وفد قضائي وطني رفيع يزور جماعة الطاح بطرفاية تخليداً للذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء واستحضاراً للموقع التاريخي للملك الراحل الحسن الثاني    مؤسسة طنجة الكبرى: معرض الطوابع البريدية يؤرخ لملحمة المسيرة الخضراء    هنا المغرب    ألعاب التضامن الإسلامي (الرياض 2025).. المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة إلى النهائي بعد تجاوز المنتخب السعودي في نصف النهاية    لقاء الجيش و"الماص" ينتهي بالبياض    تراجع عجز السيولة البنكية إلى 142,1 مليار درهم    تتويج المغربي بنعيسى اليحياوي بجائزة في زيورخ تقديرا لالتزامه بتعزيز الحوار بين الثقافات    نبيل باها: عزيمة اللاعبين كانت مفتاح الفوز الكبير أمام كاليدونيا الجديدة    بنكيران: "البيجيدي" هو سبب خروج احتجاجات "جيل زد" ودعم الشباب للانتخابات كمستقلين "ريع ورشوة"    الأقاليم الجنوبية، نموذج مُلهم للتنمية المستدامة في إفريقيا (محلل سياسي سنغالي)    "أونسا" ترد على الإشاعات وتؤكد سلامة زيت الزيتون العائدة من بلجيكا    ست ورشات مسرحية تبهج عشرات التلاميذ بمدارس عمالة المضيق وتصالحهم مع أبو الفنون    الدار البيضاء تحتفي بالإبداع الرقمي الفرنسي في الدورة 31 للمهرجان الدولي لفن الفيديو    كرة القدم ..المباراة الودية بين المنتخب المغربي ونظيره الموزمبيقى تجرى بشبابيك مغلقة (اللجنة المنظمة )    نصف نهائي العاب التضامن الإسلامي.. تشكيلة المنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة أمام السعودية    المنتخب المغربي الرديف ..توجيه الدعوة ل29 لاعبا للدخول في تجمع مغلق استعدادا لنهائيات كأس العرب (قطر 2025)    حماس تدعو الوسطاء لإيجاد حل لمقاتليها العالقين في رفح وتؤكد أنهم "لن يستسلموا لإسرائيل"    أيت بودلال يعوض أكرد في المنتخب    أسيدون يوارى الثرى بالمقبرة اليهودية.. والعلم الفلسطيني يرافقه إلى القبر    بعد فراره… مطالب حقوقية بالتحقيق مع راهب متهم بالاعتداء الجنسي على قاصرين لاجئين بالدار البيضاء    وفاة زغلول النجار الباحث المصري في الإعجاز العلمي بالقرآن عن عمر 92 عاما    توقيف مسؤول بمجلس جهة فاس مكناس للتحقيق في قضية الاتجار الدولي بالمخدرات    بأعلام فلسطين والكوفيات.. عشرات النشطاء الحقوقيين والمناهضين للتطبيع يشيعون جنازة المناضل سيون أسيدون    بين ليلة وضحاها.. المغرب يوجه لأعدائه الضربة القاضية بلغة السلام    حصيلة ضحايا غزة تبلغ 69176 قتيلا    عمر هلال: اعتراف ترامب غيّر مسار قضية الصحراء، والمغرب يمد يده لمصالحة صادقة مع الجزائر    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الإثنين    مديرة مكتب التكوين المهني تشتكي عرقلة وزارة التشغيل لمشاريع مدن المهن والكفاءات التي أطلقها الملك محمد السادس    الكلمة التحليلية في زمن التوتر والاحتقان    الرئيس السوري أحمد الشرع يبدأ زيارة رسمية غير مسبوقة إلى الولايات المتحدة    شباب مرتيل يحتفون بالمسيرة الخضراء في نشاط وطني متميز    مقتل ثلاثة أشخاص وجرح آخرين في غارات إسرائيلية على جنوب لبنان    "حماس" تعلن العثور على جثة غولدين    دراسة أمريكية: المعرفة عبر الذكاء الاصطناعي أقل عمقًا وأضعف تأثيرًا    إنفانتينو: أداء المنتخبات الوطنية المغربية هو ثمرة عمل استثنائي    