اختتمت، أخيرا، فعاليات المعرض الدولي للمناجم والمقالع، الذي احتضنته أروقة مكتب الصرف والمعارض بالدارالبيضاء، والذي شهد مشاركة مكثفة، تمثلث في حضور 110 عارضين من المغرب وخارجه، وتوافد أزيد من 4500 زائر. وشهدت هذه الدورة الثانية من هذه التظاهرة الدولية حضور وفود إفريقية وبعثة كندية، كما توجت بعقد لقاءات ثنائية مع عزيز الرباح، وزير التجهيز والنقل واللوجستيك، حيث تم تقديم الفرص التي يوفرها المغرب على مستوى الاستثمار والتشريعات الحديثة. وشهدت هذه المناسبة تنظيم محاضرات تناولت جميع مجالات وقطاعات الأنشطة المتعلقة بالمعادن واستغلال المقالع، حيث تم تخصيص اليوم الأول، من هذه التظاهرة، لعرض الإصلاح الجديد حول المقالع، ومشاريع الكتل CLUSTERS، التي هي عبارة عن وحدات أنشطة من أجل تثمين وتحويل المواد الأولية المستقاة من المقالع إلى مواد للبناء، كما تميز هذا اليوم بعرض التكنولوجيات الحديثة للتنقيب "عن طريق الطائرات بدون طيار DRONES، ورسم الخرائط، ونظم المعلومات"، والابتكار والبحث والتطوير في مواد البناء واستراتيجية لاستخدام الرمال المجروفة. وشهد اليوم الثاني، عرض ومناقشة القانون التنظيمي لخدمة المعادن والمقايسة مع تونس وبوركينافاسو، إلى جانب التطرق إلى موضوع الصحة والسلامة في العمل في ميدان المعادن. وظهر اليوم ذاته، قام خبراء في المعادن والمقالع بتنشيط ورشات مرتبطة بحلول التخزين ونقل المواد الأولية، وهو ما أتاح للمهندسين والتقنيين الولوج للبرمجيات وطرق القياس الأكثر اعتمادا. أما اليوم الثالث من هذا الحدث، فشهد مداخلات قام بها أخصائيون مرموقون حول آليات القياس وتحليل الأرض، وتاريخ السلامة والحوادث في ميدان المعادن. وبعد ذلك تم التطرق إلى إعادة تأهيل مواقع التعدين وعلاج النباتات، والذكاء الاصطناعي، وخدمة الاستكشاف الجيوفيزيائي. يشار إلى أن هذه التظاهرة، نظمت من قبل مجلة الطاقة والمعادن، بشراكة مع وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك، ووزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة، برعاية مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، ومجموعة كادكس، وشركة برويشيم، أيام 4 و5 و6 من دجنبر الجاري. واختار منظمو النسخة الثانية للمعرض أن يكون هذا الموعد محطة تتمحور حولها العديد من المواضيع تهتم أساسا بميدان المناجم والمقالع لتكون أرضية لنقاش جميع المواضيع المتعلقة بالميدان. وأوضح المنظمون أن المغرب وبانفتاحه جغرافيا على الواجهتين المتوسطية والإفريقية يكون وجد موقع قدم، كبلد منجمي بامتياز، وبالتالي يعد قطبا محوريا تحوم حوله النقاشات لخاصيته المتميزة، التي من خلالها نجده دائما في قلب الحدث ليلعب دور المحرك الرئيسي في حضن القارة السمراء. وأبرز المصدر ذاته أن النسخة الثانية للمعرض تعد فاعلا موحدا ومكونا أساسيا لجميع المشاركين من خارج المغرب وداخله، خصوصا الإقبال المكثف للوفود الإفريقية الممثلة في الرسميين الفاعلين في المجال. الشيء الذين مكن خلال هذه الدورة من فتح نقاش مهم حول الثروة التي تميز القارة الإفريقية، ومن تمة التطرق لمجموعة المراسيم المنظمة للميدان، والتقدم التكنولوجي والبيئي والجهود المبذولة، من أجل بلورتها على أرض الواقع من طرف البلدان المشاركة للاستفادة من تجاربها. وتميزت الدورة الثانية للمعرض بمشاركة اطر مغربية وأجنبية فاعلة في الميدان، من خلال تنشيطها للندوات التي عرفها المعرض. وكانت مناسبة للوزارات المعنية لعرض استراتيجياتها وبرامجها التنظيمية، كما كانت مكانا للتركيز على أهم الإشكاليات المتعلقة بالمجالين الوطني والدولي وجلب المعرفة والتقدم، خصوصا قوانين استغلال المناجم والمقالع على شكل واسع. ومنحت خلال هذا المعرض الدولي جوائز تقديرية لمؤسسات عمومية، خاصة مكافأة لها عن الجهود التي بذلتها للإسهام في تنمية قطاع المناجم والمقالع بالمغرب، حيث تم منح جائزة "الالتزام لإصلاح القانون المنظم للمقالع" لوزير التجهيز والنقل واللوجيستيك، عبد العزيز الرباح، وجائزة "الالتزام من أجل تأهيل التراث المعدني" لوزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة السابق فؤاد الدويري، فيما منحت باقي الجوائز، التي تم توزيعها على هامش افتتاح الدورة الثانية للمعرض الدولي للمناجم والمقالع بالدارالبيضاء، لكل من الشركة الإفريقية للمتفجرات (كاديكس)، التي حصلت على جائزة "أفضل مقاولة منتجة"، وشركة (برويشيم) المتخصصة في المنتجات الكيميائية، التي فازت بجائزة أفضل شركة معدنية صاعدة.