علمت "المغربية" أن والي مدينة تندوف رفض، أول أمس الخميس، استقبال وفد عن قيادة البوليساريو، جاء لطلب السماح بوصول مجموعة من المواد، التي قررت السلطات الجزائرية منع دخولها إلى المخيمات، وفي مقدمتها المحروقات وبعض المواد الغذائية كالخضر والمشروبات الغازية، وكان وفد البوليساريو يتكون من ما يسمى ب "الوزير الأول، ووزير الدفاع، ورئيس المخابرات" في الدولة الوهمية. وفي تعليق على هذا الحدث، أكد مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، المبعد قسرا عن مخيمات الصحراويين، والمفتش العام سابقا لشرطة البوليساريو، في بيان توصلت "المغربية" بنسخة منه أنها "رسالة من أدنى مسؤول جزائري يقع في أسفل هرم السلطة (والي تندوف) توضح بجلاء إصرار السلطات الجزائرية على الاستمرار في إهانة كبار قادة جبهة البوليساريو". وعبر مصطفى سلمى في بيانه الاستنكاري، من مقره إقامته المؤقت في العاصمة الموريتانية نواكشوط، عن إدانته الشديدة للحصار، الذي تفرضه سلطات تندوف على المخيمات، وقال إن والي تندوف وجه صفعة إلى قادة البوليساريو، أراد من خلالها إظهارهم على حجمهم الحقيقي والتعبير لهم عن المكانة، التي يحتلونها لدى السلطات الجزائرية، مؤكدا "أن البوليساريو تتبجح باعتراف أكثر من (80) دولة بها، وتستأسد على اللاجئين الصحراويين، منذ قرابة أربعة عقود، وتضطر بكل إهانة استجداء والي في أقصى نقطة حدودية من الجنوب الغربي الجزائري". وقال مصطفى في بيانه، "إن جبهة البوليساريو تستحق هذه المعاملة لأن والي مدينة تندوف يعرف مسبقا أنها أهل لهذا السلوك"، لكن في الوقت نفسه ندد المبعد الصحراوي بموقف السلطات الجزائرية من المعاملة، التي تخص بها الصحراويين في المخيمات، وقال إنها نظرة متجذرة في نفوس المسؤلولين الجزائريين، الذين لا يتوقفون عن وصف سكان المخيمات ب "الأكراد"، علما أن الأكراد يعيشون فوق أرضهم، وليسوا مثل الصحراويين، الذين يعانون القهر والظلم ويجري المتاجرة بقضيتهم من قبل الدولة، التي تدعي دفاعها عن حقهم في تقرير مصيرهم. وتفرض السلطات الجزائرية حظرا على دخول بعض المواد الغذائية إلى مخيمات الصحراويين، كما تمنع تزويدهم بالوقود، فلا توجد أي محطة لتوزيع المحروقات في المخيمات، ولا يمكن للسيارات والشاحنات التزود بالوقود في المخيمات إلا عن طريق القارورات، أو في حال دخولها إلى مدينة تندوف، لا يسمح لها الحصول على أكثر من 45 لترا، وتفرض السلطات المحلية في ولاية تندوف قيودا على حركة مرور العربات، القادمة من المخيمات، للحد من تنقل الصحراويين، وفرض نوع من الإقامة الجبرية عليهم. من جهة أخرى، يواصل الشباب الصحراوي اعتصامه، للأسبوع الثاني، احتجاجا على هذا الحظر، حيث وضعوا حواجز في الطريق الرابط بين ما يسمى بمخيم "العيون" ومدينة تندوف، وتجري اتصالات بين شباب الثورة من أجل توسيع السيطرة على الطرق الرابطة بين المخيمات ومدينة تندوف، ويطالبون برفع الإجراءات التمييزية ،التي أقرتها السلطات الجزائرية ضدهم، ومنها على الخصوص الإجراء القاضي بمنع توقف أي سيارة تحمل ترقيم خاص بمخيمات اللاجئين عند أو قرب أي محطة من محطات التزود بالوقود في مدينة تيندوف، بعد الساعة الثانية عشرة زوالا. وأيضا، الإجراء القاضي بمنع تزويد أي سيارة تحمل ترقيم خاص بالمخيمات بأكثر من 45 لتر من المحروقات، إضافة إلى إجراءات تعسفية وعنصرية تتخذها الشرطة الجزائرية ضد السيارات، التي تحمل ترقيما خاصا بالمخيمات عند نقاط المراقبة.