النفق البحري المغربي الإسباني.. مشروع القرن يقترب من الواقع للربط بين إفريقيا وأوروبا    درك سيدي علال التازي ينجح في حجز سيارة محملة بالمخدرات    لفتيت يشرف على تنصيب امحمد العطفاوي واليا لجهة الشرق    الأمواج العاتية تودي بحياة ثلاثة أشخاص في جزيرة تينيريفي الإسبانية    فرنسا.. فتح تحقيق في تهديد إرهابي يشمل أحد المشاركين في هجمات باريس الدامية للعام 2015    الطالبي العلمي يكشف حصيلة السنة التشريعية    ميزانية مجلس النواب لسنة 2026: كلفة النائب تتجاوز 1.59 مليون درهم سنوياً    الدار البيضاء: لقاء تواصلي لفائدة أطفال الهيموفيليا وأولياء أمورهم    "أونسا" يؤكد سلامة زيت الزيتون    "يونيسيف" ضيفا للشرف.. بنسعيد يفتتح المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب    بيليم.. بنعلي تقدم النسخة الثالثة للمساهمة المحددة وطنيا وتدعو إلى ميثاق جديد للثقة المناخية    تعليق الرحلات الجوية بمطار الشريف الإدريسي بالحسيمة بسبب تدريبات عسكرية    مخاوف برلمانية من شيخوخة سكانية بعد تراجع معدل الخصوبة بالمغرب    الداخلة ترسي دعائم قطب نموذجي في الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي    مهرجان الدوحة السينمائي يعرض إبداعات المواهب المحلية في برنامج "صُنع في قطر" من خلال عشر قصص آسرة    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    سبتة تبدأ حملة تلقيح جديدة ضد فيروس "كورونا"    دراسة: المشي يعزز قدرة الدماغ على معالجة الأصوات    الوجبات السائلة .. عناصر غذائية وعيوب حاضرة    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سلطان: الانقلاب العسكري تم بدعم من الصهاينة وأمريكا وبمساعدة من الخليج
قال إن ولي عهد إمارة أبو ظبي هو صاحب الدور الأكبر والمشرف على خطة عزل مرسي
نشر في المساء يوم 11 - 07 - 2013

- هل يمكن اعتبار أحداث أول أمس (الاثنين) الدموية التي فقدتم فيها أزيد من 50 شخصا برصاص الجيش و
الشرطة، سقطوا أثناء تأديتهم صلاة الفجر قرب دار الحرس الجمهوري، حدا فاصلا بينكم وبين الجيش والقوى السياسية المساندة له؟
نحن رأينا رأي العين، ومن رأى ليس كمن سمع، وما رأيناه أبشع بكثير مما عرضته الصور. ما حدث على أرض الواقع جعل المسافة بالفعل شاسعة بيننا وبين الجيش والشرطة معا. لقد كنا نعتقد بأن الخيانات الكبرى توجد في وزارة الداخلية وليس في الجيش، ولم يكن لدينا اعتراض سوى على قيادة الجيش فقط، لكننا اليوم نتهم بصريح العبارة الجيش وقيادته.
- بِمَ تتهمونه؟
عبد الفتاح السيسي (القائد العام للقوات المسلحة المصرية) قاتل. فهناك مجازر يومية منذ جاء إلى سدة الحكم وعزلَ الرئيس مرسي وأوقف العمل بالدستور. لذلك نعتقد الآن بأن عقلية الجيش يجب أن تتغير تغييرا جذريا، فمادام الجيش لم يحارب في الخارج لا بد له أن يحارب في الداخل. الجيش الذي لا يخوض معارك خارجية يدخل في معارك داخلية.
- هل كنتم، وأنتم في الحكومة، تسعون إلى خلق معارك خارجية للجيش المصري؟
تمنينا لو أن هذا الجيش عرف أن التحدي الأول له هو الكيان الصهيوني، فأرض سيناء المصرية لم تتحرر حقيقة، لأننا لا نستطيع أن نُدخل إليها أرتالا من السيارات العسكرية الكبيرة والطائرات، وفلسطين بجوارنا محتلة. للأسف، فالجيش يصدق عليه قول الشاعر: «أسد عليَّ وفي الحروب نعامة».
