في زمنٍ صار فيه الصوت الرقمي أقوى من أي منبر تقليدي، برز جيل "Z" في المغرب كقوة جديدة تطالب بالشفافية، والمحاسبة، وكشف الحقيقة كاملة بشأن الأحداث الأليمة التي وقعت في القليعة ليلة 1 أكتوبر 2025. هذا الجيل، الذي وُلد في عصر التكنولوجيا والحرية الرقمية، لم يعد يكتفي بما يُقال في البيانات الرسمية أو ما يُنشر في وسائل الإعلام، بل يسعى إلى بناء روايته الخاصة استنادًا إلى الأدلة، الفيديوهات، والشهادات الموثوقة. ومن خلال شبكات التواصل الاجتماعي، أطلق شبابٌ من مختلف المدن حملات إلكترونية تطالب ب"العدالة للجميع" و"كشف الحقيقة دون تلاعب أو انتقائية". جيل "Z" لا يبحث عن المواجهة، بل عن الشفافية والمسؤولية. فبالنسبة له، العدالة لا تتحقق بالصمت، بل بمواجهة الواقع بشجاعة، وسماع أصوات الضحايا وعائلاتهم، واحترام حق المجتمع في معرفة ما جرى بالفعل تلك الليلة. من خلال هذا الوعي الجماعي، يُظهر شباب اليوم أن القيم الحقوقية لم تعد حكرًا على النخب أو المنظمات، بل أصبحت جزءًا من هوية الجيل الجديد، الذي يرى في التكنولوجيا وسيلة لخدمة الحقيقة وليس لتزييفها. إن ما يميز هذا الجيل هو إيمانه بأن العدالة لا تتجزأ، وأن كشف الحقيقة لا يهدف إلى إثارة الفتنة، بل إلى إرساء الثقة بين المواطن والدولة، وتحقيق مصالحة قائمة على الوضوح والإنصاف. جيل "Z" اليوم لا يصرخ في الشارع، بل يُدوّن، يُوثّق، ويُطالب... إنه جيل الوعي الرقمي الذي قرر أن لا يُنسى أحد بعد الآن.