"ملفات حارقة" تنتظر عمل اللجان النيابية    أخنوش يقدم الحصيلة المرحلية لعمل الحكومة غدا الأربعاء أمام البرلمان    الاستئناف يضاعف عقوبة طوجني الابتدائية    وزير الخارجية الإسباني يؤكد افتتاح الجمارك بباب سبتة    النقابة الوطنية للعدل تشل محاكم المملكة وتتهم وزارة العدل ب "الغش"    صادرات إسبانيا للمغرب تحطم أرقاما قياسية ومعرض الفلاحة يحصد إشادة مدريد    ضمن جولة إقليمية.. حموشي يقود وفدا أمنيا مغربيا إلى الدوحة ويتباحث مع مدير "أمن الدولة"    بوريطة : العلاقات بين المملكة المغربية وجمهورية سيراليون شهدت تطورا كبيرا خلال السنوات الأخيرة    بنسعيد يبحث حماية التراث المغربي مع مدير المنظمة العالمية للملكية الفكرية    جائزتها 25 مليون.. "ديزي دروس" و"طوطو" يترأسان لجنة تحكيم مسابقة في فن "الراب"    مديرية الضرائب تعلن عن آخر أجل لإيداع الدخول المهنية    الأمم المتحدة تطالب بتحقيق دولي في المقابر الجماعية في مستشفيات غزة    التكيف المناخي للفلاحة.. صديقي يدعو إلى تكثيف الجهود لدعم البحث والابتكار    وزير الصحة: أربعة أمراض غير سارية تكلف 75% من النفقات الإجمالية لصندوقي التأمين عن المرض بالمغرب    طنجة.. توقيف ثلاثة أشخاص لتورطهم في حيازة وترويج مخدر الكوكايين    خارطة طريق فلاحية جديدة بين المغرب وفرنسا    الأقمصة الرياضية التي أرعبت السلطات الجزائرية!    توقعات أحوال الطقس غدا الأربعاء    بسبب انقطاع شلّ مرافق مقاطعة مرس السلطان.. الداخلية تمنح بودريقة أسبوعا لاستئناف مهامه    وزير الزراعة والأمن الغذائي بنيجيريا: "نرغب في تعميق علاقات التعاون مع المغرب في المجال الفلاحي"    عندما تخاف فرنسا.. تُكثر من التصريحات وتعود إلى حضن المغرب!    بورصة الدار البيضاء : تداولات الافتتاح على وقع الانخفاض    الفلاحة المستدامة.. القرض الفلاحي للمغرب والوكالة الفرنسية للتنمية يوقعان اتفاقيتي قرض    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    حنان حمودا تصدر طبعة ثانية لكتاب "الماء وصناعة المقدس: دراسة أنتروبولوجية لبنيات المجتمع الواحي بالمغرب"    أمل تيزنيت يستنكر الأخطاء التحكيمية التي ارتكبت في مباراته أمام جمعية المنصورية    بعد أزمة نهضة بركان.. الاتحاد الدولي للمصارعة يعتمد خريطة المملكة في أقمصة المنتخب    بنموسى: الأزمة التي