- ما الدافع الحقيقي لما تعتبرونه انقلابا على حكمكم؟
هناك مشروعان يتصارعان. المشروع الإسلامي والمشروع العلماني، الثورة المصرية والفلول التي حكمت مصر. الثورة المصرية أزاحت أربعة أشياء: الاستبداد السياسي، الفساد المالي، التخلف الحضاري، والتحلل الأخلاقي. لذلك، فهؤلاء الانقلابيون لا يقوون أبدا على العيش في أجواء نظيفة، مثل الخنفساء التي تموت إذا ما أخرجتها من القمامة.
-هل تعتبر شخصيا عزلكم عن الحكم تصرفا داخليا، أم مؤامرة من الخارج، كما يقول بعضكم؟
عقل العسكريين لا يتسع لهذه المؤامرة الكبرى إلا بمعاونة ضخمة من الكيان الصهيوني وأمريكا ومساعدة ضخمة من أغبياء الخليج.
- وما دليلكم على هذا؟
محمد بن زايد بن سلطان آل نهيان (ولي عهد إمارة أبوظبي) بشكل محدد هو صاحب الإمداد الأكبر، وأنا أتوفر في هاتفي على الخطة الكاملة التي أشرف عليها محمد بن زايد لعزل الرئيس مرسي. الإمارات دفعت مليارا ونصف مليار دولار من أجل هذا الانقلاب على النظام الشرعي. كما دفعت مليارا ونصف مليار آخر للضباط والقادة الذين قاموا بهذا الانقلاب. وهناك تعهد من دول الخليج بإنهاء أزمة البنزين، الذي سيتم إمداد مصر به مجانا من عدد من دول الخليج لمدة سنة، لإنهاء أزمة السولار. وستتدفق الأموال على مصر حتى لا يحس المواطن بأن هناك أزمة. كل هذا لإزاحة النظام الإسلامي، الذي لا يسمح بالسرقات وبالسلب والنهب.
- كل المصريين البسطاء الذين التقيت بهم منذ مجيئي إلى مصر يقولون إن حكم الإخوان المسلمين لمصر تسبب في أزمة اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة. هل تعتبرون فشلكم في التسيير مؤامرة أيضا؟
قطعا كانت تلك الأزمات مفتعلة. لقد هدد خصومنا بهذا، وقالوا إذا فشلنا في معركة الدستور سوف نتحرك لخنق الاقتصاد المصري، وخاصة السلع الأساسية التي تمس المواطن العادي، وقد نبهنا الرئاسة والحكومة لهذا، ففعلت أشياء، لكنها لم تكن أكثر حزما في معالجة كثير من القضايا.
- أول أمس الاثنين (8 يوليوز 2013) دعت حركة «تمرد» إلى تفكيك حزبكم «الحرية العدالة» بمبرر وجود أسلحة غير قانونية داخل مقره المركزي الذي اقتحمه جمع من المواطنين. كيف تلقيتم هذه الدعوة؟
حركة «تمرد» أنشأتها المخابرات المصرية، بتنسيق مع المخابرات الصهيونية والأمريكية والإماراتية.
- لا تنكر بأن شباب الحركة كانوا شركاء لكم في ثورة 25 يناير 2011، التي أطاحت بنظام حسني مبارك؟
قليل منهم من شارك في تلك الثورة، ثم إن المنسق العام لهذه الحركة، لا أعرف اسمه، شيعي.
- تقصد محمود بدر؟
إنه يفاخر بصوره التي يعلقها في بيته مع حسن نصر الله، قاتل إخواننا في سوريا.
