بعد أشهر من «استراحة محارب»، عاد العشرات من متقاعدي الجيش، صباح أول أمس الأربعاء، إلى التظاهر في أهم شوارع وسط مدينة فاس، للمطالبة بتحسين أوضاعهم الاجتماعية. وردد المتقاعدون، الذين يقتسم عدد كبير منهم «الإقامة» في الحي الصفيحي «ظهر المهراز» المجاور للمركب الجامعي وللثكنات العسكرية، شعارات تطالب بالرفع من معاشاتهم ومعاشات الأرامل. وكان متقاعدو الجيش قد بدؤوا في الخروج إلى شوارع المدينة منذ حوالي سنة. ويقولون إن التظاهر فرضته عليهم أوضاعهم الاجتماعية، وعدم فتح الحكومة قنوات التواصل معهم، «على الأقل للاستماع إلى مطالبنا»، يقول (م.أ)، متقاعد في الجيش، ل«المساء». ويقول المتقاعدون إن معاشاتهم هزيلة ولا تكفي لسد أدنى الاحتياجات لأسرهم، إذ لا تتجاوز معاشات الأرامل في بعض الحالات 300 درهم. وقال مصطفى، وهو متقاعد من العسكر (يتحدر من صفرو ويشارك بدوره في هذه الاحتجاجات)، ل«المساء» إنه يستغرب تعامل الحكومة مع ملفهم ب«التجاهل» في وقت جرت فيه زيادات في رواتب عدد من الفئات والموظفين. ويشير ملف مطلبي، توصلت «المساء» بنسخة منه، في وقت سابق، إلى أن متقاعدي الجيش يطالبون بالزيادة في المعاشات وبتسويتها مع معاشات المتقاعدين لما بعد سنة 2004، وبأداء التعويضات عن الغياب التي يقولون إنها ما زالت في ذمة الدولة، وبتسوية وضعية الأرامل؛ كما يطالبون بتمكينهم من الاستفادة من بعض الحقوق الاجتماعية، كالتخييم والحج والتطبيب وتخفيف تذاكر التنقل وتوظيف الأبناء. وروى بعض المتقاعدين أن رفاقا لهم يضطرون إلى «بيع الديطاي» وحراسة العمارات السكنية والاشتغال سائقين لدى عدد من المؤسسات التعليمية، دون أي حماية قانونية، من أجل «الرفع» من قيمة مدخولهم الشهري.