قال مدافع المنتخب الفرنسي السابق، ليليان تورام، المعروف بمواقفه النضالية على جبهة مناهضة العنصرية في الملاعب الكروية، إن الطريق لإنهاء العنصرية يكون عبر تعليم الأطفال وتربيتهم التربية الصحيحة. اللاعب الدولي الفرنسي السابق تورام (خاص) وأضاف تورام، في حوار خص به "المغربية"، أن للرياضة، وكرة القدم بشكل خاص، دورا في تكريس المحبة والسلام في العالم، وخاصة نبذ العنف والكراهية والعنصرية، موضحا أن كتابه الذي يحمل عنوان "نجومي السوداء"، يسترجع فيه عددا من "النجوم السوداء"، الذين لعبوا دورا كبيرا في ميادين مختلفة، لكنهم لم يحظوا باهتمام كبير في الكتب المدرسية. ماذا تعني لك العنصرية؟ العنصرية هي أن يرى شخص نفسه أعلى وأهم من الآخرين وينكر وجود الآخرين، لكن لا بد أن يأتي يوم وتنتهي هذه العنصرية. في نظرك، ما هو السبيل لإنهاء العنصرية؟ أعتقد أن الطريق لإنهاء العنصرية يكون عبر تعليم الأطفال وتربيتهم التربية الصحيحة، ليستطيعوا الحكم على الآخرين بشكل منطقي صحيح، بعيدا عن الآراء الشخصية ذات الطابع المتحيز، كما أن للرياضة، وكرة القدم بشكل خاص، دورا في تكريس المحبة والسلام في العالم، خاصة نبذ العنف والكراهية والعنصرية. لماذا اخترت خوض تجربة أدبية، بإصدار كتاب يسترجع مسار مجموعة من "النجوم السوداء" ولا يسلط الضوء على عالم كرة القدم العالمية؟ الكتاب أعد بالتعاون مع المؤرخ الفرنسي برنار فيلير، ويسلط الضوء على مسار 45 شخصية سوداء من كتاب ورجال دولة ورياضيين وعلماء ومناضلين وجنود، سخروا حياتهم في سبيل قضايا عادلة ونبيلة، ومن بين الأسماء، التي أسترجعها، الزعيم الجنوب إفريقي الراحل، ورمز الكفاح ضد التمييز العنصري، نلسون مانديلا، والزعيم الأمريكي، مارتن لوثر كينغ، الذي ناضل من أجل وضع حد للتمييز العنصري في الولاياتالمتحدة، والأديب المارتينيكي إيمي سيزير، الذي اشتهر بمواقفه الملتزمة ضد العنصرية والاستعمار. كيف جاءت فكرة إعداد بورتريهات حول شخصيات لم تمارس كرة القدم؟ -الإنسان بحاجة إلى نماذج لبناء حياته، وهو يبحث دوما عن نجوم يقتدي بها ويتشبع بأفكارها لتحديد وتنوير مساره، وتعرفت طيلة مساري الدراسي ولدى اطلاعي على الكتب المدرسية على شخصيات بارزة من آفاق مختلفة، أمثال الجنرال ديغول، والأم تيريزا الراهبة الممرضة الهندية التي قضت عمرها إلى جانب الفقراء والمحتاجين والمشردين، والفيلسوف سقراط، وغيرهم من الأسماء التي تركت بصماتها على تاريخ البشرية، وفي الوقت ذاته، غابت عن صفحات الكتب المدرسية ودروس المؤسسة التربوية وجوه سمراء عملت الكثير، وكان لها الفضل الكبير في تحقيق منجزات وأعمال ذات منفعة عامة، ومازلت أتذكر إلى حدود اليوم أن ذكر السود اقتصر على استرجاع حقبة العبودية المريرة، فيما تعرض دور الشخصيات السوداء إلى التضليل والنسيان، لذلك ارتأيت استرجاع سيرة 45 من هذه الشخصيات، لإثراء معرفة الناس بشأن إسهامات السود في تاريخ البشرية، وهذا يشكل في اعتقادي وسيلة فعالة لتغيير النظرة حيال الآخر، والمكافحة ضد العنصرية واللاتسامح.