تحالف اليمين الديمقراطي يتصدر الانتخابات التشريعية المبكرة في البرتغال    قادة "البام" يكرمون الراحل فضلي    كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم لأقل من 20 سنة .. المنتخب المغربي ينهزم في النهائي أمام نظيره الجنوب إفريقي    .    النصيري يسكت صافرات استهجان    ارتفاع حركة المسافرين بمطار الحسيمة بنسبة 19% خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2025    وزيرة ثقافة فرنسا تزور جناح المغرب في مهرجان "كان" السينمائي    توقيف شخصين بفاس والبيضاء بشبهة حيازة وترويج المخدرات والمؤثرات العقلية    "حماة الوطن عيون لا تنام".. شريط فيديو يستعرض دور الأمن الوطني في حماية الوطن والمواطنين (فيديو)    تقرير رسمي.. بايدن مصاب بسرطان البروستاتا "العنيف" مع انتشار للعظام    نهائي "كان" أقل من 20 سنة.. المغرب يخسر أمام جنوب إفريقيا بهدف دون رد    جنوب إفريقيا تحرم "أشبال الأطلس" من التتويج وتخطف لقب كأس إفريقيا للشباب    إسرائيل تدعي جلب "الأرشيف السوري" لأشهر جواسيسها بدمشق    إسبانيا تدين تصاعد العدوان الإسرائيلي بغزة    اتحاد يعقوب المنصور يحقق إنجازا تاريخيا بالصعود للقسم الأول لأول مرة    ملتقى طنجة يدعو إلى فلاحة ذكية وترشيد مياه السقي بجهة الشمال    جنوب إفريقيا تنجح في هزم المغرب والفوز بكأس إفريقيا لأقل من 20 سنة    أسعار الفواكه الموسمية تلتهب في الأسواق الوطنية والناظور تسجل أرقاما قياسية    انقلاب حافلة محملة بكمية كبيرة من مخدر الشيرا (صور)    الجواز المغربي في المرتبة 67 عالميا.. وهذه قائمة الدول التي يمكن دخولها    ابتداء من 25 مليون.. فرصة ذهبية لامتلاك سكن بمواصفات عالية في الناظور    إحباط محاولات اقتحام جماعية لمدينة سبتة    الجيش يبصم على إنجاز في كرة اليد    عروض تفضيلية لموظفي الأمن الوطني لشراء السيارات بموجب اتفاقية جديدة مع رونو المغرب    أخنوش يمثل أمير المؤمنين جلالة الملك في حفل التنصيب الرسمي للبابا ليو الرابع عشر    من المغرب.. مغادرة أولى رحلات المستفيدين من مبادرة "طريق مكة"    أنظمة مراقبة تتعطل بمطار "أورلي"    المغرب يعيد فتح سفارته في سوريا.. نظام أحمد الشرع يستعد للاعتراف بمغربية الصحراء    مع انطلاق مهامه رسميا ...بابا الفاتيكان الجديد يبدأ بانتقاد تجاوزات النظام الرأسمالي    الحسيمة تحتضن مؤتمرًا دوليًا حول الذكاء الاصطناعي والرياضيات التطبيقية    في عرض افتتاحي حالم إحياء جمال الروح في لحظة واحدة    حموشي يوقع اتفاقية مع "رونو المغرب" لتوفير عروض تفضيلية لموظفي الأمن    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الاثنين    بركة: الحكومة لم تحقق وعد "مليون منصب شغل" في الآجال المحددة    انتخاب المغرب على رأس شبكة هيئات الوقاية من الفساد    كلمة عبد الجبار الرشيدي رئيس المجلس الوطني لحزب الاستقلال خلال انعقاد دورته العادية الثانية    معين الشعباني:نهضة بركان قادر على خلط أوراق "سيمبا" في مباراة الإياب    في سابقة خطيرة..مطالب بطرد المهاجرين القانونيين من أوروبا    رقمنة القوة: دور الشركات الكبرى في السياسة الدولية    الجديدة : انطلاق تصوير الفيلم الجديد ''ياقوت بين الحياة والموت'' للمخرج المصطفى بنوقاص    الهابيتوس عند بيار بورديو بين اعادة انتاج الاجتماعي ورأس المال الثقافي    القنصلية المغربية تقرّب خدماتها من الجالية في وسط إسبانيا    مسؤول أمني: المديرية العامة للأمن الوطني تشجع على الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات الأمنية المتزايدة    سوريا.. تشكيل هيئتين للعدالة الانتقالية والمفقودين ل"جبر الضرر الواقع على الضحايا    التوصيات الرئيسية في طب الأمراض المعدية بالمغرب كما أعدتهم الجمعية المغربية لمكافحة الأمراض المعدية    متحف أمريكي يُعيد إلى الصين كنوزاً تاريخية نادرة من عصر الممالك المتحاربة    مأساة في نيويورك بعد اصطدام سفينة مكسيكية بجسر بروكلين تُسفر عن قتلى وجرحى    من الريف إلى الصحراء .. بوصوف يواكب "تمغربيت" بالثقافة والتاريخ    تنظيم الدورة الثالثة عشرة للمهرجان الدولي "ماطا" للفروسية من 23 إلى 25 ماي الجاري    ندوة ترسي جسور الإعلام والتراث    بعد منشور "طنجة نيوز".. تدخل عاجل للسلطات بمالاباطا واحتواء مأساة أطفال الشوارع    في طنجة حلول ذكية للكلاب الضالة.. وفي الناظور الفوضى تنبح في كل مكان    وزارة الصحة تنبه لتزايد نسبة انتشار ارتفاع ضغط الدم وسط المغاربة    بوحمرون يربك إسبانيا.. والمغرب في دائرة الاتهام    رحيل الرجولة في زمنٍ قد يكون لها معنى    بمناسبة سفر أول فوج منهم إلى الديار المقدسة ..أمير المؤمنين يدعو الحجاج المغاربة إلى التحلي بقيم الإسلام المثلى    فتوى تحرم استهلاك لحم الدجاج الصيني في موريتانيا    أمير المؤمنين يوجه رسالة سامية إلى الحجاج المغاربة برسم موسم الحج لسنة 1446 ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد قاوتي في الجمع العام الوطني للتعاضدية الوطنية للفنانين:جملة من الإكراهات واجهها المكتب بصبر وتبصر خدمة لمصلحة الفنانين

الجسمَ الفني والثقافي .. لَمْ يستوعِبُ بَعْدُ مَعْنَائِيَّةَ التَّعَاضُدِ،عِنْدَمَا يُغَلِّبُ الجانبَ العاطفي أحْيانا، والشَّعْبَوِي غَالِبًا، حين يَشُدُّ التعاضديةَ الوطنيةَ للفنانينَ إلى الوراءِ وَيُشَوِّشُ على مَسْعَاها وَمَنْهَجِهَا وَنَهْجِهَا في تدبير أمورِ مُنْخَرِطِيهَا وَاشْتِرَاكَاتِهِمُ بِعَقْلاَنيَّةٍ وبقَانُونٍ.
