رغم أنه لم يكتب لتعاقد الوداد الرياضي مع امحمد فاخر، المدرب السابق للرجاء البيضاوي لكرة القدم أن يتم، بعد أن تراجع فاخر في آخر لحظة عن قيادة الفريق «الأحمر»، إلا أن ملف التعاقد معه ساهم في إماطة اللثام عن الكثير من «الأوهام»، التي مازالت «تسكن» الممارسة الكروية في المغرب، وتجرها إلى الخلف، بدل أن تمضي بها إلى الأمام. لقد «انتفض» بعض المحسوبين على جمهور الرجاء والوداد ليرفضوا هذا «الزواج». بالنسبة للرجاويين، لم يكن مقبولا أن يدرب لاعبهم السابق ومدرب فريقهم، والذي ارتبط على امتداد سنوات بالرجاء، الغريم التقليدي الوداد، وبالنسبة للوداديين، فقد شعر البعض بالصدمة، ولم يتردد في «لعن» اليوم الذي فكر فيه أكرم في التعاقد مع فاخر، والسبب بحسبهم أنه لا يمكن لرجاوي أن يدرب الوداد، فالأمر بمثابة «خط أحمر» تجاوزه يعني دخول دائرة المحظور. وإذا كان رد فعل بعض أفراد الجمهور يمكن استيعابه، وتفسيره، إلا أن ما بدا مثيرا للانتباه، هو عندما انتفض بعض المدربين المحسوبين على الوداد وأعلنوا أن «الوداد للوداديين». بدا الأمر محيرا، لأن المفروض عندما يتم التعاقد مع أي مدرب، أن تتم مناقشة كفاءته، وإمكانياته التدريبية، ومدى قدرته على قيادة الفريق، لا الدخول في سجال تافه، يجعل الضوء يتسلط على القضايا التافهة، وليس على القضايا الرئيسية. للأسف باسم حب الفريق، يسعى بعض المحسوبين خطأ على كرة القدم، أن يزرعوا الفتنة، وأن يحولوا الرياضة من فضاء للمتعة والتنافس الشريف، إلى صراع قبلي، يدوس على قيم الرياضة، ويضرب مبدأ التنافس الشريف في الصميم. حسنا فعل أكرم بتفاوضه مع فاخر، فأيا كانت الخلفيات التي حركته لخطب ود هدا المدرب، فإنه على الأقل سمح لنا بأن نعرف كيف يفكر المسيرون والمدربون والجمهور، وأن نتابع النقاش الدائر. أما الخلاصة، فهي أن الكرة المغربية مازالت في حاجة إلى عمل حقيقي، وإلى تغيير لعقليات كل المتدخلين فيها، فمادامت السيوف تشهر لأن رجاويا سيدرب الوداد، أو لأن وداديا سيقود الرجاء، فإنه مازالت تفصلنا سنوات ضوئية عن الاحتراف، وإلى أن تتغير العقليات سيكون علينا أن نواصل الحلم، وأن نحترف رياضة «الصبر»، حتى لا نستفيق غدا على أوهام جديدة.