عاشتها المنظومة التعليمية شكّلت لنا فرصة للإصلاح    حرائق الغابات تجتاح عددا من مقاطعات كندا    بكين تنفي "كل المزاعم بتجسس صيني"    الذهب ينخفض لأدنى مستوى في أكثر من أسبوعين مع انحسار مخاوف الشرق الأوسط    أكادير.. الدورة الأولى لمهرجان "سوس كاسترو" الدولي لفنون الطهي ونجوم المطبخ من 25 إلى 28 أبريل الجاري    الموت يفجع زوج دنيا بطمة السابق    وزارة التربية الوطنية تشرع في عقد المجالس التأديبية للأساتذة الموقوفين وسط رفض نقابي لأي عقوبة في حقهم    العلاج بالحميات الغذائية الوسيلة الفعالة للشفاء من القولون العصبي    هذه هي الرياضات المناسبة إذا كنت تعاني من آلام الظهر    ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34 ألفا و183 شهيدا منذ بدء الحرب    سلسلة زلازل تضرب تايوان أشدّها بقوة 6,3 درجات    حجز كميات من القرقوبي فمراكش وبورطابلات عند بزناس روشيرشي    فرنسي يبصق على مؤثرة مغربية محجبة قرب برج إيفل (فيديو)    القميص ‬البرتقالي ‬يمرغ ‬كبرياء ‬نظام ‬القوة ‬الضاربة ‬في ‬التراب‬    الاتحاد المصري يستدعي المغربي الشيبي    سباق النصر النسوي يطفىء شمعته ال 14 يوم الأحد المقبل وسط أجواء رياضية واحتفالية    الصين: مصرع 4 أشخاص اثر انهيار مسكن شرق البلد    ماذا نعرف عن كتيبة "نيتسح يهودا" العسكرية الإسرائيلية المُهددة بعقوبات أمريكية؟    بطولة إيطاليا-كرة القدم.. "إنتر ميلان" يتوج بلقبه ال20    ادعاء نيويورك كيتهم ترامب بإفساد الانتخابات ديال 2016    هل يمكن لفيزياء الكم أن تقضي على الشيخوخة وأمراض السرطان؟        سعد لمجرد يكشف تفاصيل لقائه بجورج وسوف    أسامة العزوزي يسجل في مرمى روما    الأمثال العامية بتطوان... (579)    تقوى الآباء تأمين على الأبناء    وفاة الشيخ اليمني عبد المجيد الزنداني عن 82 عاما    كيف أشرح اللاهوت لابني ؟    السعودية تعلن شروط أداء مناسك الحج لهذا العام    الأسبوع الوطني للتلقيح من 22 إلى 26 أبريل الجاري    الأمثال العامية بتطوان... (577)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«المساء» تكشف كواليس صفقات السلاح التي يوقعها المغرب
يحاول ‬تنويع ‬مصادر ‬السلاح ‬للتخلص ‬من ‬التبعية ‬للدول ‬الكبرى
نشر في المساء يوم 07 - 12 - 2014

