بالتزامن مع احتفال المغرب باليوم العالمي للمرأة، أصدرت المندوبية السامية للتخطيط مذكرة إخبارية تتطرق لوضعية المرأة في المغرب، سواء من الناحية الديمغرافية أو الاجتماعية أو الاقتصادية، وهي المذكرة التي تنضاف إلى النشرة الدورية التي تصدرها المندوبية سنويا بمناسبة اليوم الوطني للمرأة، والذي يصادف يوم عاشر أكتوبر من كل سنة. وأكدت مذكرة المندوبية، التي توصلت «المساء» بنسخة منها، أن «وضعية المرأة داخل المجتمع المغربي ما تزال هشة، فعلاوة على الأمية، فإنّ الولوج إلى سوق الشغل ما يزال محدودا، حيث لا تشكل النساء إلا ما يزيد قليلا على ربع السكان النشيطين، كما أن معدل البطالة لديهن يفوق مثيله لدى الرجال، حيث بلغ معدل 9.9 % مقابل 8.7% سنة 2012». وسجلت المذكرة، كذلك، أنه خلال سنة 2011 كانت ربع الأسر المغربية تحت إشراف نساء، مقابل 15 في المائة فقط من الأسر سنة 1994، توجد من بينهنّ حوالي 22 % تعشن لوحدهن، 54 % أرامل و74 % منهن غير نشيطات، وهي الوضعية الناتجة عن طول عمر النساء مقارنة بالرجال، إضافة إلى فارق السن بينهم عند الزواج، وهي الوضعية التي تؤدي بهنّ إلى العيش وحيدات في سن متقدمة وإعالة أسرهن. في المقابل، أكدت مذكرة المندوبية أن النساء أصبحن يعشن مدة أطول من الرجال، «حيث إنّ عمرهن المتوقع عند الولادة في سنة 2010 يبلغ حوالي 76 سنة، مقابل 66.4 سنة 1987، أي ب 1.8 سنة أكثر من الرجال، وهو ما يعزى إلى تحسّن ظروف المعيشة، والذي يتجلى في انخفاض معدل الوفيات، خصوصا وفيات الرضع، وكذا التراجع المتواصل للخصوبة». وفي ما يتعلق بخصوبة النساء المغربيات، فقد انخفض مؤشرها من 4.5 طفل لكل امرأة في سنة 1987 إلى 2.2 طفل في سنة 2010، حيث كان هذا الانخفاض أقوى في الوسط القروي، إذ تراجع معدل الخصوبة من 5.8 طفل إلى 2.7 طفل، مقابل تراجع هذا المعدل في الوسط الحضري من 2.8 إلى 1.8خلال الفترة نفسها، وهو التراجع الذي فسّرته المذكرة بارتفاع سن الزواج الأول عند النساء، حيث انتقل معدل السن من 22.2 سنة 1982 إلى 26.6 سنة 2010، وتراجعت نسبة المتزوجات اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين 15 و19 سنة من20 % سنة 1982 إلى 9 % سنة 2010، أما بالنسبة إلى اللواتي تتراوح أعمارهن بين 20 و24 سنة فقد تراجعت نسبة المتزوجات في صفوفهن من حوالي 60 % إلى 38% خلال الفترة نفسها. وعرف مستوى تمدرس الفتيات ومحاربة الأمية، بدوره، تطورا، حيث ارتفع معدل تمدرس الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 6 سنوات و11 سنة في الوسط القروي من 70% إلى 92%، وتضاعف معدل معرفة القراءة والكتابة لدى المرأة في الوسط نفسه، رغم استمرار ضعفه، بحوالي ثلاث مرات تقريبا بين سنتي 1994 و2009، منتقلا من 10.9 % إلى 31 %.