أمثولاتٌ للكِبار والصِّغار.. في غزة

صدرت حديثا عن «ملتقى الإبداع الأدبي»، في مركز ثقافة الطفل التابع ل«جمعيّة الثقافة والفكر الحر» في مدينة خان يونس الطبعة الأولى من مجموعة «غابة الحكايات»، للكاتبين، سماح الشيخ وعلي أبو خطاب.
ويأتي الإصدار الجديد في 67 صفحة من القطع المتوسط العرضي، بواقع 11 حكاية مع عدد مماثل من رسوم معبّرة بريشة الفنان عبد الله الرزي. وقد جعل الكاتبان لوحةً في مقدمة كلّ حكاية، باعتبار أنّ الصورَ جزءٌ مكمّل لأي عمل يستهدف فئة الصغار.
ولجأ الكاتبان الشيخ وأبو خطاب إلى الترميز بجرعات تقفز عن الطفل؛ لتصبح في متناول الكبار أيضاً. وهذا ما يذكرنا بأسلوب الروائي والكاتب السوري زكريا تامر الذي يكتب للأطفال ولبعض الكبار معاً.
في «غابة الحكايات» التي صَمّم الشاعر عبد الفتاح شحادة غلافها، يطلق صاحبا العمل المشترك على حكاياتهما صفة «أمثولات للكبار والصغار»، وفيها ينطقون جمهرةً من الطيور والحيوانات، مُحمّلة بجملة من الحكِم والعِبر؛ بهدف غرس منظومة من القيم الأخلاقية والتربوية في نفوس الفئة التي يستهدفها العمل، بأسلوب يحاكي، في صميمه، أعمالاً معروفة في التراث العربي.
في حكاية «النمس والبطة البحيرة» نقرأ:
«وفي اليوم التالي حضر النمس للبحيرة ووجد البطة تغتسل بالماء فناداها:
- أيتها البطة الغريبة.. كيف أصبحت اليوم؟
لم ترد البطّة عليه، فغضب كثيراً وصار يغني بصوت عال أكثر إزعاجاً.
البطة الغريبة تغتسل بالماء ليذهب لونها البنيّ، وتصبح كباقي الطيور.. البطة البنية تريد أن تصبح بيضاء.
- هذا ليس صحيحاً. أنا أغتسل كل يوم بالماء وأحب النظافة. ولا أريد تغيير لوني.
سألها النمس:
- ولماذا لا تغيرين لونك لتصبحي كالبجع الأبيض الجميل؟
ردّت البطة:
- البجع جميل والبط جميل، والأبيض جميل والبني جميل.
تساءل النمس في ضعف مصطنع:
- لماذا عني أنا، ألست جميلاً؟
وظلّ النقاش دائرا بينهما والنمس لا يقول شيئا مفيداً. حتى انقضى النهار ولم تأكل البطة شيئا وقضت ليلة أخرى من الجوع».
«غابة الحكايات» هو العمل الثامن الذي يضيفه «ملتقى الإبداع الأدبي» للمكتبة الثقافية الفلسطينية ضمن سلسلة المنشورات الأدبية التي تقدّمها «جمعية الثقافة الفكر الحر» والتي تستهدف إبراز الإبداعات الشابة في قطاع غزة، فبدأت بطباعة ونشر السلسلة على التوالي: «انتفاضة ثقافية» وهو كتاب شعري مشترك يَضمّ شعراء من قطاع غزة، ديوان «كي» للشاعر محمود ماضي، ديوان «بعض من الذنوب» للشاعر عبد الفتاح شحادة، «ابن المخيم يا ولد» بالعامية للشاعر غازي كلخ، «بعض من العشق» و«خبيرة البحر» وهما مجموعة قصصية ورواية للكاتب عثمان الجحجوح. بالإضافة إلى إصدار مجموعة «لعلك» للشاعر يوسف القدرة. (يطلب الإصدار من مركز ثقافة الطفل).