في ‬الوقت ‬الذي ‬تتصاعد ‬فيه ‬حدة ‬التقارير ‬الدولية ‬التي ‬تحذر ‬من ‬ارتفاع ‬سباق ‬التسلح ‬في ‬العالم، ‬وتنتقد ‬التساهل ‬في ‬توريد ‬السلاح ‬إلى ‬مناطق ‬تعيش ‬على ‬وقع ‬النزاعات ‬العرقية ‬والطائفية ‬والعنف ‬وعدم ‬الاستقرار، ‬يشتكي ‬العشرات ‬من ‬أصحاب ‬الشركات ‬المختصة ‬في ‬الصناعة ‬العسكرية ‬من ‬تزايد ‬القيود ‬السياسية ‬على ‬منتجاتهم ‬الحربية ‬التي ‬تفرضها ‬الحكومات ‬تحت ‬ضغط ‬الرأي ‬العام ‬الداخلي ‬الذي ‬يعارض ‬بيع ‬السلاح ‬إلى ‬مناطق ‬النزاعات.‬
وتعد ‬الصناعة ‬الحربية ‬الصناعة ‬الوحيدة ‬التي ‬تخضع ‬لاعتبارات ‬سياسية ‬عند ‬تصديرها ‬إلى ‬دولة ‬أجنبية، ‬وتلجأ ‬أغلب ‬الدول ‬إلى ‬هيئات ‬رسمية ‬تتكلف ‬بدراسة ‬كل ‬جوانب ‬صفقة ‬السلاح، ‬ومدى ‬ملاءمتها ‬لتوجهات ‬الرأي ‬العام ‬الداخلي ‬والسياسة ‬الخارجية ‬للدولة ‬المصنعة، ‬ويكشف ‬‮«‬محمد ‬شقير‮»‬ ‬أستاذ ‬العلوم ‬السياسية ‬في ‬حديثه ‬ل«المساء‮»‬ ‬أن ‬سوق ‬السلاح ‬الدولي ‬يخضع ‬لمجموعة ‬من ‬الاعتبارات، ‬هذه ‬الاعتبارات ‬غالبا ‬ما ‬يحددها ‬بالأساس ‬العامل ‬السياسي ‬ثم ‬فيما ‬بعد ‬العامل ‬الاقتصادي ‬ثم ‬العامل ‬الإيديولوجي.‬
وعلى ‬عكس ‬الشائع، ‬قد ‬يمتد ‬طلب ‬لشراء ‬بعض ‬الدبابات ‬أو ‬الطائرات، ‬من ‬سنتين ‬إلى ‬أربع ‬سنوات ‬أو ‬أكثر ‬قبل ‬أن ‬يصدر ‬بشأنه ‬قرار ‬نهائي ‬بالموافقة ‬أو ‬بالرفض، ‬حيث ‬تفرض ‬دول ‬كالولايات ‬المتحدة ‬الأمريكية، ‬بريطانيا ‬وألمانيا ‬شروطا ‬سياسية ‬صارمة ‬على ‬عقد ‬شركاتها ‬المختصة ‬في ‬الصناعة ‬الحربية ‬لصفقات ‬مع ‬دول ‬من ‬خارج ‬الاتحاد ‬الأوربي ‬أو ‬دول ‬حلف ‬الشمال ‬الأطلسي ‬‮«‬الناتو‮»‬.‬
وتفرض ‬الولايات ‬المتحدة ‬الأمريكية ‬شروطا ‬على ‬كل ‬دولة ‬ترغب ‬في ‬اقتناء ‬أسلحتها، ‬مما ‬قد ‬يضطر ‬الدولة ‬التي ‬ترغب ‬في ‬اقتناء ‬السلاح ‬الأمريكي ‬إلى ‬الانتظار ‬أحيانا ‬أكثر ‬من ‬سنتين، ‬وقد ‬سبق ‬للمغرب ‬أن ‬واجه ‬صعوبة ‬في ‬إكمال ‬صفقة ‬عسكرية ‬مع ‬الولايات ‬المتحدة ‬الأمريكية ‬على ‬عهد ‬الرئيس ‬‮«‬جيمي ‬كارتر‮»‬ ‬إذ ‬لم ‬يتمكن ‬من ‬الحصول ‬على ‬ما ‬يريده ‬من ‬أسلحة ‬إلا ‬بعد ‬صعود ‬‮«‬رونالد ‬ريغان‮»‬ ‬خلفا ‬ل«جيمي ‬كارتر‮»‬، ‬وبعد ‬الوساطة ‬التي ‬قامت ‬بها ‬بعض ‬الدول ‬الخليجية ‬الصديقة ‬للمغرب.‬
