تتعرض الشبكة الطرقية بجهة العيون بوجدور الساقية الحمراء لظاهرة زحف الرمال مما يستدعي التدخل بشكل متواصل لإزاحتها من أجل ضمان استمرارية حركة السير, وذلك عبر عدد من الوسائل والاليات لاسيما آلات التتريب التي تظل أكثر نجاعة. ومن العوامل المؤدية إلى حدوث هذه الظاهرة, التي تستأثر باهتمام الخبراء والتقنيين الذين بذلوا جهودا ولا يزالون يواصلونها من أجل إيجاد حلول ناجعة لهذه المشكلة البيئية, التكوينات التي تميز تربة المنطقة المتسمة بجفافها وقوة الرياح وسرعتها وقلة الغطاء النباتي الذي من شأنه التقليل من سرعة هذه الرياح وإيقاف زحف الرمال. وتستمد هذه الظاهرة قوتها من الرياح الغربية التي تعمل على تحريك ممرين هامين للكثبان الرملية يتجاوز طولهما100 كلم وعرضهما8 كلم وهما ممر" الدراع " على بعد حوالي5 كلم جنوب مدينة العيون وممر أخنيفيس على بعد50 كلم شمال مدينة طرفاية. وتعتبرهذه الظاهرة من بين العوامل التي يمكن أن تعيق حركة السير خصوصا خلال فترات تردد الزوابع الرملية وتتسبب في وقوع حوادث السير كما أنها تقلص من مدة صلاحية الشبكة الطرقية ومن فعاليتها مما يتطلب السهر على صيانتها . ومن أجل ضمان حركة السير على هذه الشبكة الطرقية قامت وزارة التجهيز والنقل بمجموعة من العمليات والتجارب تتمثل في إزاحة الرمال بآلات التتريب وتثبيت الكثبان الرملية بواسطة المواد البترولية وإقامة مصدات لصد زحف الرمال وتثبيت الكثبان الرملية عن طريق التشجير واعتماد مواد حصوية محلية. ويستفاد من هذه التجارب التي أنجزت بشأن هذه الظاهرة أن عملية التثبيت بالعواقد الهدرو كربونية يحل المشكل على المدى القريب أي في حدود سنة , غير أن كلفتها باهظة وتلحق إضرارا بالبيئة وتشوه جمالية الطبيعة في حين أكدت تقنية تثبيت الرمال بالمواد المحلية على قدرتها في منع الرمال من الاقتراب من قارعة الطريق على المدى المتوسط أي في حدود أربع سنوات وبعد انقضاء هذه المدة يتعرض التثبيت بدوره إلى ظاهرة تغطية جديدة بالرمال المحمولة بالرياح . ووفقا لهذه التجارب فان منشآت تسريع الرياح المعروفة ب " المصدات " ظلت دون جدوى بسبب عدم وجود معطيات دقيقة حول سرعة واتجاه الرياح خلال السنة وللتغيير المستمر لوجهة الرياح في اليوم الواحد كما أن تجربة الاغراس لم تعط بدورها أية نتائج بسبب قلة المياه بالمنطقة وتعرضها لظاهرة التغطية بواسطة الرمال.