خمسة أيام كاملة، نعم خمسة أيام، وكاتب هذا المقال يعيش وضعًا لا يمكن وصفه إلا بأنه إهانة لزبون يؤدي فواتيره بانتظام ويُفترض أن يحظى بخدمة محترمة وفعّالة. منذ يوم الاثنين الماضي، وأنا أتردد يوميًا على وكالة اتصالات المغرب بمدينة طنجة بعد أن تم قطع الاتصال عن رقمي دون أي سبب، ورغم ذلك لا أسمع عند محاولة الاتصال إلا رسالة المجيب الآلي: "اتصالات المغرب ترحب بكم... المرجو تسوية وضعيتكم، أي وضعية؟ وفواتيري كلها مؤداة ووثائقي كلها سليمة؟ في الوكالة، الردّ دائمًا نفسه، وكأنه تسجيل مُعاد:، "خطكم سليم سنضع شكاية." وبمجرد وضعها، يصلني SMS بأن الشكاية "في طور العلاج"، دون أي نتيجة. وعند الاتصال برقم 777، الجواب نسخة طبق الأصل: وضعيتكم سليمة... سنسجل شكايتكم، وكأن اتصالات المغرب تقول لزبنائها، اذهبوا وعودوا... ولن تجدوا جوابًا. ورغم كل هذه الإجراءات، ها نحن اليوم نُكْمِل خمسة أيام من دون أي حل، ومن دون تواصل جدي، ومن دون حتى تفسير منطقي لما يحدث، وكأن المواطن لا قيمة له. إن ما يقع لا يمكن وصفه إلا بأنه استهتار صارخ بالزبون، وإهانة صريحة لحقوقه الأساسية في الحصول على خدمة يؤدي ثمنها بشكل منتظم. أمام هذا الصمت غير المبرر، أصبحنا مضطرين، وبكل أسف إلى اللجوء إلى القضاء لإحقاق الحق ورد الاعتبار. السيد المدير العام، إن الثقة تُبنى بالسلوك وليس بالشعارات، والزبون الذي يُعامل بهذه الطريقة يفقد الثقة في المؤسسة برمتها، خصوصًا ونحن على أبواب استقبال ملايين الزوار بمناسبة التظاهرات القارية والعالمية المرتقبة في المغرب. نأمل أن تصل الرسالة، وأن تتحرك إدارتكم لمعالجة هذا المشكل الذي كان بالإمكان حله في ساعات قليلة، لا أن يتحول إلى معاناة يومية بلا نهاية.