وتعد ‬فرنسا ‬البلد ‬الوحيد ‬ضمن ‬الدول ‬الأوربية ‬التي ‬لا ‬تفرض ‬شروطا ‬على ‬المغرب ‬عند ‬عقد ‬صفقات ‬السلاح، ‬ولا ‬تتأثر ‬مبيعات ‬الأسلحة ‬الفرنسية ‬للمغرب ‬بالأزمات ‬الدبلوماسية، ‬وهذا ‬ما ‬يدفع ‬المغرب ‬إلى ‬الحفاظ ‬على ‬فرنسا ‬مصدرا ‬رئيسيا ‬للسلاح ‬المتطور، ‬وهو ‬ما ‬كشفه ‬تقرير ‬برلماني ‬فرنسي ‬خاص ‬بسنة ‬2013 ‬أظهر ‬أن ‬المغرب ‬ثالث ‬زبون ‬للسلاح ‬الفرنسي ‬سنة ‬2013 ‬بعد ‬كل ‬من ‬العربية ‬السعودية ‬وسنغافورة.‬
ورغم ‬توفر ‬السلاح ‬في ‬السوق ‬السوداء ‬بدون ‬شروط ‬أو ‬اعتبارات ‬سياسية، ‬إلا ‬أن ‬جودة ‬السلاح ‬والتعهد ‬بالصيانة ‬على ‬مدى ‬سنوات ‬يدفع ‬المغرب ‬إلى ‬التركيز ‬في ‬صفقاته ‬على ‬النوعية ‬وليس ‬الكمية، ‬وهو ‬ما ‬يرفع ‬من ‬كفاءته ‬حسب ‬تقرير ‬سابق ‬للبنتاغون ‬الأمريكي.‬
‬ويلجأ ‬المغرب ‬إلى ‬تنويع ‬مصادر ‬السلاح ‬للاستفادة ‬من ‬تجارب ‬مختلفة ‬في ‬الصناعة ‬الحربية، ‬وهو ‬ما ‬يجنبه ‬أيضا ‬ضغوطات ‬من ‬بعض ‬الدول ‬التي ‬تعرف ‬بريادتها ‬في ‬صناعة ‬وتصدير ‬السلاح.‬
وكان ‬الوزير ‬المنتدب ‬لدى ‬رئيس ‬الحكومة ‬المكلف ‬بإدارة ‬الدفاع ‬الوطني ‬عبد ‬اللطيف ‬لوديي ‬قد ‬أشار ‬إلى ‬أن ‬المغرب ‬يعتمد ‬على ‬التزود ‬بالسلاح ‬من ‬العديد ‬من ‬الدول، ‬وأنه ‬لا ‬يعتمد ‬على ‬مصدر ‬واحد ‬للتزود ‬بالسلاح‮»‬، ‬كما ‬أشار ‬الوزير ‬أن ‬من ‬بين ‬الدول ‬التي ‬يقتنى ‬منها ‬المغرب ‬أسلحته ‬هناك ‬‮«‬الولايات ‬المتحدة ‬الأمريكية ‬والصين ‬وفرنسا.‬
في ‬هذا ‬الملف ‬تكشف ‬‮«‬المساء‮»‬ ‬بعض ‬كواليس ‬توقيع ‬عقود ‬الأسلحة، ‬وما ‬يتطلبه ‬ذلك ‬من ‬وساطة ‬وضمانات، ‬كما ‬تلقي ‬الضوء ‬على ‬صعوبة ‬اقتناء ‬أسلحة ‬بعض ‬الدول ‬المصنعة ‬للسلاح، ‬واختلاف ‬الاعتبارات ‬السياسية ‬التي ‬تفرضها ‬كل ‬دولة ‬مصنعة ‬من ‬أجل ‬تصدير ‬منتجاتها ‬الحربية، ‬وأسباب ‬لجوء ‬المغرب ‬إلى ‬تنويع ‬مصادر ‬الأسلحة.‬
هكذا ‬يحصل ‬المغرب ‬على ‬السلاح ‬الأمريكي
يفضل ‬الانتظار ‬أكثر ‬من ‬سنتين ‬بسبب ‬جودة ‬هذا ‬السلاح
يتميز ‬السلاح ‬الأمريكي ‬بجودته ‬وفعاليته ‬في ‬الحروب، ‬لذلك ‬يرتفع ‬الطلب ‬عليه ‬في ‬السوق ‬الدولية، ‬وهو ‬ما ‬يفسر ‬طول ‬المدة ‬التي ‬تتطلبها ‬الصفقة ‬العسكرية ‬التي ‬تكون ‬إحدى ‬الشركات ‬الأمريكية ‬طرفا ‬فيها، ‬فقد ‬يتم ‬أخذ ‬بعض ‬الطلبات ‬التي ‬تتقدم ‬بها ‬الدول ‬ومن ‬بينها ‬المغرب ‬من ‬سنتين ‬إلى ‬أربع ‬سنوات، ‬يكشف ‬أحد ‬الدبلوماسيين ‬الأمريكيين ‬في ‬حديث ‬ل«المساء‮»‬، ‬مشيرا ‬إلى ‬أن ‬الشق ‬السياسي ‬هو ‬عامل ‬أساسي ‬في ‬أي ‬صفقة ‬عسكرية، ‬فالولايات ‬المتحدة ‬الأمريكية ‬دولة ‬مسؤولة ‬عن ‬السلم ‬في ‬العالم، ‬لذلك ‬تخضع ‬جميع ‬صفقاتها ‬العسكرية ‬مع ‬الدول ‬الأجنبية ‬إلى ‬الموافقة ‬السياسية ‬التي ‬يمنحها ‬الكونغرس. ‬