التأمت التعاضدية الوطنية للفنانين ، التي تنشغل بالظروف الاجتماعية و الصحية .. للفنانين المغاربة يوم 21 دجنبر الماضي بالدار البيضاء لتقديم حصيلتها الاجتماعية والمالية.. طيلة السنوات الفارطة، إذ كانت المناسبة لرئيسها الكاتب المسرحي محمد قاوتي ليقدم جردا مفصلا عن المرحلة المعنية بالحصيلة من حيث الانجازات والمعيقات والمثبطات التي طبعت السير العادي لهذه المؤسسة المهتمة أولا وأخيرا بالشق الإنساني من الفنان المغربي.. وبالنظر لأهمية محتويات كلمة الرئيس محمد قاوتي في هذا الجمع العام المذكور التي رفعت الستار عن الكثير الاشياء و الغموض التي طبعت مسيرة عمل هذه المؤسسة الحساسة لدى الفنان المغربي ، ندرج الكلمة بتفاصيلها.
كلمة رئيس التعاضدية الوطنية للفنانين:
" باسم لله الرحمان الرحيم، وَالصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين، وَعلى من عَمِلَ صالحا إلى يوم الدِّينْ..
السيد وزير الثقافة المحترم،
السيد وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية المحترم،
السيدات والسادة ضيوف مَحْفَلِنَا،
مَعْشَرَ الْفَنَّانَاتِ وَالْفَنَّانِينَ..
زَمِيلاَتِي زُمَلاَئِي أعْضَاءَ التَّعَاضدية الوطنية للفنانين..
أيتها السيدات، أيها السادة..
يُسْعِدُنِي، بِاسْمِ زَمِيلاَتِي وَزُمَلاَئي فِي قِيَّادَةِ التَّعَاضديةِ الوطنيةِ للفنانينَ، أنْ أرَحِّبَ بِكُمْ فِي هَذِهِ الْمَحَطَّةِ الأسَاسِيَّةِ مِنْ مَسَاقَاتِ تَثْمِينِ ثَقَافَةِ التَّعَاضُدِ بَيْنَ الْفَنَّانِينَ الْمَغَارِبَةِ وَشُيُوعِ أخْلاَقِ الْعِنَايَةِ لَدَيْهِمْ..
وَحَتَّى لاَ أُبْتَلَى بِسَانْدْرُومِ الْمَحْوِ وَالإجْهَادِ عَلَى الْمَسَاعِي الَّتِي بُذِلَتْ، مِنْ مُخْتَلَفِ الْمَشَارِبِ، لِبَلْوَرَةِ فِكْرَةِ التَّعَاضديةِ الوطنيةِ للفنانينَ وَتَنْشِئَتِهَا عَلَى السَّبِيلِ الْقَوِيمِ، اسْمَحُوا لِي أنْ أذَكِّرَ بِأمُورٍ لَيْسَتْ بِالضَّرُورَةِ مِنْ نَوَافِلِ الْقَوْلِ..
أُسِّسَتِ التَّعَاضُدِيَّةُ الْوَطَنِيَّةُ لِلْفَنَّانِينَ بِمُبَادَرَةٍ جَادَّةٍ وَمَسْؤُولَةٍ مِنْ قِبَلِ الْمُبْدِعِينَ وَالْفَنَّانِينَ الْمَغَارِبَةَ المُنْضَوِينَ فِي الْهَيْئَاتِ الْمُكَوِّنَةِ لِلاِئْتِلاَفِ الْمَغْرِبِي لِلثَّقَافَةِ وَالْفُنُونِ، وَمِنْ قِبَلِ هَيْئَاتٍ أُخْرَى، وَمِنْ قِبَلِ شَخْصِيَّاتٍ مُسْتَقِلَّةٍ، وَحَظِيَ هَذَا التَّأسِيسِ بِدَعْمٍ مَعْنَوِيٍّ لِكُلٍّ مِنْ وِزَارَةِ الثَّقَافَةِ، وَوِزَارَةِ الاِتِّصَالِ، وَوِزَارَةِ التَّشْغِيلِ، وَوِزَارَةِ الْمَالِيَّةِ، وَإدَارَةِ الصَّنْدُوقِ الْوَطَنِي لِمُنَظَّمَاتِ الاِحْتِيَّاطِ الاِجْتِمَاعِي، وَكُلِّلَتْ أشْغَالُهُ بِالتَّوْفِيقِ، فِي جَمْعٍ عَامٍّ تَأْسِيسِيٍّ احْتَضَنَهُ الْمَسْرَحُ الْكَبِيرُ لِمَدِينَةِ الْمُحَمَّدِيَّة، بِتَارِيخِ 24 يُوْنُيو 2007، بِمُشاَرَكَةِ أَزْيَدَ مِنَ 2000 فَنَّانَةٍ وَفنَّانٍ مِنْ مُخْتَلَفِ قِطَاعَاتِ الْمِهَنِ الْفَنِّيَّةِ، حَيْثُ اُنْتُخِبَ مَجْلِسٌ عَامٌّ لِلْمَنَادِيبِ يُمَثِّلُ مُخْتَلَفَ القِطَاعَاتِ الْفَنِّيَّةِ..
