الرباط محمد الرسمي كشفت مصادر مطلعة أن محمد أوزين، وزير الشباب والرياضة، أوقف تنفيذ الاستراتيجية الوطنية المندمجة للشباب، التي وقعت على عهد الوزير السابق منصف بلخياط مع مجموعة من القطاعات الوزارية، وكذا مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب، بهدف تمتيع الشباب المغاربة بمجموعة من الامتيازات. وأضافت نفس المصادر أن الاستراتيجية، التي وقعت منذ عامين على إثر المناظرة الوطنية للشباب، التي عقدت في ماي من سنة 2011، بحضور ألف من الشباب و18 وزيرا من الحكومة السابقة، تعرضت للتجميد على يد الوزير أوزين المشرف حاليا على القطاع، رغم أنها كلفت ميزانية الدولة سبعة مليارات درهم، شملت عشر اتفاقيات مع قطاعات وزارية مختلفة، وأيضا مع القطاع الخاص ممثلا في الباطرونا، في حين تبلغ ميزانية الوزارة ككل مليارا و600 مليون. وكشفت المصادر ذاتها أن تلك الاتفاقيات كانت ستمكن عددا كبيرا من الشباب من الاستفادة من التغطية الصحية، والاستفادة من البنيات التحتية التابعة لمختلف الوزارات والقطاعات التابعة للدولة، بالإضافة إلى تسهيل ولوج الشباب إلى عالم الشغل، من خلال المقاولات التابعة للاتحاد العام لمقاولات المغرب، «مما كان سيساهم فعليا في تخفيض نسبة البطالة في صفوف الشباب». وأكدت المصادر نفسها أن عرقلة الاستراتيجية المندمجة للشباب تضاف إلى تلكؤ الوزارة في إخراج القانون التنظيمي للمجلس الاستشاري للشباب والمجتمع المدني، مما يجعل المتضرر الأول هو الشباب المغربي، «الذي يطمح إلى إجراءات مستعجلة، تخرجه من دوامة البطالة والتهميش التي يعيشها جزء كبير من هذه الفئة المجتمعية الهامة، حتى تكون مؤهلة لبناء مغرب الغد». من جهته، اعتبر مصدر مسؤول بالوزارة أنها متشبثة بالمشروع أكثر من أي وقت مضى، مؤكدا أن التأخير الحاصل في إخراجه إلى حيز الوجود راجع بالأساس إلى «رغبتنا في إشراك أكبر عدد من الجمعيات الشبابية، وليس فقط ألف شاب ينتمون إلى المدن الكبرى للمملكة، مثل الرباط والدار البيضاء ومراكش». وأضاف المصدر ذاته أن وزارة الشباب والرياضة تأخذ بعين الاعتبار المقتضيات الجديدة التي أتى بها الدستور الحالي، خاصة المجلس الاستشاري للشباب والمجتمع المدني الذي نص عليه، من أجل بدء المشاورات خلال شهر شتنبر المقبل، مع أكثر من 220 دارا للشباب تمثل 35000 شابة وشاب من مختلف مناطق المغرب، من أجل تنزيل سليم لهذه الاستراتيجية على أرض الواقع. يشار إلى أن الخطاب الملكي الأخير بمناسبة عيد الشباب، طالب فيه الملك محمد السادس ب«توفيرالظروف المثلى التي تساعد الشباب على تحقيق الذات وتحمل المسؤولية من أجل اندماج أفضل على الصعيدين الاجتماعي والمهني، لاسيما عبر خلق آفاق أوسع لفرص الشغل، وفق الاستراتيجيات التي سيساهم المجلس الاستشاري للشباب في وضعها مستقبلا».