وعندما ‬يفشل ‬طلب ‬دولة ‬ما ‬في ‬أن ‬يحصل ‬على ‬موافقة ‬السلطة ‬السياسية ‬في ‬البلاد، ‬عندها ‬تلجأ ‬الدولة ‬الراغبة ‬في ‬شراء ‬السلاح ‬إلى ‬بديل ‬يكون ‬أقل ‬جودة ‬من ‬جودة ‬سلاح ‬الولايات ‬المتحدة ‬الأمريكية ‬في ‬أغلب ‬الأوقات.‬
وتعد ‬الصناعة ‬الحربية ‬الأمريكية ‬صناعة ‬جد ‬متطورة، ‬لارتباطها ‬بالجيش ‬الأمريكي ‬الذي ‬ما ‬أن ‬ينتهي ‬من ‬حرب ‬حتى ‬يدخل ‬في ‬أخرى، ‬وهو ‬ما ‬انعكس ‬على ‬الصناعة ‬العسكرية ‬في ‬هذا ‬البلد. ‬
وقد ‬تدوم ‬صفقة ‬السلاح ‬من ‬سنة ‬إلى ‬أربع ‬سنوات ‬قبل ‬المصادقة ‬عليها، ‬بسبب ‬المراحل ‬التي ‬تخضع ‬لها ‬الطلبات، ‬من ‬دراستها ‬إلى ‬الشق ‬المالي، ‬إلى ‬الشق ‬السياسي، ‬حيث ‬يكون ‬للكونغرس ‬دور ‬في ‬إتمام ‬الصفقة ‬أو ‬إلغائها.‬
وفي ‬الوقت ‬الذي ‬تظل ‬الكثير ‬من ‬الصفقات ‬بين ‬المغرب ‬والولايات ‬المتحدة ‬الأمريكية ‬طي ‬الكتمان، ‬قليلة ‬هي ‬الصفقات ‬التي ‬تنشر ‬تفاصيلها، ‬وتسمح ‬وزارة ‬الدفاع ‬الأمريكية ‬أن ‬تنشر ‬تفاصيلها ‬وقيمتها ‬المالية ‬والشركة ‬الأمريكية ‬المستفيدة ‬من ‬الصفقة. ‬
ويضيف ‬مصدر ‬ل«المساء‮»‬ ‬أن ‬المغرب ‬يفضل ‬أحيانا ‬الانتظار ‬طويلا ‬من ‬أجل ‬صفقة ‬مع ‬الولايات ‬المتحدة ‬الأمريكية، ‬لإدراكه ‬قوة ‬السلاح ‬الأمريكي ‬وجودته ‬ولتركيزه ‬على ‬النوعية ‬وليس ‬الكمية. ‬
ورغم ‬خضوع ‬صفقات ‬التسلح ‬التي ‬يعقدها ‬المغرب ‬مع ‬شركات ‬أمريكية ‬متخصصة ‬في ‬صناعة ‬السلاح ‬للكونغرس ‬الأمريكي ‬وتمتعها ‬بالسرية، ‬إلا ‬أن ‬تقريرا ‬لهذا ‬الأخير ‬أظهر ‬أن ‬المغرب ‬احتل ‬المرتبة ‬التاسعة ‬بين ‬الدول ‬التي ‬تقبل ‬على ‬السلاح ‬الأمريكي، ‬وكشف ‬أنه ‬بالنسبة ‬إلى ‬عقود ‬السلاح ‬التي ‬تسلمها ‬خلال ‬الفترة ‬ما ‬بين ‬2008 ‬و2011، ‬بلغت ‬قيمتها ‬5.‬1 ‬مليار ‬دولار ‬أمريكي، ‬ويظهر ‬التقرير ‬أن ‬المسؤولين ‬المغاربة ‬يفضلون ‬السلاح ‬الأمريكي ‬المعروف ‬بقوة ‬فعاليته، ‬مقارنة ‬مع ‬أنواع ‬أخرى ‬من ‬الأسلحة ‬التي ‬لا ‬ترقى ‬إليه. ‬
