لا أحد خفف الطلقات على الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، لأن أبناءه وبناته اهتزوا دفاعا عن تاريخهم في الحقوق. لا أحد تساهل مع قليل من الموضوعية المحتملة في نفسه، وتركها تخاطبه وتقول له « كم هم رائعون هؤلاء الاتحاديون والاتحاديات وهم ينتفضون على قانون، حتى وهو يقدم باسمهم.. وحتى وهو يرتبط باسم واحد منهم. كم هم رائعون في حبهم لحريات المغاربة، قديما وحديثا ومستقبلا.. لا أحد،، فقط يصفقون علينا عندما نطلق النار.. علينا، ثم يصفقون مجددا ويدلونا على قبر لكل واحد منا.. ويؤبنونا بكلام جميل. كم أنتم رائعون في أكفانكم، وكم أنتم فاتنون. حقا، إن الاتحادي الجيد هو الاتحادي الميت… هؤلاء الذين اكتشفوا الغيرة الكبيرة على الاتحاد، كلما وجدوا رفشا أو معولا وهدموه به، أولئك الذين فتحوا له قسما في البراعة التشريحية ومستودعات لوضع تراثه، هؤلاء الذين يعودون في كل موسم، بنفس النحيب وبنفس النشيج، على ما لم يتبق من الاتحاد، ماذا لو قالوا إن الاتحاديات والاتحاديين لم يتساهلوا مع أنفسهم، حتى وهم يستحضرون المطبات والأحاييل التي وضعت لهم والفخاخ التي كان وراءها نقص المروءة وفقر الرجولة السياسية. كل الاتحاديين.. يذكرون أنهم ليسوا في حاجة لكي تعيش البلاد أزمة أو صعوبة سياسية لكي يستعجلوا موتهم ونهايتهم وشيطنتهم.. ومن الناس من كتب أطروحاته عن الصراعات الجيواستراتيجية إلى حين تجريب الخيال في تاريخ الاتحاد مند بدأ، ولم ينتظر من الحالة الراهنة سوى سبب مرحلي لكي يقول ما اختزنه، شرقا وغربا، من حقد على حركة الاتحاد الكبيرة.. فيا أيها الذين تدعون أنكم تفهمون في التحليل السياسي وفي التخصص الاتحادي، تغلبوا قليلا على أنفسكم واعترفوا للاتحاديين بحيوية الدفاع الدائم عن الحرية، مهما التبست المرحلة، ومهما اختلطت الأوراق..
