يشتكي عدد كبير من زبناء اتصالات المغرب من خلل متواصل يجعل الجهاز الصوتي المخصّص للاستقبال يطالبهم بتسوية وضعيتهم، رغم أنهم أدّوا فواتيرهم بالكامل وفي الآجال المحددة. والمثير أن هذا المشكل لا يهم بعض الحالات فقط، بل يشمل عدداً من المشتركين، من بينهم كاتب هذا المقال. ويؤكد المتضررون أن الجهاز الصوتي يعيد نفس العبارة مع كل اتصال اتصالات المغرب ترحب بكم... المرجو تسوية وضعيتكم. ويحدث ذلك رغم توفرهم على وصولات تثبت أن حساباتهم خالية من أي متأخرات. هذا التناقض بين الأداء الحقيقي وما يظهر في النظام التقني يخلق ارتباكاً وضيقاً، ويحوّل خدمة يفترض أن تكون بسيطة إلى مصدر إزعاج دائم. الطامة الكبرى هي عند توجه الزبناء إلى الوكالات التجارية للاستفسار بمدينة طنجة، يكون الجواب واحداً، وضعيتكم سليمة... المشكل تقني وسيتم تسجيل شكاية." ويتم تسجيل الشكاية ويُطلب من الزبون الانتظار لمدة 24 ساعة، لكن مرور هذه المدة لا يغيّر شيئاً، إذ تظل الرسالة الصوتية كما هي، دون أي أثر للإصلاح أو التحيين. هذا التكرار جعل العديد من المشتركين يشعرون بأن هناك خللاً واضحاً في الربط بين الأداء والنظام الداخلي، خاصة أن الوعود المتكررة داخل الوكالات لا تنعكس على الخدمة الفعلية. ويأتي هذا الخلل في وقت يستعد فيه المغرب لاحتضان كأس أمم إفريقيا ثم كأس العالم، وهما حدثان سيجلبان الآلاف من الزوار من مختلف دول العالم. وهنا يبرز سؤال مشروع: هل بهذه الطريقة سيتم التعامل مع الزبناء الأجانب الذين سيعتمدون على خدمات الاتصال والأنترنت خلال إقامتهم؟ فصورة أي بلد أمام ضيوفه تُقاس أيضاً بجودة خدماته الأساسية، وعلى رأسها الاتصالات.