استند ‬التقرير ‬إلى ‬بيانات ‬جمعتها ‬وكالة ‬التعاون ‬الأمني ‬الدفاعي ‬التابعة ‬لوزارة ‬الدفاع ‬‮«‬البنتاغون‮»‬ ‬والتي ‬ترعى ‬مثل ‬تلك ‬الصفقات، ‬وتطلع ‬على ‬أدق ‬تفاصيلها. ‬
إلى ‬ذلك ‬لم ‬تستبعد ‬جل ‬المصادر ‬التي ‬تحدثت ‬إليها ‬‮«‬المساء‮»‬ ‬أن ‬تلعب ‬الأزمة ‬الاقتصادية ‬في ‬تليين ‬مواقف ‬الإدارة ‬الأمريكية ‬ولو ‬بشكل ‬طفيف ‬لإتمام ‬صفقات ‬السلاح. ‬
فالأزمة ‬الاقتصادية ‬التي ‬تعصف ‬بالكثير ‬من ‬شركات ‬تصنيع ‬السلاح ‬في ‬أمريكا ‬تسهم ‬أيضا ‬في ‬تليين ‬مواقف ‬الكونغرس ‬بخصوص ‬صفقات ‬التسلح، ‬فقد ‬أعلنت ‬‮«‬رايثون‮»‬ ‬أن ‬طلب ‬المغرب ‬صفقة ‬تطوير ‬وتجديد ‬مائتي ‬دبابة ‬من ‬طراز ‬‮«‬أبرامز ‬إم ‬1‮»‬، ‬أسهم ‬في ‬أن ‬يحتفظ ‬خمسمائة ‬موظف ‬في ‬مستودعات ‬الجيش ‬الأمريكي ‬بعملهم، ‬بعدما ‬كانت ‬السلطات ‬أشعرتهم ‬بأنها ‬ستتخلى ‬عنهم ‬بعد ‬الانخفاض ‬الكبير ‬في ‬وتيرة ‬العمل، ‬ولعدم ‬قدرة ‬الحكومة ‬على ‬الاستمرار ‬في ‬أداء ‬مرتباتهم.‬
مثل ‬هذه ‬المواقف ‬تشير ‬المصادر ‬ذاتها، ‬تدفع ‬باتجاه ‬ليونة ‬أكثر ‬بخصوص ‬صفقات ‬التسلح ‬للدول ‬الأجنبية، ‬
وكان ‬آخر ‬ما ‬حصل ‬عليه ‬المغرب ‬حسب ‬ما ‬نشرته ‬وزارة ‬الدفاع ‬الأمريكية ‬‮«‬البنتاغون‮»‬ ‬على ‬موقعها ‬هو ‬موجهات ‬قنابل. ‬
ونشرت ‬وزارة ‬الدفاع ‬الأمريكية ‬أن ‬المغرب ‬سيحصل ‬على ‬جهاز ‬توجيه ‬وتحويل ‬قنابل ‬الهجوم ‬المباشر ‬المشتركة ‬وجعلها ‬قنابل ‬ذكية.‬
ويسمى ‬هذا ‬النوع ‬من ‬الموجهات ‬‮«‬جدام ‬تايل ‬كيت‮»‬ ‬تقوم ‬بتصنيعه ‬شركة ‬‮«‬بوينغ‮»‬ ‬الأمريكية.‬
تفاصيل ‬الصفقة ‬سمح ‬بنشرها ‬وصنفت ‬بأنها ‬تدخل ‬في ‬صفقات ‬سلاح ‬الدعم ‬الخارجي، ‬بعد ‬أن ‬أثبتت ‬أجهزة ‬‮«‬جدام‮»‬ ‬فاعلية ‬كبيرة ‬في ‬الحروب ‬التي ‬خاضها ‬الجيش ‬الأمريكي.‬
وأورد ‬البنتاغون ‬على ‬موقعه ‬الرسمي ‬أن ‬العقد ‬سيسمح ‬للمغرب ‬بالحصول ‬على ‬جهاز ‬‮«‬جدام ‬تايلكيت‮»‬ ‬المنخفض ‬التكلفة ‬في ‬شهر ‬أكتوبر ‬من ‬سنة ‬2016، ‬وسوف ‬تدعم ‬هذه ‬الموجهات ‬قدرات ‬القوات ‬المغربية ‬الجوية ‬وتطور ‬من ‬قوتها ‬للردع. ‬
الصفقة ‬جاءت ‬ضمن ‬مساعي ‬المغرب ‬لكي ‬تحسن ‬أجهزة ‬التوجيه ‬الجديدة ‬أداء ‬القوات ‬الجوية ‬المغربية، ‬مثل ‬التوجيه ‬بالليزر ‬والقدرة ‬على ‬إطالة ‬المدى ‬الذي ‬تصل ‬إليه ‬هذه ‬القنابل، ‬في ‬الوقت ‬الذي ‬يمتلك ‬فيه ‬المغرب ‬أكثر ‬أنظمة ‬الدفاع ‬الجوي ‬ردعا ‬في ‬منطقة ‬شمال ‬إفريقيا.‬