وَبَعْدَ اسْتِكْمَالِ كُلِّ شُرُوطِ وَمُتَطَلَّبَاتِ التَّأْسِيسِ عَلَى الْمُسْتَوَى الْقَانُونِي وَالإدَارِي، بِانْتِخَابِ رَئِيسِ "التَّعَاضُدِيَّة ِالْوَطَنِيَّةِ لِلْفَنَّانِينَ"، وَانْتِخَابِ مَجْلِسٍ إدَارِي، وَانْتِخَابِ مَكْتَبٍ يَسْهَرُ أعْضَاؤُهُ بِجَانِبِ الرَّئِيسِ عَلَى تَسْيِيرِ التَّعَاضُدِيَّةِ، وَانْتِخَابِ لَجْنَةِ مُرَاقَبَةٍ تَفْتَحِصُ الْحِسَابَاتِ الْمَالِيَّةِ لِلتَّعَاضُدِيَّةِ، وَتَوْظِيفِ المُسْتَخْدَمِينَ اللاَّزِمِينَ لِلتَّدْبِيرِ الْيَوْمِيِّ لِشُؤُونِ الْمُتَعَاضِدِينَ، وَالتَّعَاقُدِ مَعَ الاِئْتِمَانِيَّةِ الَّتِي أوكِلَ لَهَا تَأطِيرُ أوْجُهِ صَرْفِ مَالِيَّةِ "التَّعَاضُدِيَّةِ ِالْوَطَنِيَّةِ لِلْفَنَّانِينَ" طِبْقاً لِلْقَوَانِينِ وَالنُّظُمِ الْجَارِي بِهَا الْعَمَلُ، وَالتَّعَاقُدُ مَعَ طَبِيبَيْنِ لِلاِسْتِشَارَةِ الطِّبِّيَّةِ، وَلاَ سِيَّمَا افْتِحَاصَ الْمِلَفَّاتِ الْمَرْفُوعَةِ إلَى التَّعَاضُدْيَّةِ قَصْدَ التَّعْوِيضِ وَالتَّأشِيرِ عَلَى سَلاَمَاتِهَا.. وَبَعْدَ أنْ نَظَّمَ الْمَكْتَبُ الْمُسَيِّرُ حَمْلَةً تَوَاصُلِيَّةً فِي أَوْسَاطِ الْفَنَّانِينَ بِمُخْتَلَفِ جِهَاتِ الْمَمْلَكَةِ (طنجة، تطوان، فاس، مكناس، الرباط، الدار البيضاء، مراكش، الصويرة، أكادير، العيون) حَيْثُ اسْتَهْدَفَ تَقْرِيبَ مَفْهُوَمَيْ التَّعَاضُدِ وَأخْلاَقِ الْعِنَايَةِ لِلْفَنَّانِينَ، وَحَيْثُ حَثِّهُمْ عَلَى تَلَقُّفِ فِكْرَةِ "التَّعَاضُدْيَّةِ" وَالاِلْتِفَافِ حَوْلَهَا، وَعَلَى عَدَمِ خِذْلاَنِهَا بِالتَّخَلُّفِ عَنْ مَوْعِدٍ اسْتِثْنَائِيٍّ مَعَ تَارِيخِهُمُ الشَّخْصِيِّ، جَنَحَ إلَيْهِمْ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُونَ.. بَعْدَ هَذَا شَرَعَتِ الأُطُرُ الْمَنْتَخَبَةُ لِتَسْيِيرِ "التَّعَاضُدِيَّةِ الْوَطَنِيَّةِ لِلْفَنَّانِينَ"، مِنْ رَئِيسٍ وَمَكْتَبٍ وَمَجْلِسِ لِلإدَارَةِ وَلَجْنَةٍ لِلْمُرَاقَبَةِ وَمَجْلِسٍ لِلْمَنَادِيبِ فِي الْعَمَلِ الَّذِي اُنْتُخِبُوا لِقَضَائِهِ، وَشَرَعَتِ "التَّعَاضُدِيَّة ِالْوَطَنِيَّةِ لِلْفَنَّانِينَ" فِي الْعَمَلِ الَّذِي أُحْدِثَتْ لأجْلِهِ..
وَفِي هَذَا الإطَارِ سَنَّتِ "التَّعَاضُدِيَّةُ الْوَطَنِيَّةُ لِلْفَنَّانِينَ" قَانُونًا دَاخِلِيًّا يُفَسِّرُ وَيُفَصِّلُ وَ يُدَقِّقُ مُقْتَضَيَاتَ النُّظُمِ الأسَاسِيَّةِ، وَأبْرَمَتِ اتِّفَاقِيَّاتِ شَرَاكَةٍ وَتَعَاوُنٍ مَعَ كُلٍّ مِنْ وِزَارَةِ الثَّقَافَةِ، وَوِزَارَةِ الاِتَّصَالِ، وَالْمُسْتَشْفَيَاتِ الْعَسْكَرِيَّةِ، وَجَمْعِيَّةِ أرْبَابِ الْعِيَّادَاتِ وَالْمَصَحَّاتِ الْخَاصَّةِ..
