صدر مؤخرا كتاب «الحرب الباردة الجديدة .. كيف يهدد الكرملين روسيا والغرب» للكاتب والمحلل البريطاني ادوارد لوكاس عن دار بلومسبري للنشر لندن 2009، ويتناول عبر 384 صفحة عودة روسيا الي الساحة الدولية بقوة بعد سنوات المرض عقب انهيار الاتحاد السوفياتي. ويؤكد لوكاس أنه رغم انتهاء الحرب الباردة منذ تسعينات القرن الماضي عقب انهيار الاتحاد السوفياتي ومنظومته وبات روسيا تعرف بـ»الرجل المريض» في أوروبا خلال حقبة الرئيس الروسي بوريس يلتسين الباحث عن رضا الغرب إلا أن الوضع تغير كلية الأن. ويوضح المؤلف أن فلاديمير بوتين أستطاع بعد الوصول الي سدة الحكم عام 1999 الي يعيد للدب الروسي بريقه السياسي، ساعدة كثيرا تضخم أسعار البترول والغاز لتزداد قوة روسيا الغنية بالطاقتين لتطل برأسها مجددا بقوة علي المسرح الدولي حيث باتت المغذي الأول لدول القارة العجوز وبات يمتكل ورقة ضغط قوية. وتابع أن ولاية بوتين رافقتها ارهاصات حرب باردة جديدة حيث رفعت روسيا رأسها المطأطأة من جديد وعارضت السياسة الغربية خاصة فيما يتعلق بتوسيع إطار الحلف الأطلسي وتهميش الدور الروسي فيما يخص شؤون العالم. وأضاف لوكاس أن فترة بوتين شهدت منعطفا جوهريا حيث عودة مركزية الدولة ومكنه زيادة أسعار مواد الطاقة ليس من تسدد ديونها فقط وانما امتلاك احتياطي نقدي هائل استثمرته في المشاريع الأوروبية التي فتحت له ابواب كثيرة. ويقرع لوكاس ناقوس الخطر في « الحرب الباردة الجديدة» حيث أخطأت اوروبا في التعامل مع العملاق الروسي النائم وعاملته كغيره من البلدان، ومنحه فرصة المبادرة في الحرب الجديدة حيث اختلفت المعطيات من سباق نووي الي تفوق روسي في امتلاك الطاقة ليخلص الي أن المواجهة الإيديولوجية بين روسيا والغرب قد غيّرت من مظهرها، لكنها لم تنته وهذه المرة تبدو إرادة المقاومة في الغرب ضعيفة.