لأول مرة في تاريخه، نظم «غاليري لحد»، المتخصص في عرض أعمال وفنون الشرق الأوسط، والواقع وسط عاصمة الضباب لندن، معرضا للفنانة المغربية وديعة بوطابة، عرَف إقبالا جماهيريا كبيرا وأشاد به عدد كبير من نقاد الفن والمهتمين بحركة الفن التشكيلي في بريطانيا. وعرف المعرض، الذي انطلقت فعالياته في 11 من شهر أكتوبر الحالي، والذي سيستمر الى غاية 12 دجنبر القادم، أيضا، حضور أبناء الجالية المغربية المقيمة في لندن وعدد من المواطنين البريطانيين الراغبين في اكتشاف تراث المغرب وعاداته من خلال أعمال وديعة بوطابة، التي تعتبر واحدة من التشكيليات المغربيات القلائل في بريطانيا. ولدت وديعة بوطابة في بريطانيا من أبوين مغربيين من الناظور. بعد حصولها على شهادة في فن التصميم، عملت في مجال الأزياء، ثم بدأت في سن مبكر في تشكيل لوحاتها وأعمالها الفنية الأولى، لكي تعرّف بغنى المغرب وتنوع تراثه ومخزونه الحضاريّ من جهة، ولكي تغيّر، من جهة ثانية، تلك الصورة النمطية التي يملكها الأوربيون عن المغرب وعن المرأة المغربية تحديدا. بعد سنوات من البحث والاجتهاد ورسم عشرات اللوحات المتنوعة عن المغرب وتراثه العريق، تمكنت من وضع أقدامها على الساحة الفنية في بريطانيا،ذ ومن كسب احترام النقاد والجالية العربية، خاصة بعد أن خصصت ريع معرضها الأول للتخفيف من معاناة سكان غزة. وبعد عرضها الأول، الذي تبرعت بعائداته لجمعية مصرية تساعد سكان غزة في محنتهم، انتشرت أعمالها، كما تعاونت مع عدد من الوكالات اللندنية التي منحتنها فرصة عرض أعمالها في معرض «landmark salvador dali» في لندن، كما نظمت معرضا لفائدة رابطة المهاجرين في لندن، حضرته العديد من التمثيليات الدبلوماسية. ومنذ ذلك الوقت أصبح عدد كبير من الناس يطلبون منها أن ترسم لهم أشياء معينة بطريقتها الخاصة. ولتفسير حرصها الشديد على أن تكون جل أعمالها مخصصة للتعريف بالمغرب وحضارته، تؤكد بوطابة،ذ أن المغرب كان، دائما، وجهة جذابة ومفضلة لدى الإنجليز، الذين يدفعهم الفضول إلى التعرف على ثقافة الآخر المختلفة والذين صاروا، في السنوات الأخيرة، يحرصون على زيارة مدن المغرب العتيقة، كفاس ومراكش، وبأعداد غفيرة، ويسجلون إعجابهم وانبهارهم بكل أشكال وتعابير الصناعة التقليدية وببساطة عيش المواطن المغربيّ، لكن، للأسف الشديد، فإن جل الأوربيين أصبحوا يملكون صورا مشوشة وسلبية عن المسلمين من خلال ما تكتبه الصحافة. لذلك تحاول «وديعة» من خلال أعمالها الفنية تقديم صورة مختلفة تغيّر نظرتهم السلبية إلينا.. صورة تحسن من تصورهم ونظرتهم لواقعنا ومحاولة تغييرها ما أمكن. وقالت وديعة بوطابة بهذا الخصوص: «لقد أردت أن أفتح عيونهم على جوانب مختلفة من حياتنا وأدفعهم إلى التفكير في ذلك، وبالفعل كان تواصل الأوربيين إيجابيا مع لوحاتي بغضّ النظر عن تلك الخلفية السابقة. لديّ رغبة قوية لعرض أعمالي في المغرب والاعتراف بي في بلدي، وهو الأمر الذي سيكون بمثابة حلم قد تحقق بالنسبة إلي، وأنا أفكر في العودة الى المغرب لممارسة مهنتي من هناك وأن يتشبع ابني بحبّ المغرب، كما كنت في صغري».