كَمَا ارْتَأتِ "التَّعَاضُدِيَّةُ الْوَطَنِيَّةُ لِلْفَنَّانِينَ"، خِلاَلَ إرْسَاءِ لَبِنَاتِ هَذَا التَّأسْيسِ أنْ تَشْتَغِلَ، فِي الْبَدْءِ، وِفْقَ مِنْهَاجٍ عَقْلاَنِيٍّ وَمُقَارَبَةٍ نَاجِعَةٍ يَسْتَحْضِرَانِ وَيُرَاعِيَّانِ الْفَرَاغَ الَّذِي سَادَ لِعُقُودٍ، عَلَى مُسْتَوَى الرِّعايَةِ الاِجْتِمَاعِيَّةِ لِلْفَنَّانِينَ وَالْمُبْدِعِينَ، وَمَا خَلَّفَهُ هَذَا الْفَرَاغُ مِنْ أعْطَابٍ اجْتِمَاعِيَّةٍ وَنَفْسِيَّةٍ، كَمَا يُرَاعِيَّانِ ضُعْفَ أخْلاَقِ الْعِنَايَةِ لَدَيْهِمْ، لاَسِيَّمَا الثَّقَافَةَ التَّعَاضُدِيَّةَ، لِعَدَمِ تَمَتُّعِ جُلِّهِمْ بِأيِّ شَكْلٍ مِنْ أشْكَالِ التَّغْطِيَّةِ الصِّحِّيَّةِ.. وَكَانَ الْعُنْوَانُ الْكَبِيرُ لِهَذِهِ الْمُقَارَبَةِ يَتَمَثَّلُ فِي شِعَارِ "تَعَاضُدِيَّةٍ مُنَاضِلَةٍ"، وَفِي تَرْجَمَةٍ هَذَا الشِّعَارِ فِي مَبَادِئَ مُحَدَّدَةً تَسْمَحُ لِلْفَنَّاِنِ بِالْوُلُوجِيَّةِ السَّلِسَةِ لِلتَّغْطِيَّةِ الصِّحِّيَّةِ، وَتُدَعِّمُ خَطْوَهُ عَلَى أعْتَابِ أخْلاَقِ الْعِنَايَةِ..
وَهَكَذَا عَرَفَتِ الاِسْتِفَادَةُ مِنْ خَدَمَاتِ "التَّعَاضُدِيَّةِ الْوَطَنِيَّةِ لِلْفَنَّانِينَ" تَسَاوُقًا بَلَغَ مِنْ وِجْهَةٍ تَرَاكُمِيَّةٍ (أيْ بِضَّمِّ مُسْتَفِيدِي سَنَوَاتِ 2008 وَ2009 وَ2010 وَ2011 وَ2012 وَ2013) 10.972 مُسْتَفِيدًا، مُوَزَّعَةً عَلَى 5.372 عُضْوًا (بِنِسِبَةِ 49%)، وَ2.052 أزْوَاجًا (بِنِسْبَةِ 19%)، وَ5.348 أوْلاَدًا (بِنِسْبَةِ 32%)؛ كَمَا تَسَاوَقَتْ هَذِهِ التَّرَاكُمَاتِ، سَنَةً بَعْدَ سَنَةٍ، وِفْقَ مَا يَلِي:
- 2008: 929 مُسْتَفِيدًا؛
- 2009: 1.645 مُسْتَفِيدًا، بِزِيَّادَةِ 716 نَفَرًا، وَنِسْبَةِ تَنَامٍ بَلَغَتْ 77%+؛
- 2010: 2.037 مُسْتَفِيدًا، بِزِيَّادَةِ 392 نَفَرًا، وَنِسْبَةِ تَنَامٍ بَلَغَتْ 24%+؛
- 2011: 2.132 مُسْتَفِيدًا، بِزِيَّادَةِ 95 نَفَرًا، وَنِسْبَةِ تَنَامٍ بَلَغَتْ 5%+؛
- 2012: 2.128 مُسْتَفِيدًا، بِتَرَاجُعِ 4 أنْفَارٍ، وَنِسْبَةِ نُكُوصٍ بَلَغَتْ 0,2%؛
- 2013: 2.101 مُسْتَفِيدًا، بِتَرَاجُعِ 27 نَفَرًا، وَنِسْبَةِ نُكُوصٍ بَلَغَتْ 1%-.
تَرَتَّبَ عَنْ تَدْبِيرِ تَعَاضُدِ الْمُسْتَفِيدِينَ مِنْ خَدَمَاتِ "التَّعَاضُدِيَّةِ الْوَطَنِيَّةِ لِلْفَنَّانِينَ"، خِلاَلَ السَّنَوَاتِ السِّتِّ الْخَوَالِي، تَكَالِيفَ إجْمَالِيَّةً بَلَغَتْ 24.172.619 دِرْهَمًا، بِتَغْطِيَّةِ نِصَابِ التَّعَاضُدِيَّةِ فِي التَّعْوِيضَاتِ وَالتَّحَمُّلاَتِ الِمُتَرَتِّبَةِ عَنْ 16.396 مِلَفًّا، بِمَا مُجْمَلُهُ 17.738.651 دِرْهَمًا، وَبِتَحَمَّلِ أعْبَاءِ التَّدْبِيرِ الْمُرْتَبِطَةِ بِذَلِكَ بِمَا مَبْلَغُهُ 6.433.968 دِرْهَمًا..
أيَّتُهَا السَّيِّدَاتُ.. أيُّهَا السَّادَةُ..
تَجْدُرُ الإشَارَةُ، فِي هَذَا الْمُسْتَوَى مِنَ الْعَرْضِ، بِأنَّ "التَّعَاضُدِيَّةَ الْوَطَنِيَّةَ لِلْفَنَّانِينَ" مَا كَانَ لَهَا أنْ تَتَوَلَّى عَمَلَهَا الاِجْتِمَاعِي اسْتِنَادًا فَقَطْ عَلَى مَدَاخِيل وَاجِبَاتِ انْخِرَاطِ الأعْضَاءِ وَمُسَاهَمَاتِهِمْ (الَّتِي لَمْ تُشَكِّلْ، خِلاَلَ السَّنَوَاتِ السِّتِّ الْخَوَالِي، إلاَّ 7.402.296 دِرْهَمًا، من أصْلِ 23.806.526 دِرْهَمًا، أيْ نِسْبَةِ 31% مِنْ مَجْمُوعِ تَمْوِيلاَتِ "التَّعَاضُدِيَّةِ")، وَمَا كَانَ لِ "التَّعَاضُدِيَّةِ الْوَطَنِيَّةِ لِلْفَنَّانِينَ" أنْ تُوَاصِلَ هَذَا الْعَمَلَ الاِجْتِمَاعِي لَوْلاَ الدَّعْمَ الْمُتَوَاتِرَ الَّذِي مَا فَتِئَتْ تَخُصُّهَا بِهِ كُلٌّ مِنْ وِزَارَةِ الثَّقَافَةِ وَوِزَارَةِ الاِتِّصَالْ، وَلَوْ بِنَوْعٍ مِنَ التَّفَاوُتِ عَلَى مُسْتَوَى الْغِلاَفِ الْمَالِي، وَعَلَى مُسْتَوَى الاِنْتِظَامِ..