- هل تُدخل متابعة الرئيس المعزول، محمد مرسي، وقيادات إخوانية بارزة بتهم خطيرة، منها القتل والتحريض عليه، في سياق التحامل عليكم وتلبيسكم تهما لا علاقة لكم بها؟
هذا لا يمكن فهمه إلا في ضوء أمرين اثنين: تقول سورة البقرة، أول سورة بعد الفاتحة، إن قوما من بني إسرائيل قتلوا ابن عمهم لكي يرثوا العم الغني، ولم يكتفوا بهذه الجريمة، بل جعلوها جريمة مركبة، فاتهموا الجيران بأنهم هم من قتلوا ابن عمهم، ولم يقفوا عند ذلك، بل طالبوا هؤلاء الجيران بدية ابن عمهم «الغالي عليهم». هؤلاء الذين يتهموننا بالقتل والتحريض عليه هم القتلة، لكنهم يريدوننا أن ندفع فاتورة قتلهم، « وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون». الأمر الثاني هو أن أول رجل عرّف علم الأخبار في بريطانيا كان يهوديا، كتب عنه الأستاذ سليمان صالح في كتابه «صناعة الأخبار» فقال إن هذا الرجل عرف الخبر بأنه الإثارة وليس الحقيقة، فإذا عض كلب إنسانا، على الصحافي أن يقول إن الإنسان هو الذي عض الكلب، حتى يكون الخبر مثيرا. أما إذا قال إن الكلب عض الإنسان فهذا ليس خبرا لأنه ليس مثيرا.
-هل يعني هذا أن الإعلام، المصري منه بالأساس، تحامل عليكم؟
قطعا نعم، وعكاشة (يقصد الإعلامي توفيق عكاشة أحد أكبر خصوم الإخوان المسلمين في مصر) اعترف بهذا على التلفزيون، حين قال: لقد أنفقنا ستة مليارات دولار على الإعلام لتشويه صورة الإخوان ومرسي والمشروع الإسلامي.
- وصفتم من خرجوا للتظاهر يوم 30 يونيو المنصرم بأنهم فلول النظام السابق، ومدعومون من قبل المسيحيين.
طبعا هم فلول النظام السابق ومدعومون من قبل المسيحيين. صحيح أن بينهم شباب بُرءاء من كل هذا، لكن القيادات التي تحركهم هي بشكل أساسي من هذا النوع.
- وهل غير القيادات، من المحتجين على نظام حكمكم السابق، مجرد مغرر بهم؟
طبعا مغرر بهم.
- ما تعليقك، شخصيا، على موقف الأزهر الشريف، والكنيسة القبطية الأرثوذوكسية، وهما مؤسستان دينيتان لهما وزنهما الرسمي والشعبي في مصر، من تدخل الجيش لعزل الرئيس محمد مرسي؟
نحن نتعجب ممن يقولون إنه لا يجب خلط الدين بالسياسة، بينما هم يأتون بالدين ليسوغوا به السياسة التي يريدون. شيخ الأزهر عيّنه حسني مبارك، وكان عضوا في لجنة السياسات بالحزب الوطني، وقانون العزل الذي صدر من قبل كان يفرض على كل من كان في هذه اللجان العليا ألا يتقلد منصبا بعد الثورة، لكنهم أسقطوا هذه المادة بالقضاء الفاسد. شيخ الأزهر رجل يدلس في دين الله تبارك وتعالى؛ فعلى الفيديو تسمعه يقول: من خرج على نظام حسني مبارك فهو خارج عن الدين، وقبل هذا الانقلاب علينا بخمسة أيام عاد يقول إن الخروج على الحاكم بالسلاح معصية وليست كبيرة، أي ليست كفرا وخروجا عن الإسلام.
- وماذا عن موقف الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية المصرية؟
موقف الكنيسة أسوأ لأن الأقباط أقلية لا تزيد عن 6 في المائة من مجموع الشعب المصري، ومع ذلك يأخذون حقوق أكثر من 30 في المائة من المواطنين.
- كيف تقيسون هذا؟
نقيسه بالاقتصاد والمناصب وغيرها من الأشياء.
- هل تريد أن تقول إن موقف الكنيسة الإيجابي من تدخل الجيش لعزل الرئيس مرسي كان موقفا طبيعيا أملته المصالح؟
لا، ليس موقفا طبيعيا. هذا موقف ابتزازي وتدخل سافر غايته شق وطنية الإنسان المصري، مسلما كان أم مسيحيا.
