بما أن القانون المنظم للمهرجان الوطني للفيلم، الذي ستحتضن مدينة طنجة دورته القادمة من 17 إلى 25 أكتوبر 2025، لا يتضمن أي بند يشترط في الأفلام المرشحة للمشاركة في مسابقاته الرسمية أن يكون عرضها هو أول عرض عالمي عمومي لها بالمغرب، أي لم يسبق عرضها للعموم في قاعة أو مهرجان أو منصة إلكترونية، فإن غياب هذا الشرط يشجع البعض على التعامل بنوع من الازدراء مع مهرجاننا الوطني، خصوصا الشركات التي استفادت من دعم عمومي لأفلامها قبل أو بعد الإنتاج. وهكذا نلاحظ فيما يخص الأفلام الروائية الطويلة، المرشحة هذه السنة للمشاركة في المسابقة الرسمية الخاصة بها، أن أغلبيتها (أكثر من الثلثين) سبق عرضها داخل أو خارج المغرب في المهرجانات أو القاعات السينمائية وحصل بعضها على جوائز هنا وهناك. نذكر من هذه الأفلام ما يلي: «حب في الداخلة»، «راضية»، «المرجا الزرقا»، «في حب تودا»، «روتيني»، «كازبلانكا/دكار»، «الممثلة»، «الأميرة الأخيرة»، «الربحة»، «طحالب مرة»، «حرب الستة أشهر»، «الوصايا»، «أتومان»، «البطل»، «بنت الفقيه»، «حادة وكريمو»، «أوتيسطو»، «البحر البعيد». أما الأفلام الجديدة التي من المحتمل عرضها لأول مرة عالميا ضمن أنشطة الدورة 25 لمهرجاننا الوطني (داخل المسابقة أو خارجها) فهي: «موفيطا» (2025) لمعدان الغزواني، «أرض الملائكة» (2025) لرشيد فكاك، «عزيزي الصغير» (2025) لكريمة الكنوني، «شذرات» (2025) لعبد الإله زيرات وجنان فاتن محمدي، «أفريكا بلانكا» (2025) لعز العرب العلوي، «يوم طويل» (2025) لحكيم القبابي، «بحال اللي كيضحكو» (2025) لمحمد السعدي. إن غياب الشرط المذكور أعلاه في قانون المهرجان الوطني للفيلم هو الذي يجعل المخرجات والمخرجين يفضلون التجول بأفلامهم في مهرجانات سينمائية خارج الوطن وفي نهاية المطاف يرشحونها للتباري داخل مسابقاته. والغريب في الأمر أنه في حالة عدم انتقائها للمشاركة في المسابقة الرسمية واختيار بعضها فقط للعرض داخل فقرة «بانوراما» تثور ثائرتهم ومنهم من يرفض عرضها خارج المسابقة. وبالمقابل نجد القانون المنظم للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، وهو ثان مهرجان سينمائي بالمغرب مصنف في فئة (أ) إلى جانب المهرجان الوطني للفيلم، يشترط في الأفلام المغربية الجديدة المرشحة للعرض في فقرة البانوراما أن يكون هذا العرض هو أول عرض عالمي عمومي لها بالمغرب. ولعل هذا الشرط هو الذي جعل بعض المخرجين يفضلون المشاركة بأفلامهم الجديدة في «بانوراما» مهرجان مراكش ويؤجلون مشاركتها في مهرجاننا الوطني إلى السنة القادمة. ومن المحتمل أن يكون من بين هؤلاء حكيم بلعباس وفيلمه الجديد «حكاية ميم» ونور الدين لخماري وفيلمه الجديد «ميرا» وغيرهما. أما الأفلام المغربية الجديدة، التي تستوفي شروط المشاركة في المسابقة الرسمية للدورة 22 لمهرجان مراكش (28 نونبر- 6 دجنبر 2025) المخصصة للأفلام الأولى أو الثانية لمخرجيها التي لم يسبق عرضها بإفريقيا الشمالية والشرق الأوسط، فمنها: «شلومو» (2025) لمحمد مروازي و»شتاء بارد» (2025) لغزلان أسيف و»الممر» (2025) لمحمد أمين بنعمراوي، في حالة ترشيحها طبعا، و»إلدورادو» لعلاء الدين الجم، إذا كان جاهزا للعرض، وغيرها… هذا بالإضافة إلى فيلم «بشرى» (2025) لمريم بناني وأوريان باركي، الذي سيعرض لأول مرة عالميا بالدورة 50 لمهرجان تورنتو السينمائي الدولي (4- 14 شتنبر 2025) بكندا. تجدر الإشارة إلى أن الفيلم الثالث لمريم التوزاني «شارع مالقة» (2025) سيعرض لأول مرة عالميا يوم 29 غشت الجاري خارج المسابقة الرسمية للدورة 82 لمهرجان البندقية السينمائي الدولي (27 غشت- 6 شتنبر 2025) في قسم «تحت الأضواء»، في حين سيشارك الفيلم الجديد «أوتيسطو» (2025) للمخرج جيروم كوهن أوليفار في المسابقة الرسمية للدورة 18 لمهرجان الفيلم الفرنكوفوني بأنكوليم، حيث سيعرض لأول مرة عالميا يوم الخميس 28 غشت الجاري بهذا المهرجان الفرنسي. في الأخير أتساءل: أليس من حق جمهور العرس السينمائي الوطني السنوي (مهرجان طنجة) أن يكون له السبق في مشاهدة أفلامنا الجديدة؟ أليس بالإمكان إلزام أصحاب الأفلام المستفيدة من الدعم العمومي، على الأقل، بإعطاء المهرجان الوطني للفيلم حق احتضان العرض العالمي الأول لأفلامهم؟ نتمنى من الإدارة الجديدة للمركز السينمائي المغربي أن تعيد النظر في القانون المنظم لمهرجاننا الوطني للفيلم وأن تدخل تعديلات في الشكل والمضمون على البرنامج العام لهذا المهرجان العتيق (1982- 2025) وأن تطور موقعه الإلكتروني الباهت وتجعله جذابا وغنيا بالمعطيات والصور والملصقات وغير ذلك، خاصة خانة الأرشيف التي تؤرخ للدورات السابقة للمهرجان…