وتكمن ‬قوة ‬جهاز ‬توجيه ‬‮«‬جدام ‬تايلكيت‮»‬ ‬في ‬تصميمه، ‬مما ‬يجعله ‬صالحا ‬للتركيب ‬على ‬عدد ‬كبير ‬من ‬أنواع ‬القنابل، ‬كما ‬يسمح ‬تصميمه ‬لتحديثه ‬بسهولة ‬وتعديله ‬حتى ‬في ‬ميدان ‬القتال، ‬كما ‬أنه ‬جهاز ‬يمكن ‬استعماله ‬في ‬التدريبات ‬الروتينية ‬التي ‬تخوضها ‬القوات ‬الجوية، ‬ويمكن ‬استعماله ‬في ‬مختلف ‬الظروف ‬الجوية. ‬
وتأتي ‬الصفقة ‬حسب ‬ما ‬كشف ‬عنه ‬موقع ‬وزارة ‬الدفاع ‬الأمريكية ‬ضمن ‬إطار ‬دعم ‬عسكري ‬بصفقات ‬سلاح ‬لثلاث ‬دول ‬تعد ‬حليفة ‬للولايات ‬المتحدة ‬الأمريكية ‬وهي ‬المغرب، ‬الإمارات ‬العربية ‬المتحدة، ‬والنرويج، ‬في ‬صفقة ‬بلغت ‬قيمتها ‬أكثر ‬من ‬150 ‬مليون ‬دولار.‬
وكانت ‬شركة ‬‮«‬بوينغ‮»‬ ‬قد ‬بدأت ‬في ‬صناعة ‬هذا ‬النوع ‬من ‬الأجهزة ‬للهجوم ‬المباشر ‬المشترك ‬في ‬سنة ‬1998، ‬بتكلفة ‬منخفضة، ‬ولا ‬يعد ‬الجهاز ‬سلاحا ‬بل ‬هو ‬موجه ‬يركب ‬على ‬القنابل ‬ويجعلها ‬قنابل ‬ذكية...‬
وكان ‬تقرير ‬أعده ‬المعهد ‬الوطني ‬للدراسات ‬الأمنية ‬في ‬جامعة ‬تل ‬أبيب ‬قد ‬كشف ‬أن ‬الولايات ‬المتحدة ‬الأمريكية ‬أصبحت ‬المزود ‬الرئيسي ‬للمغرب ‬بالسلاح، ‬موضحا ‬أنه ‬اقتنى ‬من ‬الولايات ‬المتحدة ‬الأمريكية ‬60 ‬دبابة ‬و24 ‬طائرة ‬مقاتلة ‬من ‬نوع ‬‮«‬إف ‬16‮»‬،
وأظهر ‬التقرير ‬أن ‬صفقات ‬الأسلحة ‬ما ‬بين ‬سنتي ‬2004 ‬و2007، ‬والتي ‬استفاد ‬منها ‬المغرب، ‬لا ‬تتعدى ‬قيمتها ‬300 ‬مليون ‬دولار، ‬في ‬حين ‬ارتفعت ‬صفقات ‬الأسلحة ‬التي ‬استفاد ‬منها ‬خلال ‬الفترة ‬2008 ‬و2011 ‬إلى ‬2.‬1 ‬مليار ‬دولار.. ‬كما ‬أبرم ‬ثلاث ‬صفقات ‬أخرى ‬مع ‬شركات ‬أمريكية، ‬الأولى ‬بقيمة ‬15 ‬مليون ‬دولار ‬لشراء ‬أنظمة ‬دفاع ‬جوية، ‬والثانية ‬لشراء ‬أنظمة ‬رادارات ‬أرضية ‬متطورة، ‬والثالثة ‬لشراء ‬20 ‬صاروخا ‬متطورا.‬
واعتبر ‬التقرير ‬أن ‬المغرب ‬يفضل ‬الصيانة ‬الأمريكية ‬للأسلحة، ‬فقد ‬وقع ‬صفقة ‬مع ‬إحدى ‬الشركات ‬الأمريكية ‬من ‬أجل ‬صيانة ‬وتطوير ‬200 ‬دبابة ‬حربية ‬من ‬نوع ‬‮«‬أبرامز ‬إم ‬1‮»‬، ‬بعقد ‬فاقت ‬قيمته ‬مليار ‬دولار ‬وهي ‬الدبابات ‬التي ‬سبق ‬أن ‬اقتناها ‬من ‬الولايات ‬المتحدة ‬الأمريكية، ‬ويتضمن ‬تحديث ‬تلك ‬الدبابات ‬بتزويدها ‬ب200 ‬رشاش ‬من ‬نوع ‬‮«‬كريسلر‮»‬ ‬و400 ‬مدفع ‬رشاش ‬من ‬نوع ‬‮«‬إم ‬240‮»‬، ‬إضافة ‬إلى ‬12 ‬مليون ‬قذيفة ‬ورصاصة، ‬بما ‬في ‬ذلك ‬نوع ‬معين ‬من ‬القذائف ‬الشديدة ‬الانفجار ‬والمضادة ‬للدبابات.‬