- ذكّرتم، في سياق الأحداث الأخيرة، بابا الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية الأنبا تواضروس، بمواقف سابقه الراحل، البابا شنودة، الذي لم يكن يخفي دعمه للإسلاميين. هل يعني هذا أن هناك تحولا في موقف الأقباط من الإخوان أملته أمور سياسية؟
لم يكن البابا شنودة على علاقة طيبة بالإسلاميين، وإنما كان منافقا خالصا، كما كان ذا قوة كبيرة جدا في ابتزاز الدولة، والتعامل كدولة داخل الدولة.
- لكنني سمعت المرشد العام لحركة الإخوان المسلمين، محمد بديع، يقول يوم الجمعة المنصرم، من منصة ميدان رابعة العدوية: «أقول للبابا تواضروس اسمع وصية الباب شنودة التى قال فيها ادعم الإسلاميين»؟
لقد أخطأ فضيلة المرشد في هذا الكلام، ونحن خطأناه، رغم تقديرنا واحترامنا له.
- تُتهمون، في حزب الحرية والعدالة، بأنكم سعيتم، خلال المدة التي حكمتم فيها، إلى أخونة مصر وليس إلى تنميتها وحكامتها حكامة جيدة.
لقد قصرنا في أخونة الدولة. قبل الثورة كنا ننجح في كل الانتخابات النقابية وفي اتحادات الطلاب بنسبة لا تقل عن 85 في المائة. لكن بعد الثورة لم يزد نصيبنا من الوظائف القيادية العليا عن 18 في المائة، ولم نتجاوز 2 في المائة من مجموع الوظائف العامة. من ناحية أخرى، فباراك أوباما، وغيره من رؤساء أمريكا، يدخل إلى البيت الأبيض ورفقته 6500 موظف، ولا يسأل أمام مجلس الشيوخ إلا عن ستة أشخاص في الحقائب الكبرى، مثل الأمن والدفاع والاقتصاد.. الرئيس مرسي لم يدخل من جملة ثلاثة ألف عامل من العاملين في القصر سوى 40 شخصا، فأين أخونة الدولة؟ إن أحد أسباب ما حدث لنا الآن من انقلاب هو تقصيرنا في أخونة الدولة، وفي إدخال عناصر جديدة ونظيفة إلى الدولة.
- عندما تفسرون عزل الرئيس مرسي بأنه خروج عن الشرعية، تبدون كمن يركز نظره على صناديق الاقتراع فقط، مستهينا بخروج ملايين المصريين، وهم أصحاب الشرعية الحقيقية، ضدكم إلى الشارع؟
هذا ادعاء غير صحيح، لأن الطيران العسكري نفسه صور وقال إن الإسلاميين جمعوا، يوم 28 يونيو، أربعة ملايين ونصف متظاهر، وأن حركتي «تمرد» و»الإنقاذ» لم تجمعا، في سطاد الجمهورية، غير مليوني متظاهر. نحن الأكثر حضورا على الأرض وفي صناديق الاقتراع. ففي استفتاء المجلس الدستوري تم التصويت على المبادئ العشرة بنسبة 76 في المائة، وفي انتخابات مجلس الشعب حصلنا على نسبة 66 في المائة، وحصلنا في مجلس الشورى على 75 في المائة. أما في انتخابات النقابات فتجاوزنا نسبة 90 في المائة، فأين هؤلاء من الشارع؟ لو كانوا يعرفون قيمتهم في صندوق الاقتراع لنادوا بالديمقراطية المزعومة عندهم.
