بعدما حلت الهواتف الذكية محله كأداة مفضلة للإعلام والترفيه، يستعيد التلفاز مكانته كاملة مع حلول المواعيد الكروية الكبرى، على غرار كأس أمم إفريقيا -المغرب 2025، بفضل راحة مشاهدة أفضل وأجواء أكثر ودية وتفاعلا. وحتى قبل إطلاق صافرة انطلاق هذا العرس الكروي الإفريقي، توافد عشاق المستديرة الساحرة على مختلف متاجر الأجهزة الإلكترونية المنزلية، مدفوعين بالعروض الترويجية المغرية التي تم إطلاقها بهذه المناسبة. وتعد هذه النسخة ال 35 من كأس إفريقيا، التي تحتضنها المملكة، "نافذة" تجارية مهمة للمتاجر الساعية لرفع مبيعاتها، ولا سيما عبر التخفيضات السخية التي شملت بالخصوص أجهزة التلفاز، التي تستحوذ على الحصة الأكبر من رقم المعاملات خلال هذه التظاهرة القارية الكبرى. وفي هذا الصدد، أوضح المهدي، وهو بائع في متجر متخصص بالرباط، أن هذه الدينامية تقودها الشركات الموردة، التي اعتادت خفض الأسعار خلال المناسبات الخاصة، ما يتيح لنقاط البيع، عبر حملات إعلانية، تقديم عروض جذابة. وأشار إلى أن هذه الحركية التجارية واكبها توافد ملحوظ منذ بداية البطولة، بدليل نفاد مخزون بعض الطرازات الأكثر طلبا، لافتا إلى أن الشاشات الكبيرة (55 و65 و75 بوصة) المزودة بتقنيات "QLED" و"OLED" تشهد إقبالا متزايدا. من جانبه، أكد عبد الرحيم، بائع بقسم السمعي البصري في متجر للأجهزة الكهرومنزلية، أن الإقبال بدأ فعليا قبيل انطلاق المنافسات، مع تسجيل ارتفاع ملموس في الزيارات والطلبات، سواء من طرف الأفراد أو أرباب المطاعم والمقاهي الحريصين على تقديم أفضل تجربة مشاهدة لزبائنهم. واعتبر أن الأفراد يشكلون الفئة الأكبر من المشترين، رغبة في الاستفادة من التخفيضات ومتابعة أطوار البطولة من منازلهم، خاصة في ظل الظروف المناخية التي قد لا تشجع على الخروج من البيت. وعلى المستوى اللوجيستي، انطلقت الاستعدادات مسبقا عبر عمليات التخزين وإدراج المنتجات وتعديل الأسعار، بهدف استباق الارتفاع المتوقع في الطلب مع اقتراب موعد البطولة. وبالنسبة للزبائن، يسعى أمين إلى الاستفادة من عروض "الكان" بحثا عن مزيد من الراحة العائلية، بينما يأمل يوسف في استبدال جهازه القديم بتلفاز ذكي من الجيل الجديد. وإلى جانب التخفيضات، يفضل بعض المستهلكين طرازات أكثر كفاءة واستدامة، مع التركيز على سلاسة الصورة وجودة الصوت وخصائص الاتصال، في حين يولي آخرون أهمية أكبر للضمانات وخدمات ما بعد البيع.