وَبِهَذِهِ الْمُنَاسَبَةِ، لاَ يَسَعُ "التَّعَاضُدِيَّةَ الْوَطَنِيَّةَ لِلْفَنَّانِينَ" وَكُلِّ الْمُسْتَفِيدِينَ مِنْ خَدَمَاتِهَا إلاَّ أنْ يُنَوِّهُوا بِاعْتِزَازٍ كَبِيرٍ بِهَذَا الدَّعْمَ وَيُشِيدُوا بِالإرَادَةِ الْحُكُومِيَّةِ الْقَوِيَّةِ فِي مُسَانَدَةِ وَمُوَاكَبَةِ تَعَاضُدِتِنَا، وأن يتقدموا بجزيل التَّشكرات وجميلِ العرفانِ لوزيري الثقافة والاتصال وأطرِ وزارتَيْهما على مساهمتِهما في دعم التغطية الصحية للفنانينَ المغاربة، وأن يُنوهوا بِأطر وأطباء وممرضي المستشفياتِ العسكريةِ بالمغرب وعلى رأسهم المستشفى العسكري بالرباط لما يَسْدُونه جميعهم من حُسنِ العنايةِ وجليلِ الخدماتِ والتسهيلاتِ للفنانين الذين يتوافدون عليهم، وأن يشيدوا بما يقوم به وزير الصحة وأطر وزارة الصحة من أعمالٍ لفائدة عموم التعاضديات، وبما يبذُلونه من رعايةٍ للفنانين الذين يَلِجُونَ المستشفياتَ العموميةَ قصد العلاجِ والاستشفاءِ..
كَمَا يَحِقُّ للتعاضدية الوطنية للفنانينَ، بمناسبة عقد هذا الجمع العام الوطني، أن تستحضرَ باعتزاز مضامينَ الرسالةِ الملكيةِ الساميةِ التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله إلى المشاركين في المؤتمر التاسع عشر للفدرالية الدولية للممثلين، المنعقد بمراكش بتاريخ 23 أكتوبر 2008، حيث أشاد ملكُ البلادِ بتعاضديتِنا وبالدور الذي تقوم به لصالح الفنانين المغاربة، وَيَحِقُّ للتعاضديةِ الوطنيةِ للفنانينَ أنْ تَعْتَزَّ أيْضًا بالعطفِ والأريحيَّةِ والرعايةِ التي ما فتئ يَشْمَلُ بها عاهلُ البلادِ، جلالةُ الملكِ محمد السادس نصره للهُ، سائرَ الفنانينَ المغاربةَ، والإنْفَاقَ الذي يُغدِقهُ جلالتُهُ على التغطيةِ الصحية للفنانين، وخصوصا منهم الفنانين في وضعيةٍ صعبةٍ، أو من يعيشون حالاتٍ مستعصيةٍ.. كما تُحَيِّي التعاضدية الوطنية للفنانين بتقديرٍ عال حِرصَ صاحبِ الجلالةِ على تكريم المثقفين والمبدعين، وتكريسِ وضعهم الاعتباري في المجتمع، وسَعْيِ جلالتُه المتواصلِ إلى تحسين أوضاعِهُمُ وحَيَاتِهُمُ المعيشية بكرامة، وإبعادِهُمُ من الحاجة والفاقة وشَظَفِ العيشِ..
وَللهَ تعالى نسألُ أن يُوفِّق مَلِكَنا وُيسَدِّدَ خُطاه، ويَنْعَمَ عليه بدوامِ الصحةِ والعافيةِ وطولِ الْعُمْرِ، وَيَحْفَظَهُ وَيَحْفَظَ وَلِيَّ عهده الأميرَ المولى الحسن وصاحبَةَ السمو الأميرةَ للا خديجة، ويُقِرَّ عينَه بِصِنْوِهِ الْمَحْبُوبِ صَاحِبَ السُّموِّ الملكي الأميرَ مولاي رشيد وسائرِ الأسرةِ الملكيةِ الكريمةِ.
أيتها السيدات، أيها السادة..
كانت هذه، نظرةً بَانورامِيَّةً على مرحلةِ التأسيسِ لتجربةِ تَعَاضُدِيَّةٍ تَعَدَّتْ سِتَّ سَنَوَاتٍ، وَلاَ يَخْفَى على أحدٍ مَدَى الصعوباتِ التي رافَقَتْهَا، أمَامَ غِيَّابِ سَابِقِ تَجْرِبَةٍ في هَذَا الْمِضْمَارِ، وأمامَ ضعفِ، بَلْ غِيَّابِ ثَقَافَةِ التَّعَاضُدِ وَأخْلاَقِ الْعِنَايَةِ لَدَى عُمُومِ الْفَنَّانِينَ.
