في عرضه الما قبل الأول.. فيلم قرعة دميريكان يحتفل ب«أولاده» و«عريسه» المخرج هشام ركراكي

« مساء المحبة مساء الفن والسينما، طبعا هذا عرض أول لفيلم أول لمخرج أتبث مكانته في الساحة السينمائية المغربية وهو لا زال شابا»، بهاته القولة افتتح المخرج والناقد عبد الإله الجوهري الأمسية، التي عرفها المركب السينمائي ميغاراما مساء يوم الإثنين 16 ماي الماضي، بمناسبة العرض الماقبل الأول لفيلم «قرعة دميريكان» للمخرج هشام ركراكي.
وقد تم بث الفيلم الذي أنتجته شركة «نيو لاين بروداكشون» بمساهمة «داون فيلمز» وتوزيع «كنال4، بالقاعة 6 من المركب السينمائي ميغاراما بعد أن تم تقديم فريقه الفني والتقني من طرف عبد الإلاه الجوهري بمعية سناء التي نادى عليها لمرافقته في مهمة التقديم.
بدورها شكرت سناء، التي اشتغلت في الفيلم ضمن الفريق التقني، عبد الإله واعتبرت أنه شرف لها التقديم إلى جانبه من خلال هاته المنصة، ورحبت هي الأخرى بالحضورو رجال الإعلام على المواكبة و أضافت بأن أجواء العروض والمهرجانات تم افتقادها بسبب ظروف الحجر الصحي، كما شكرت، أثناء مداخلتها، المخرج السينمائي هشام ركراكي الذي، على حد قولها، كان بالإمكان له، وهو المعروف أيضا دوليا، أن يستعين بفريق عمل أجنبي، لكنه منح ثقته لفريق عمل شاب .
وفيلم « قرعة دمريكان» ،الذي بدأ عرضه في القاعات السينمائية في كل من الدار البيضاء ومراكش والرباط وطنجة وفاس وتطوان، ابتداء من الأربعاء 18 ماي الماضي، هو عبارة عن كوميديا عائلية، إذ يتضمن مجموعة من المواقف الاجتماعية في قالب كوميدي.
و تحكي قصة الفيلم عن صديقين حميمين، لبيب (هشام بسطاوي) وحبيب (فيصل عزيزي)، يوحدهما حلم مشترك هو التطلع إلى حياة أفضل ولتحقيق حلمهما يقرران المشاركة في «قرعة أمريكا»، متعاهدان على شعار «نهاجر معًا أو نبقى معًا». لكن الحظ يحالف لبيب، بينما يصاب حبيب بخيبة أمل كبيرة، ويرى حلمه الأمريكي يتلاشى إلا أن صديقه لبيب سيقترح عليه التنكر بزي امرأة ليصطحبه معه على أساس أنه زوجته، فتقودهما أحداث الفيلم إلى مغامرات.
وقد سعى المخرج من خلال فيلمه إلى تسليط الضوء على فكرة التشبه بالجنس الآخر قصد التنكر، وبالتالي، فحسب التعريف الرسمي للفيلم، فهذا الأخير يتوفر على كل المكونات ليجمع الجمهور حول لحظات رائعة من المتعة، إذ يضحك ويلامس المشاعر في نفس الوقت، ويطرح عدة قضايا لمعالجة مشاكل المجتمع، حيث يسود بين غالبية الشباب شعور بالإحباط والإقصاء.