- في آخر خطاب له، اعترف الرئيس محمد مرسي بوجود أخطاء في تدبيره للحكم، دون أن يفصل في ذلك. غير أن العديد من الملاحظين المستقلين اعتبروا أن الكثير من المستثمرين الأجانب غادروا مصر خلال فترة حكمكم، لعدم وجود ضمانات استقرار كافية. ما قولك؟
هذا الأمر كان فيه تقصير من الرئاسة، فأول شيء طلبنا من الرئيس مرسي أن يأخذ فيه موقفا حاسما، هو العمل على تقوية جهاز الشرطة لتحقيق الأمن الداخلي، وأن يقوي جهاز الجيش لتحقيق الأمن الخارجي، وأمن الحدود. الرئيس قوى الجيش فاستأسد عليه، ولم يقوّ الشرطة فضاع الأمن وضاع الاستثمار بسبب الجانب الأمني. لقد استلمنا البلد وفيها 300 آلاف مجرم، ضمنهم 93 ألف مسجلون خطر. هل تدير البلاد بنفس جهاز الشرطة وهو جزء من الفساد، بالرغم من أن الرئيس زاد في الشرطة، كأول وأكثر فئة، بنسبة 250 في المائة. وميزانية الشرطة لهذا العام فيها زيادة في الرواتب بنسبة4.7 من 10 مليارات جنيه، ومع ذلك كانت الشرطة من أول الخونة.
- ما هي الأخطاء الكبرى التي ارتكبها الرئيس مرسي في تدبيره شؤون الدولة؟
كان على الرئيس أن يحرك خمسة ملفات رئيسية، وقد كاتبته في هذا الموضوع وسلمته مقترحاتي يدا بيد: الملف الأول هو الملف الأمني وقد ذكرته لك. الملف الثاني هو الملف الإعلامي؛ ففي تركيا، مثلا، اشتغل نجم الدين أربكان أفضل من رجب طيب أردوغان، على الأرض، لكن لم يكن مع أربكان أعلام فدخل السجن. أردوغان، وقبل أن يتسلم منصب رئاسة الوزراء، جعل حزبه يشتري القنوات التلفزيونية الرئيسية في تركيا، فكان كل يوم يتقدم بخطوات كبيرة جدا. ثالث ملف طالبت الرئيس المصري بتحريكه هو ملف القضاء؛ لأن القضاء المصري فيه الكثير من الفساد. رابع ملف هو التعليم، إذ لا يمكن أن نبني البلد على القيم والمبادئ الإسلامية والعربية والإنسانية، من دون النهوض به ووضع اليد عليه. خامس ملف هو الأوقاف، فقد قلنا مرارا إن وزارة الأوقاف يمكن أن تنهض وحدها بالاقتصاد المصري وتمول أكبر المشاريع.
- ماذا كان رد مرسي على اقتراحاتك حول الملف الإعلامي؟
كان يقول: نحن نحاول، لكن الأزمة أكبر مما تتخيل. وبالفعل، كلما كنا نطأ مجالا من المجالات كنا نجد الأزمة والفساد والاستبداد والسرقات.. أكبر بكثير مما تتخيل. لكن كان يمكن أن نتعاطى مع هذا بكثير من الإصلاحات التي تمثل روح الثورة وليس روح المصلح الاجتماعي.
- من هي الجهة التي أحسستم بأنها خذلتكم في هذه المرحلة؟
حزب النور (السلفي). أكبر الناس خذلانا لكل الأمة والشعب المصري، فهم يتحالفون مع الفلول ومن حاربوهم حربا شعواء من قبل، وكفروهم وأخرجوهم من الدين.
- لكن حزب النور تراجع أول أمس (الاثنين) عن موقفه السابق، وانسحب من التفاوض عن تنصيب الحكومة الجديدة وإعلان الدستور، تضامنا معكم واحتجاجا على سقوط العشرات من مؤيديكم قرب دار الحرس الجمهوري؟
التراجع عن الأمور المصيرية خلال أسبوع واحد يدل على الصبيانية السياسية.
- هل تتفق مع من يربط، بتفاوت طبعا، بين ما حدث لكم في مصر، وما يحدث في تونس والمغرب من «تحرش» بالحكومتين الإسلاميتين؟
لا شك أن عدونا جميعا، كإسلاميين، واحد، في مصر وتونس والمغرب وغيرها من الأقطار، وهو عدو يخطط كمن يصمم عمارة واحدة تتكرر أشكالها على باقي العمارات، ولا يكون الاختلاف إلا في مراعاة المناخ وخصوصيات البلد، ويبقى»الديزاين» واحدا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.