وَمِنْ أهَمِّ الصعوباتِ التي واجهتْ الممارسَةَ التعاضديةَ خلالَ مرحلةِ التأسيس هذِهِ، نَذْكُرُ بِعُجَالَةٍ:
1 - عَدَمُ التزامِ المتعاضدينَ بأداء واجبِ الاشتراكِ السنوي في الآجالِ القانونية، وأحيانا يَطَالُ هذا السلوكُ وَاجِبَ سنتين متتاليتين أو أكثَرَ، مما يَخْلُقُ مشاكل حقيقية عندما يكون المنخرطُ غيرُ المُسَوِّي لوضعيَّةِ انخراطِهِ في حَاجَةٍ مستعجلةٍ لِخَدَمَاتِ التغطيةِ الصحيةِ، وغالبا ما لا يَتَفَهَّمُ المنخرطونَ وَالْمُتَتَبِّعُونَ هذا الاستعصاءَ ويطلُبونَ من إدارة التعاضديةِ خرقَ القانونِ، والحَالُ أنَّ الْهَيْآتَ الْمُنْتَخَبَةَ لِتَسْيِيرِ شُؤُونِ التَّعَاضُدِيَّةِ الْوَطَنِيَّةِ لِلْفَنَّانِينَ (من مناديبَ ومجلسِ إدارةٍ ومكتبٍ) آلَتْ على نفسها إعْمَالَ القانونِ ولاَ شَيْءَ غيرَ القانونِ، لأنَّ أموالَ التعاضديةَ حَكْرٌ عَلَى الْمُنْخَرطينَ فَقَطْ، لاَ غَيْرْ، وهِيَ بِالتالِي مَسْؤُولِيَّةٌ على كاهِلِ هذه الْهَيْآتِ الْمُنْتَخَبَةِ، وأمَانَةٌ تَسْتَرْعِي وُجُوبَ الْحَقِّ عَلَيْهَا.
2 - بعضُ المنخرطينَ انقطعوا عن التعاضديةِ ولم يَفُوا بِاشْتِرَاكَاتِهُمُ السَّنَوِيَّةِ مُنْذُ مَوْسِمِ 2009 أوْ 2010، وحينَ يرغَبُونَ في استدراك الأمْرِ بَعْدَ أنْ يُصابوا أوْ يُصَابَ ذَوِيهُمُ بِمَرَضٍ، تَسْتعْصي عليهِمْ عمليَّةُ تسويةِ مَا بِذِمَّتِهِمْ مِنِ اشْتِرَاكَاتٍ سَنَوِيَّةٍ، حيث يتراكم عليهم الواجبُ استخلاصُه، وغالبا ما يَعْجِزُونَ عنِ التَّسْدِيدِ، وبالتالي يَحْرِمُونَ أنفسَهُمُ وَذَوِيهِمُ منْ خَدَمَاتِ التغطيةِ الصحيةِ.. ومن هؤلاء، وحتى من غير المنضوين في التعاضدية الوطنية للفنانين أصلا، من يلتجئون، مع الأسف، إلى أساليبِ الابتزازِ والتهجمِ والتحاملِ، كأن يَنْهَالُوا على التعاضديةِ وإدارَتِهَا وَمكتبِها بِوَابِلٍ مِنَ النَّقْدِ والسَّبِّ والافْتِرَاءِ، عبْرَ تصريحاتٍ كاذِبَةٍ في بعضِ المنابِرِ الإعْلاَمِيَّةِ، وَنَشْرِ مغالطاتٍ ممزوجةٍ بشعاراتٍ شَعْبَوِيَّةٍ، وَبَعْضُ المنابرُ الصحافيةُ بِدَوْرِهَا لا تَتَحَمَّلُ عَنَاءَ البحثِ والتَّقَصِّي، مع الأسفِ، بل إن بعضَ وسائلَ الإعلامِ تَنْقُلُ صورةً سيئةً وخاطئةً عن التعاضديةِ الْوَطَنِيَّةِ لِلْفَنَّانِينَ، وتُسيئُ لسمعةِ وكرامةِ الفنانينَ، بل وتُمْعِنُ في الإساءةِ والاستخفافِ والمَهَانَةِ، وثَمَّةَ أمْثِلَةٌ كثيرةٌ من الجانبينِ: الفنانونَ والصحافيونَ والمؤسساتَ الإعلامية. وهذا السلوكُ، مهما كان خاطئا ومُدانا، فإنه يُشَوِّشُ على التعاضديةِ وأعمالِها ومنخرِطِيها، ويُسيءُ لِصُورَتِهَا لَدَى المؤسساتِ والمجتمعِ. وللأسفِ الشديدِ ثَمَّةَ مؤسساتٌ وأوساطُ تَنْسَاقُ وراءَ هذهِ الأكاذيبِ والحملاتِ التَّضْليليَّةِ. إلاَّ أنَّ ثَمَّةَ مُنْخَرِطينَ وفنانينَ ومثقفينَ جِدِّيِّينَ، يُعِيدُونَ الأمورَ إلى نِصَابِهَا ويدافعونَ عنْ تَعاضدِيَّتِهِمُ ويصححونَ الأضاليلَ التي يَنْشُرُهَا تُجَّارُ الظلام وَالْيَأسِ وَذَوُو النفوسِ الضعيفَةِ.. وثمةَ أيضا صحافةٌ جديةٌ تواكِبُ وتراقِبُ وتلاحِظُ وتنتَقِدُ وَتُسَانِدُ في إطارٍ منَ الْمِهَنِيَّةِ وَالْمَعْقُولِيَّةِ، وَلَوْلاَ هَذَا الصِّنْفُ مِنَ الإعلامِ لَسَادَتْ صُورَةٌ سوداءٌ قَاتِمَةٌ في عيون المجتمعِ الفني عنِ التعاضديةِ..
3 - بعضُ المنظماتِ المهنية، وَبَعْضُ الشخصياتِ العموميةِ، وَحَتَّى بعْضُ المؤسساتِ الحكوميةِ يَلْجَؤُونَ، عَنْ حُسْنِ نيةٍ، إلى الضغطِ على إدارة التعاضدية من أجل تمكينِ فنانين من الاستفادة من خدَمَاتِ تغطيةٍ صحيةٍ غيرِ مُسْتَحَقَّةٍ، لأنَّ هَؤُلاَءِ الْفَنَّانُونَ غَيْرُ مُنْخَرِطينَ أصْلاً. مما يُفسرُ أن الجسمَ الفني والثقافي وَالْمِهَنِي، والمجتمعَ عمومًا، لم يُقَدِّرُوا بَعْدُ بِالشَّكْلِ الْكَافِي، وَلَمْ يستوعِبُوا بَعْدُ مَعْنَائِيَّةَ التَّعَاضُدِ، عِنْدَمَا يُغَلِّبُونَ الجانبَ العاطفي أحْيانا، والشَّعْبَوِي غَالِبًا، والْمُغَرِّرُ في كل الحالات حين يَشُدُّ التعاضديةَ الوطنيةَ للفنانينَ إلى الوراءِ وَيُشَوِّشُ على مَسْعَاها وَمَنْهَجِهَا وَنَهْجِهَا في تدبير أمورِ مُنْخَرِطِيهَا وَاشْتِرَاكَاتِهِمُ بِعَقْلاَنيَّةٍ وبقَانُونٍ.
