كانت الساعة تشير الى التاسعة والنصف صباحا من يوم 23/12/2008 حين انتقلت عناصر الدرك الملكي بالكارة إلى بيت بأحد الأحياء بالمدينة بعد إشعارها بأن شخصا موضوع مذكرة بحث يوجد في المنزل مع صديق له رفقة خليلتيهما، وبناء على أمر من النيابة العامة قام رجال الدرك الملكي باقتحام المنزل فوجدوا المتهم(ح.م) على فراش واحد مع صديقته (س.ق) في حالة سكر جد متقدمة، وعلى سرير آخر كان صديقه (س.م) مع خليلته (ب.م)، وبعد عملية تفتيش حجزت من هذا الأخير ما وزنه 40 غراما من مخدر الشيرا وسكينا طوله 25 سنتمترا، فألقت القبض عليهم واقتادتهم نحو مخفر الدرك الملكي بالكارة. فتحت الضابطة القضائية بحثا في الموضوع استهلته بالاستماع إلى القاصر (ب.م)، التي أفادت بأنها رافقت ابنة خالها (س.ق) و(س.م) إلى منزل هذا الأخير، فانضم إليهما (ح.م) وشرعوا في احتساء الخمر إلى غاية الصباح، موضحة في الوقت ذاته أنها لم تتصل بأي واحد منهما جنسيا. وأكدت (س.ق) ما جاء على لسان ابنة عمتها وأضافت أنها احتست كؤوسا من الخمر واتصلت ب(ح.م) جنسيا. تقدمت الضحية (ك.ل) بشكاية تعرض فيها أنها سقطت ضحية اعتداء جنسي تحت التهديد بالسلاح الأبيض من طرف (ح.م) وثلاثة أشخاص آخرين، كما تقدمت الضحية (ف.ز) بشكاية تعرض فيها أن المتهمين اعترضا سبيلها قرب مقبرة حي الرياض وسلباها قطعة من الذهب وأسقطاها أرضا ثم فرا على متن دراجتين ناريتين، وتقدمت (س.ع) بشكاية تعرض فيها أنها انتقلت إلى منزلها الجديد في مدينة المحمدية وأثناء حمل الأثاث من المنزل الكائن في مركز الكارة ساعدها كل من (ح.م) والمدعو جحا، إلا أنها فوجئت بعد عودتها إلى المنزل الأخير بعد أن تفقدت حاجياتها هناك، باختفاء مبلغ مالي قدره23800 درهم وخاتم وسلسلتين من الذهب بعد أن وجدت باب المنزل مفتوحا، وتقدم (ر.م) بشكاية يعرض فيها أنه ضبط ثلاثة أشخاص في منزله حوالي الساعة الثانية والنصف صباحا، أحدهم المتهم (ح.م) الذي كان مسلحا بسيف، وأضاف أن المتهمين سرقوا حقيبة تحتوي على عدة بذل وسراويل، وتقدمت (ن.ج) بشكاية تعرض فيها أن المتهمين اعترضا سبيلها ليلة 11/12/2008 واقتاداها إلى منزل (س.م) الذي اعتدى عليها جنسيا بعد أن اعتدى عليها بالضرب بواسطة قنينة من الزجاج، وفرت من بين يديه بعد أن احتجزها لمدة يوم وليلة. وتقدم إلى نفس المصلحة كل من (م.ي) و(ر.ف) اللذين صرحا بأنهما فوجئا بلص يتسلل إلى مسكنهما ليلا عبر نافذته بعد أن تسلق عمود الإنارة المجاور، فاعتدى على (ر.ف) بالضرب بواسطة سكين، وحين اكتشف أنهما أكثر من واحد تظاهر بأنه يعرفهما ثم اعتذر لهما ففتحا له باب المنزل، إلا أنه عاد ومعه شخصان آخران واعتدوا عليهما بالضرب وسلبوهما هاتفيهما النقالين ومبلغ 350 درهما. الاستماع إلى المتهمين استنطق المتهم (ح.م) ابتدائيا، فأجاب بأنه احتسى الخمر مع خليلته (س.ق) وصديقه (س.م)، موضحا أنه كان يمارس الجنس مع خليلته كلما حضرت إلى مسكنه، ونفى كونه سرق (ف.ب) وأنكر حضور الواقعة، ونفى وجوده مع صديقه (س.م) عند اعتدائه على صديقته (ن.ج) بالضرب بواسطة قنينة من الزجاج، وأكد أنه لم يعترض سبيلها كما جاء في شكايتها، ونفى فعل اقتحامه لبيت (ي.