ولتنفيذ فيلمه الكوميدي الطويل، استعان المخرج هشام ركراكي، بفريق فني بصم مساره الفني بقوة أو سائر في طريق ذلك، وشمل ثلة من الممثلين الموهوبين مثل: فيصل عزيزي (المغني والممثل الذي شق طريقه بأغانيه وأعماله داخل وخارج الوطن) و عزيز حطاب (الممثل المغربي الذي نحت إسمه في المسرح مع الراحل الطيب الصديقي واشتهر لدى المغاربة من خلال الافلام و المسلسلات العديدة)
فضلا عن هاشم بسطاوي وفاطمة الزهراء بلدي وحسناء المومني ونفسية الدكالي وسعاد النجار ومحمد حميمصة وحميد النيدر
ووقفت الجريدة على تواجد مكثف للحضور بحيث ضم جمهور من أجناس مختلفة، ومهتمين بالشأن الفني، ونجوم الفيلم والإعلاميين والصحفيين من مختلف المنابر فضلا عن نجوم الساحة المغربية من مخرجين وممثلين .. مثل سعيدة باعدي وحميد باسكيط، بديعة الصنهاجي، فاطمة خير، سعد التسولي..
وتم استقبال فريق عمل الفيلم و المناداة على كل التقنيين الذين شاركوا فيه ومتواجد في القاعة 6، للإلتحاق بهم على خشبة المسرح للتعريف بهم وأخذ صورة جماعية، تحت فلاشات وكاميرات وتصفيقات الحضور، منهم من كان متواجدا ومنهم من غاب، ومن بين هؤلاء التقنيين:
أمين شوكاح و لطفي أيت الشاوي و أنيس الركاب، وزكرياء الطويل و عبد الله الوزاني الشاهدي، و سعيد الكونتي، والمنتج المنفذ مروان الراضي، و»ناش» وبشرى الساخي و سعيد حمومي و أيضا المنتجين المشاركين في هذا العمل بالرغم من عدم حضورهم تمت تحيتهم لانهم على حد قول عبد الإله الجوهري «يساندون السينما المغربية و هم أساسا: كريم بوعبيد، عبد الحفيظ بلافريج، و»جيمي» ..
ثم مرا إلى تقديم اللائحة الفنية وإلى تقديم الفنانين الذين أدوا الأدوار في الفيلم، عزيز حطاب وفيصل عزيزي و»الشاب الوجدي» محمد حميمصة و فاطمة الزهراء بلدي و حسناء المومني و كذا نفيسة الدكالي والطفل إبراهيم بدر، و حميد النيدر وكريم دواليزال و يونس الركاب و سناء قدي و مريم حريري ثم أبناء مدينة قنيطرة وغيرهم..
و اقترح الجوهري أن يتم تهنئة «ميغاراما» بمناسبة عيد ميلادها ال28 الذي تزامن مع التظاهرة، كما لم يفته تقديم شكر خاص لإيمان المصباحي بصفتها «المخرجة و الممثلة التي بدأت مسيرتها منذ صغر سنها من خلال مشاركتها في أفلام والدها المخرج الراحل عبد الله المصباحي، و تابعت دروسها في السينما بالقاهرة كما هي حاصلة على شهادة في علم النفس، والقليلة الظهور والكلام لكنها الحاضرة وتسهر على توزيع عدد كبير من الأفلام المغربية وتعطي دعم خاص لهاته الأخيرة، وتعرف كيفية توزيعه»
تم أيضا المناداة على صاحب الفيلم المخرج هشام الركراكي، أو «عريس الأمسية» كما تم نعته في التقديم، الذي سعد بالجميع وأكد على أن الناس الذين مارس معهم الفن قريبين من قلبه، كما رحب بكل محبي «السينما والفن الراقي» وتمنى أن يعجب عمله الجمهور لأنه «صنعه بحب كبير وبمعية أشخاص مهنيين (حرايفية) ومبدعين أضافوا للفيلم الشيء الكثير وساعدوه في عمله» ، وأصر على أن يشكر شخص لا يمكن أن ينسى جميله اشتغل إلى جانبه لسنوات، و كان رئيسه لكن في نفس الوقت يعتبر بمتابة أخ له وهو كريم بوعبيد ونعته ب»الرجولة من الطفولة» وختم بشكرخاص لأسرته الصغيرة على مؤازرتها له ونادى على ابنته الصغرى سمية الركراكي .