4 - بعض المصحاتِ الخاصة المنضوية تحت لواء جمعية أرباب المصحات والمتعاقدة بشراكة مع التعاضدية الوطنية للفنانين، ترفض استقبال وتعبئة ملفات "ضمانة التعاضدية" la prise-en-charge للفنانين المرضى الذين يلتجئون إليها، ويُفْرِضُونَ عَلَيْهِمُ الإدلاءَ بشيك على بياض، أو شيك على سبيل الضمان، ضِدًّا فِي الْقَانُونِ.. كَمَا أنَّ بعضُ المصحاتِ لا تحترم التسعيرةَ الوطنيةَ المرجعيةَ المعتمدَةَ من قبل وزارة الصحة، بدعوى أن تلك التسعيرة باتت متقادمةً ولا تُوافق مستلزماتَ ومستجداتَ "السوقَ" الصحية والاستشفائية، الشيءُ الذي لا يتحمله الفنانون ولا يتفهمه المنخرطون الذين يطالبون التعاضدية بتسديد تعويض يغطي الفارق بين التسعيرة الوطنية المرجعية وبين المبلغ المتبث في الفاتورة، مما يتنافى مع القانون الداخلي وما سنَّهُ في شأنِ "سِلَّةِ الْعِلاَجَاتِ".. وهذا يستلزم فتح حوار جدي بين التعاضدية ومهنيي وأرباب المصحات الخاصة ورُبَّمَا يَسْتَلْزِمُ طَلَبَ تَحْكِيمِ وزارة الصحة لرَفْعِ هَذَا الْغُبْنِ.
5 - من بين الصعوبات أيضا، الخللُ الذي سببه اطِّرَادُ مُجملِ تمويلاتِ التعاضدية من دعم وإعانات، بنشازاتٍ أرْبَكَتْ أدَاءَ "التَّعَاضُدِيَّة"، حيث تَرَاوَحَتْ بَيْنَ التَّنَامِي وَالتَّرَاجُعِ، فَأسْفَرَتْ فِي سَنَوَاتِ 2009 وَ2010 وَ2011 وَ2012 وَ2013، حُيَالَ السَّنَةِ السَّابِقَةِ لَهَا (الْفَارِقُ بَيْنَ n وَn-1) عَنْ نِسَبِ تَنَامٍ وَنُكُوصٍ بِ 67-%، ثُمَّ 291+%، ثُمَّ 50-%، ثُمَّ 11+%، فَ 0%.. الشيءُ الذي يَقْتَضِي تدقيقَ عمليةِ الدعم بمراجعة مقتضيات اتفاقيتي الدعم بيننا وبين وزارتي الثقافة ووزارة الاتصال.
هذه، إذن، جملة من الإكراهاتِ والصعوباتِ التي واجهها المكتبُ المسيرُ للتعاضديةِ الوطنيةِ للفنانين بِصَبْرٍ وَتَبَصُّرٍ، مقرونَيْنِ بنوعٍ من الحزم والصرامَةِ، خدمةً لمصالحِ الفنانات والفنانين المتعاضدين.
أيتها السيدات.. أيها السادة..
بعد اكتسابِ خبرة لا بأس بها في تسيير وتدبير التعاضدية الوطنية للفنانين، والوقوفِ عن كثب على جُلِّ الصعوباتِ وَالْمُثَبِّطَاتِ، ومعرفةِ كلِّ المتطلباتِ والحاجياتِ؛
وبعد تقييم وتقويم التجربة بما حققته من انتصارات ومكتسبات للأسرة الفنية المغربية، وكذلك ما شهدته من إخفاقاتٍ وإكراهاتٍ، لا سيَّما على مستوى تعبئةِ المواردِ الماليةِ الكافيةِ لِتَدْبِيرِ خَدَمَاتِ التَّغْطِيَّةِ الصِّحِّيَّةِ أنْجَعَ تَدْبِيرٍ؛
واعتبارا أن التعاضدية الوطنية للفنانين تشكل تجربة فريدة ورائدة على الصعيد الدولي؛
وتقديرا للإشادة الملكية السامية بهذه التجربة الفتية؛
وسعيا نحو الحفاظ عليها كمُكتسَبٍ وكممارسة اجتماعية تضامنية مُواطنة وناجحة؛
وبغية تطويرها وتنميتها للمزيد من ضمان الرعاية الصحية للفنانين والمبدعين وتحسين الخدمات الصحية؛
وتعميقا للشراكات الإيجابية التي حققتها؛
اعتبارا لكل ذلك، نرى في مجلس المناديب والمجلس الإداري والمكتب المسير المنتهية وِلايَتُهُمُ، الإدلاءَ ببعض المقترحاتِ والتوصياتِ التي من شأنها تعميقَ وتوطيدَ وتجويدَ العلاقةِ بين التعاضدية ومنخرطيها، وفيما يلي أهمُّها:
1 -اعتبارُ المرحلةِ القادمةِ، أيْ مرحلَةُ ما بعد التأسيس، مرحلةَ الْمُراجعةِ للتقدمِ نحوَ الأمامِ على المستوى التنظيمي والإداري واللوجيستيكي، بما في ذلك ضرورَةُ مراجَعَةِ النُّظُمِ الأسَاسِيَّةِ والقانون الداخلي بِمَا يستجيبُ لمتطلباتِ المرحلةِ وبما يُعَمِّقُ حِسَّ الِجِدِّيَّةِ والحَزْمِ اللذَيْنِ انْتَهَجَتْهُمَا التعاضديةُ الوطنية للفنانين مُنذُ التأسيسِ.
