراتيجي، «للذهاب بعيدا لتوطيد علاقات شراكتهما». وقالت «إننا نعمل سويا من أجل تعزيز حوارنا الاستراتيجي»، مشيرة إلى لقاءات ثنائية مرتقبة مع الجانب الأمريكي على هامش هذا الموعد العالمي للمقاولة والابتكار لقد تناولت هذه المباحثات بين جلالة اللك محمد السادس ونائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن، أيضا، التطورات الأخيرة لقضية الصحراء المغربية، وكذا القضايا الإقليمية والدولية، وخاصة الوضع في منطقتي الساحل والشرق الأوسط، والنزاع العربي الإسرائيلي بالخصوص. وتميزت أشغال الدورة الخامسة للقمة العالمية لريادة الأعمال بمشاركة عقيلة نائب الرئيس الأمريكي، جيل بايدن، التي أبرزت في كلمة خلال اختتام أشغال اليوم المخصص لريادة الأعمال النسائية، الإنجازات التي حققها المغرب في مجال تعزيز حقوق المرأة وجددت التزام الولايات المتحدة الأمريكية ب»دعم مبادرات النساء والشابات من أجل مساعدتهن ليس فقط للعيش ولكن أيضا للانفتاح داخل مجتمعاتهن»، داعية إلى تشجيع البلدان المعنية على إرساء سياسات وجيهة في مجال النهوض بحقوق المرأة وإدماجها بشكل كامل في مختلف قطاعات النشاط الاقتصادي. وتحظى الدورة الخامسة للقمة العالمية لريادة الأعمال ، التي انطلقت أشغالها يوم الأربعاء بمراكش، بتغطية إعلامية دولية واسعة تعكس أهمية هذا الحدث العالمي. وهكذا تم اعتماد أزيد من 390 من الصحفيين الأجانب، يمثلون الصحافة المكتوبة والإعلام المرئي والصحافة الالكترونية ، لأكثر من 30 دولة من أوروبا والعالم العربي وإفريقيا وآسيا وأمريكا ، لضمان تغطية القمة التي تنظم بشراكة بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية وإلى جانب ممثلي مختلف المنابر الإعلامية المغربية، ينقل أحداث وتفاصيل هذا الموعد العالمي الهام مراسلو كبريات وكالات الأنباء الدولية والقنوات التلفزية مثل «أورونيوز» و «بلومبرغ» و «سكاي نيوز»، و «تومسون رويترز» و»العربية». وأكد نزار بركة، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، على هامش أشغال هذه القمة خلال ندوة صحفية أول أمس الأربعاء حضرتها امباركة بوعيدة، الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون،أن اليوم الأول للقمة شهد نجاحا كبيرا مشيرا إلى أن قمة مراكش سجلت أزيد من خمسة ملايين زيارة لموقع التظاهرة في اليوم الأول وما يقارب 450 لقاء مباشرا بين المقاولين، فيما أبرزت رئيسة الاتحاد العام للمقاولات بالمغرب، مريم بنصالح شقرون، على أهمية تخصيص اليوم الأول للقمة للمرأة المقاولاتية، حيث حضر أزيد من 600 سيدة من بينهن أزيد من مائة سيدة مقاولة. وتميزت الجلسة الختامية لأشغال اليوم المخصص لريادة الأعمال النسائية بتتويج ثلاثة مشاريع من أصل أحد عشرة مشروعا قدمت أمام لجنة تحكيم برئاسة بيني بريتسكر، كاتبة الدولة الأمريكية في التجارة تم اختيارها على أساس معايير الابتكار والكفاءة والأثر السوسيو-اقتصادي والبيئي، هذا في الوقت الذي أشارت فيه مريم بنصالح أن عدد المشاريع المقدمة تجاوز 50 مشروعا مبرزة أن قيمة الجوائز تتراوح مل بين 20 مليون دولار فيما الثانية و5 آلاف دولار . ويتعلق الأمر بالمشروع المكسيكي «انيرجي ديبوت» بخصوص الملابس الدافئة، والمشروع المصري حول معالجة مياه الصرف الصحي بطريقة بيولوجية لإعادة استخدام المياه ، والمشروع البيلاروسي المتعلق بحراسة البنايات بأثمنة مناسبة.