عبر "الفيلسوف" عن عشقه الكبير للمغرب، مشيرا، بإلمام واضح بالثقافة الموسيقية المغربية، إلى أنه يستعد لطرح أغنية مغربية تمزج بين الموسيقى التراثية المغربية والأغنية الحديثة التي استطاعت الوصول إلى العالمية. عن الأغنية، وعن ألبومه، الذي كتب ولحن ووزع أغانيه، كان ل"المغربية" مع خليل أبو عبيد الحوار التالي. لماذا انتظرت طويلا من أجل إصدار ألبومك الأول؟ هو ليس انتظارا بقدر ما هي استراتيجية، خاصة أنني لا أحب اختزال المراحل في حياتي، فقد بدأت كأستاذ جامعي، ثم انتقلت للعمل مدربا في برامج الهواة، وفضلت أن أمهد للخطوة الفنية عن طريق التعاون مع نجوم الأغنية العربية على مستوى الكتابة والتلحين، والتوزيع أيضا. والمسألة بالنسبة لي تتعلق أساسا بالتوقيت المناسب، إذ شعرت أخيرا أنه حان الوقت لأنتج عملا فنيا خاصا بي، وأن يتعرف الجمهور على باكورة أعمالي الفنية الخاصة بي. اخترت المغرب، كأول بلد عربي للإعلان عن ألبومك الجديد "بعدن"، بعد أن رأى النور في لبنان، ماالذي يمثله لك المغرب، ولماذا هذا الاختيار؟ أنا عاشق للمغرب، والتنوع الموسيقي الذي يزخر به، خاصة أنه بلد منفتح على جميع الثقافات الموسيقية من طرب وكلاسيك، وجاز وبلوز، وهي الأنماط نفسها التي اعتمدتها في موسيقى ألبومي، إذ يضم أغلب العناصر، من جاز وكلاسيك، والتخت الشرقي أيضا. أما السبب الثاني فيعود إلى أنني لمست إقبالا كبيرا ن الجمهور المغربي على أغاني، فعن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، اكتشفت أن أكبر متابعة للأغاني، التي تعاونت فيها مع النجوم العرب، تكون من قبل الجمهور المغربي، وبذلك أستطيع القول إن فكرة إطلاق الألبوم من البلد الحبيب المغرب، فرضت نفسها علي. قررت لعب جميع الأدوار لإنتاج الألبوم، من كتابة وتلحين وتوزيع، ألم تخشى الوقوع في الرتابة وتكرار نفسك في بعض الأغاني؟ الخوف دائما موجود في هذه الحالات، لكن من حسنات الانتظار الذي تحدثنا عنه بدايةأن الفنان يضع أهدافا معينة لألبومه، فعندما تستمعين للألبوم ستجدين أن العمل يحمل فعلا روحا واحدة، إيمانا بأن الفنان لا يستطيع أن يتجزأ فنيا وإلا سيكون مصابا بانفصام بالشخصية، لكنه في الوقت نفسه يضم 12 أغنية ب12 موضوعا مختلفا، سواء من حيث الغناء ونوعية الكلمة والتقنيات، يتوحدون في روح الفنان الواحد. هل وجدت صعوبة في إيجاد كتاب كلمات أو ملحنين قادرين على تنفيذ أفكار ألبومك؟ الأكيد أن هناك كتابا وملحنين مبدعين، لكنني أجلت هذا التعاون إلى ألبومات مقبلة، لرغبتي في أن أظهر بهذه الصورة الشمولية في الفن، لكي أوصل كل ما أملكه من موهبة. تعاملت مع الأوركسترا الأوكرانية والبلغارية في الألبوم، ماهي القيمة المضافة التي منحتها إياك هذه الفرق الموسيقية؟ القيمة المضافة هي أن هذه الفرق الموسيقية تملك من الخبرة والعراقة الكثير، تتميز بالمهارة والسرعة بالتنفيذ، خاصة أن الألبوم استغرق في إنجاز كتابته الموسيقية حوالي السنتين، فلم يكن بالإمكان انتظار سنتين أخريين من أجل تنفيذه، والجميل أن هذه الفرق تملك من الموهبة ما يجعلها قادرة على إضافة لمستها الفنية الخاصة على اللحن الأصلي، وهو الشيء الذي أطلبه أنا كفنان ومؤلف موسيقي. وأين الأغنية المغربية من الألبوم؟ نحن بصدد التحضير لها، إذ لم أرغب أن يضم الألبوم الأول لهجات مختلفة، باستثناء أغنية واحدة خليجية، وتساءل الكثيرون عن سبب ضم أغنية خليجية إلى 11 أغنية لبنانية، فأكدت أنها رسالةتثبت أنني منفتح على جميع اللهجات والأنماط المختلفة، التي ستأتي تباعا في المقبل من الأيام. تخصصت في علم النفس والفلسفة، كيف توجهت بعد ذلك لدراسة الموسيقى؟ الموسيقى هي الأساس لدي، دراسة وهواية، فمن عمر السنتين تابعت دراستي في عالم الموسيقى، وتخصصي الأساسي كان الموسيقى والتأليف الموسيقي، أما الفلسفة وعلم النفس فهي ثقافة شخصية بالنسبة لي. ماهي العلاقة التي تربط الفلسفة بالموسيقى؟ العلاقة مهمة جدا، فتاريخيا كان من أهم شروط الحصول على لقب الفيلسوف أن يكون موسيقيا، وملما بالعلوم السبع، ومن ضمنها الهندسة المعمارية والنحت، والموسيقى، وأقصد بقولي أن الموسيقى والفلسفة يلتقيان في نقاط عديدة، أهمها العمق الإنساني، فالموسيقى ذات القيمة هي القادرة على إيصال فكرة أو رسالة معينة. أتطمح في أن تكون فيلسوف الغناء العربي؟ لما لا، يجب على الفنان أن يسعى إلى تقديم الجديد في مجال الفن، وأن يكون مختلفا عن غيره، فما قيمته إذا كان نسخة طبق الأصل من فنانين سبقوه. عملت كمدرب في أشهر برامج الهواة، كيف كانت التجربة، وماذا أضافت لك؟ قدمت لي الكثير، إذ عرفت الجمهور علي بطريقة سريعة وأكاديمية نوعا ما، وأوضحت للجمهور ما أملكه من خبرة فنية. ألا ترى أنك أضعت وقتا ومجهودا في تدريب الهواة، بدل التركيز في تحقيق نجاحك الفني من خلال أغانيك الخاصة؟ ليس بالضرورة، فأحيانا تحققين النجاح الشخصي عندما تساهمين في نجاح غيرك. ماهي الخطوة التي ستلي ألبوم "بعدن"؟ نحن بصدد التحضير للأغنية المغربية، أنا في مرحلة الاستماع لمجموعة من الأغاني. ستتعامل مع ملحنين وكتاب كلمات مغاربة؟ بالطبع، فلا أريد أن أتعدى على تخصصات الغير، خاصة إذا تعلق الأمر بلهجات ولون فني مختلف، علما أنني مستمع جيد وملم بالأغنية المغربية، خاصة التراثية الشعبية، كالعيطةوكناوة وغيرهما، فالأغنية المغربية الحديثة التي يؤديها النجوم في الفترة الحالية عالمية بالدرجة الأولى، وليست مغربية 100 بالمائة، وبدوري أسعى إلى المزج بين الاثنين لأقدم أغنية تراثية في قالب حديث يرضيني ويستجيب لانتظارات الجمهور المغربي.