2 - مراجعةُ بعض المبادئ التي قامت عليها "التعاضدية المناضلة"، وتحويل هذا الشعارِ الذي كان شعارًا للمرحلَةِ إلى شعارٍ يحمل قيمَةً مضافة تتلخص في "تعاضدية مواطنة".
3 - تَتِمُّ ترجمةُ هذا الشعارِ إلى مبادئَ جديدةٍ تُراعي أن السِّتَّ سَنَوَاتٍ الخَوَالِي كَافِيَّةٌ لسائرِ الفنانينَ، بمختلفِ قطاعاتِهمُ الْمِهَنِيَّةِ، من أجل أن يَطَّلِعُوا ويَعْرِفُوا ويُخْبِرُوا التَّعَاضديةَ، بمعنى أنه لم يَعُدْ ثَمَّةَ مَجَالٌ للتَّسَاهُلِ مَعَ الفنانين المحترفين الذين لم يلتحقوا بَعْدُ بالتعاضدية، (من غير الشباب الجدد في الميدان الفني)، وعلى التعاضدية أن تُسِنَّ قانونا تنظيمِيًّا للانخراط أكثر عدلا وديمقراطية، بِحَيْثُ لَيْسَ منَ العَدْلِ أنْ يَتَمَتَّعَ الفنانُ الملتحِقُ بشكلٍ متأخِّرٍ بنفسِ الحقوقِ التي يتمتع بها الفنانون المؤسسون والمواكبون والذين شكلت اشتراكاتُهُمُ رأسمالا حقيقيا للتعاضدية، لأزْيدَ من سِتِّ سنواتٍ.. من ثَمَّةَ لا بُدَّ من إحْقَاقِ الْحَقِّ بِفَرْضِ جَزَاءَاتٍ بِمَثَابَةٍ "مُسْتَحَقٍّ تَضَامُنِيٍّ" على كل من تَخَاذَلَ عن الانخراطِ التَّضَامُنِيِّ في التعاضدية، عِنْدَمَا كانت في حاجة لَهُ، ولم يلجأ إليها إلاَّ حين أصبحَ في حاجةٍ لَهَا.
4 - العمل على تعميق التواصل بين المكتب المسير للتعاضدية وسائر المنخرطين بمختلف الجهات، اعتمادا على وسائل الاتصال الحديثة والناجعة، بما في ذلك التفكيرُ إن أمْكَنَ في إحداث مكاتبَ جهويةٍ للتعاضدية.. وَكَذَا العملُ على تعزيز الموارد البشرية للتعاضدية بما يستجيب لتطلعاتها ومتطلباتها الجديدة.. وَكَذَا العملُ على تعزيزِ مقر التعاضدية بتجهيزات جديدة معلوماتية واتصالاتية ملائمة للتطورات والحاجيات.
5 -التفكير بجدية في السبل الكفيلة لتفعيل دور المناديبَ وَأعْضَاءِ الْمَجْلِسِ الإدَارِي من أجل استثمار الطاقات المتوفرة لضمان تجويد الخدمات وتحسين وتعميق التواصل.
6 - التفكيرُ في خلق مسلك سيار بين التعاضدية ووزارة التشغيل والشؤون الاجتماعية.
7 - الترافع لدى الحكومةِ من أجل تطوير دعمها للتعاضدية والرفع من حجم المبلغ المالي للمنحة المخصصة للدعم من قبل وزارتي الثقافة والاتصال، ومراجعة اتفاقيات الشراكة المبرمة بينها وبين التعاضدية.
8 - تنويعُ وتعبئةُ المواردِ المالية يقتضي أيضا الاتصالَ بكل المؤسساتِ الثقافية والفنية، والمؤسسات الحكومية، والمقاولات الكبرى التي تشغل الفنانين، من قبيل القنوات التلفزيونية العمومية، والمركز السينمائي المغربي، والمكتب المغربي لحقوق المؤلف، والمسرح الوطني محمد الخامس، وبعضُ الفاعلين الاتِّصَالاتِيِّينَ، وبعضُ كبارِ المنتجين في السينما والدراما والموسيقى..
9 - اعتبارُ فَرَضِيَّةِ تنَامِي المستفيدينَ من خدمات التعاضدية الوطنية للفنانين وتنامي التكلفة المترتبة عن ذلك بِ 10% في السنة، فرضيةً معقولةً، والتأهُّبُ إلى توفيرِ حاجياتٍ ماليةٍ عن طريق التمويل الذاتي والدعم والإعانات بما تُقَدَّرُ عَتَبَتُه ب 6.600.000 دِرْهَمًا فِي مَتَمِّ 2015، ثُمَّ 7.300.000 دِرْهَمًا فِي مَتَمِّ 2016، ثُمَّ 8.000.000 دِرْهَمًا فِي مَتَمِّ 2017، ثُمَّ 8.800.000 دِرْهَمًا فِي مَتَمِّ 2018، ثُمَّ 9.700.000 دِرْهَمًا فِي مَتَمِّ 2019، فَ 10.700.000 دِرْهَمًا فِي مَتَمِّ 2020..
10 - العمل على تَوَفُّرِ التَّعَاضَدِيَّةِ عَلَى "ذُخْرٍ احْتِيَّاطِي" fonds de réserves، تَحَسُّبًا لأيِّ طَارِئٍ، بتقدير 2.000.000 دِرْهَمًا، كَعَتَبَةٍ لهَذَا "الذُّخْرِ الاحْتِيَّاطِي"، سَتَعْمَلُ قِيَّادَةُ التعاضدية الوطنية للفنانين الْمُقْبِلَةُ عَلَى الْحِفَاظِ لَهُ عَلَى كُنْهِهِ وَغَايَتِهِ وَنِهَايَتِهِ كَ "ذُخْرِ احْتِيَّاطِي".
وَللهُ وَلِيُّ التَّوْفِيقِ..
وَالسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ للهِ تَعَالَى وَبَرَكَاتُهُ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.