م) و(ر.ف) وكذا فعل الاعتداء عليهما بالضرب والسرقة، ونفى المتهم اعتداءه على منزل (س.ع) بالسرقة، وكذا اعتداءه على المشتكية (ف.ز) بالضرب والسرقة رفقة المتهم (س.م). وعند استنطاق المتهم (س.م) ابتدائيا، أفاد بأنه احتسى الخمر مع صديقه (ح.م) وخليلته (س.ق) موضحا أنه وعد القاصر (ب.م) بالزواج إلا أنه لم يسبق له أن اتصل بها جنسيا، ونفى أن يكون المحجوز من المخدرات ملكا له، كما نفى أي علاقة له بالسكين المحجوزة. وبخصوص شكاية النادلة (ن.ج) نفى المتهم أي علاقة له بها، كما نفى الأفعال موضوع شكاية (ف.ز) موضحا أن له عداوة مع ابنها الذي سرق منه مبلغ 230درهما فتقدم بشكاية ضده. واستنطقت المتهمة (س.ق) فأفادت بأنها ربطت علاقة عاطفية مع المتهم (ح.م) وأصبحت تتصل به جنسيا بعد أن وعدها بالزواج، موضحة أنها احتست معه الخمر في منزل صديقه (س.م) وأضافت أن ابنة خالها رافقتها إلى المنزل المذكور بعد أن أعجب بها (س.م) ووعدها بالزواج. أمام المحكمة ناقشت هيئة المحكمة وقائع القضية في عدة جلسات، حضرت «المساء» بعض أطوارها، وتوبع خلالها المتهمان من أجل جنايات تكوين عصابة إجرامية والسرقة بالسلاح والسرقة الموصوفة وهتك عرض أنثى بالعنف والفساد والضرب والجرح بالسلاح والسكر العلني، ونظرا إلى أنه لم يثبت في الملف ما يدل على أن المتهم قد كون مع غيره عصابة أو أنشأ اتفاقا الهدف منه إعداد وارتكاب جنايات ضد الأشخاص أو الأموال، مما تكون معه جناية تكوين عصابة إجرامية غير ثابتة في حقه، وبعد اعتراف المتهم أثناء الاستماع إليه بأنه اعتدى على المشتكين بالضرب والسرقة ليلا بعد أن كسروا باب المنزل، وبعد تسلله إلى بعض المنازل وسرقة مبالغ مالية منها وحلي وحقيبة ملابس، واعتدائه على إحدى الضحايا جنسيا، واعترافه بالسكر العلني والاتصال جنسيا بخليلته (س.ق)، وهو ما يثبت جنحتي الفساد والسكر العلني والضرب والجرح والسرقة في حق المتهم. بالنسبة إلى المتهم (س.م) فقد توبع من أجل جناية تكوين عصابة إجرامية والسرقة الموصوفة والاختطاف والاحتجاز والضرب والجرح العمدين بالسلاح والحيازة والاتجار في المخدرات والسكر العلني. وتم التصريح ببراءة المتهم من جناية تكوين عصابة إجرامية لعدم وجود ما يفيد ذلك في ملف القضية، فيما اعترف المتهم باعتدائه على ضحية بواسطة الضرب بواسطة قنينة من زجاج بعد أن أجبرها على الدخول إلى منزله وأرغمها على البقاء هناك مدة يومين، كما تسلل رفقة صديقه إلى أحد المنازل واستوليا على حقيبة للملابس، وأضاف أنه احتسى الخمر مع صديقه وخليلته. وبعد مناقشة القضية قضت غرفة الجنايات الأولى بمحكمة الاستئناف بسطات بمؤاخذة المتهم (ح.م) من أجل السرقة بالسلاح والسرقة الموصوفة وهتك عرض أنثى بالعنف والفساد والضرب والجرح بالسلاح والسكر العلني، وتم الحكم عليه بعشر سنوات سجنا نافذا، وبمؤاخذة المتهم الثاني (س.م) من أجل السرقة الموصوفة والاختطاف والاحتجاز والضرب والجرح العمدين بالسلاح والحيازة والاتجار في المخدرات والسكر العلني والحكم عليه بأربع سنوات سجنا نافذا وبأدائه لفائدة إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة ذعيرة مالية قدرها 60.000درهم،