من جهة أخرى لاحظ منبرنا عدم حضور الفنانة سعاد النجار وزوجة الراحل مصطفى بسطاوي التي شاركت في الفيلم، ولا الفنان هشام بسطاوي الذي يلعب دور أساسي أمام فيصل عزيزي وعزيز حطاب، بل لا توجد صورته في أفيش الفيلم الذي ابرز فقط فيصل عزيزي بدوريه وعزيز حطاب.
كما وقفت الجريدة على تواجد مجموعة من الفنانين سواء داخل أو خارج القاعة قبل العرض بحيث تم تصويرهم والتواصل وإجراء حوار معهم من بينهم: المخرج حسن بنجلون، منى فتو،هشام العسري، نجاة الوافي، عثمان التاقي الذي أدى دور جمال في سيتكوم «للافاطمة» ، فاطمة الزهراء أحرار، تامي جناح، رشيد الوالي وهشام الوالي ثم مصمم الأزياء المغربي العالمي عبد الحنين الرواح..
واغتنمت الفرصة لمحاورة نفيسة الركراري قبل بداية العرض وهي مشاركة في الفيلم وتعتبر من الرواد، إذ صرحت بأنها جد سعيدة بهذا العمل وتقدم شكر خاص لمن اعتبرته أخ وصديق وهو المخرج الركراكي الذي تكن له الكثير من التقدير لأنه يقدم دائما الجديد في أعماله، مشيرة لكونه يعطي مساحة كبيرة للفنانين للإبداع، وهذا جعلها هي شخصيا تحس بالراحة كونها معروفة في الوسط الفني بأداء أدوارها بصدق، مؤكدة أنها تشتغل بقلبها و أنها من أبناء مدرسة مسرح الرواد أمثال حبيبة المذكوري و أمينة رشيد و العربي الدغمي..رحمة الله على الجميع وكلهم أساتذتها.
واستردفت نفيسة الدكالي، مفسرة، بأن طريقة تعامل المخرج هشام الركراكي مع الفنانين جعلتهم يبدعون ويعيشون اجواء تصوير عائلية وتمنت النجاح للفيلم، بل تنبأت له بذلك، بدليل الحضور الكثيف لهذا «العرس» ولأن به تقنيات جديدة ووجوه جديدة وشابة صاعدة. وأضافت الفنانة بانها لم تغب عن الساحة بل اصيبت فقط بوعكة صحية مؤخرا ، لم يعلم بها أحد وبينما كانت ماكثة في منزلها بمدينة الصويرة. لكنها هي الأن بصحة جيدة وأخر أعماللها كان في 2019 من خلال مسلسل «قصر الباشا» الذي أخرجه أنوار معتصم سنة2019 ، تلاه فيلم «قرعة دميريكان» .
وللتذكير فالمخرج هشام ركراكي أثبت وجوده من خلال أفلام قصيرة فازت بعدة جوائز والأن يخرج بأول عمل روائي طويل، وهو من مواليد مدينة الرباط سنة 1967، و بعد دراسة الأدب والمسرح في المغرب وإنجلترا، التحق بالسينما وبدأ كمساعد إنتاج لمدة ثلاثين عاما، عمل فيها بالخصوص مع الإنتاجات الأجنبية الضخمة والتي كانت بمثابة دورة تعليمية احترافية مستمرة، تلقن فيها أبجديات السمعي البصري ومعرفة صناعة السينما،أتاحت له هذه الحياة المهنية الغنية فرصة الاشتغال كإطار وطني كفؤ في أعمال المخرجين والمنتجين الكبار مثل مارتن سكورسيزي والسير ريدلي سكوت، كما أن قدراته على الابتكار والتكيف واستعداده لخوض التحديات، جعلت منه مديرإنتاج، ومخرجا، وأستاذا متعاقدا بالمعهد العالي للمهن السمعية والبصرية والسينما بالرباط.