دور ‬اللوبي ‬اليهودي ‬في ‬تسهيل ‬صفقات ‬تسلح ‬المغرب
عند ‬ربط ‬اللوبي ‬اليهودي ‬الموجود ‬بالولايات ‬المتحدة ‬الأمريكية ‬بصفقات ‬التسلح ‬التي ‬استفاد ‬منها ‬المغرب، ‬يغيب ‬اسمه ‬ولا ‬يظهر ‬له ‬تأثير ‬في ‬صفقات ‬السلاح ‬التي ‬وقعها ‬المغرب،
ويحضر ‬اللوبي ‬اليهودي ‬في ‬التقارير ‬التي ‬تتناول ‬الجهود ‬الدبلوماسية ‬للمغرب ‬في ‬قضية ‬الصحراء ‬المغربية، ‬لكن ‬يغيب ‬عندما ‬يتعلق ‬الأمر ‬بالصفقات ‬التي ‬وقعها ‬المغرب، ‬ويرجع ‬أحد ‬المتحدثين ‬ل«المساء‮»‬ ‬الأمر ‬إلى ‬أن ‬سوق ‬التسلح ‬أصبحت ‬متشعبة ‬ومتنوعة ‬ودخول ‬دول ‬أخرى ‬على ‬خط ‬صناعة ‬وتسويق ‬السلاح، ‬يجعل ‬المغرب ‬لا ‬يولي ‬اهتماما ‬أكبر ‬من ‬اهتمامه ‬بقضية ‬الصحراء، ‬رغم ‬جودة ‬السلاح ‬الأمريكي.‬
ولعل ‬التقرير ‬الوحيد ‬الذي ‬يتناول ‬دور ‬اللوبي ‬اليهودي ‬في ‬أمريكا ‬في ‬التدخل ‬في ‬صفقة ‬التسلح ‬هو ‬ما ‬أورده ‬تقرير ‬عسكري ‬عن ‬تذمر ‬رسمي ‬جزائري ‬من ‬نجاح ‬اللوبي ‬اليهودي ‬في ‬إفشال ‬صفقة ‬كانت ‬الجزائر ‬ترغب ‬في ‬إتمامها ‬مع ‬شركة ‬أمريكية ‬وتخولها ‬مئات ‬المعدات ‬العسكرية ‬المتطورة. ‬
فقد ‬كشفت ‬وكالة ‬الأنباء ‬الألمانية ‬أن ‬الولايات ‬المتحدة ‬الأمريكية ‬فرضت ‬قيودا ‬على ‬صفقة ‬تسلح ‬كانت ‬الجزائر ‬ترغب ‬في ‬إتمامها ‬مع ‬شركات ‬أمريكية ‬بقيمة ‬3 ‬مليارات ‬دولار ‬أمريكي ‬تشمل ‬تجديد ‬بعض ‬قطع ‬البحرية ‬الجزائرية ‬وتجهيزها ‬بمعدات ‬سلامة ‬وأمن، ‬في ‬إطار ‬تجديد ‬وإعادة ‬تنظيم ‬سلاح ‬البحرية ‬الجزائري، ‬غير ‬أن ‬الصفقة ‬سرعان ‬ما ‬تم ‬إلغاؤها ‬بسبب ‬ما ‬وصفه ‬المسؤولون ‬الجزائريون ‬بتراجع ‬واشنطن ‬عن ‬الالتزام ‬بما ‬وعدت ‬به، ‬مما ‬دفع ‬بالجزائر ‬إلى ‬إلغاء ‬الصفقة ‬بعد ‬تفاوض ‬تواصل ‬لأكثر ‬من ‬عام.‬
وألغيت ‬الصفقة ‬بعد ‬زيارة ‬وفد ‬ضم ‬مهندسين ‬وخبراء ‬ومفاوضين ‬من ‬وزارة ‬الدفاع، ‬حينها ‬اعتبرت ‬تقارير ‬إعلامية ‬لصحف ‬مقربة ‬من ‬‮«‬البنتاغون‮»‬ ‬أن ‬جهات ‬سياسية ‬أمريكية ‬تحفظت ‬على ‬بيع ‬بعض ‬معدات ‬الملاحة ‬البحرية ‬في ‬أعالي ‬البحار ‬ل«الجزائر‮»‬.‬
وكانت ‬الصفقة ‬تسمح ‬للجزائر ‬بالحصول ‬على ‬فرقاصتين ‬أمريكيتين ‬و30 ‬مروحية ‬من ‬طراز ‬‮«‬شينوك‮»‬ ‬وأجهزة ‬ملاحة ‬تساعد ‬قطع ‬البحرية ‬على ‬التحرك ‬بأمان ‬في ‬أعالي ‬البحار، ‬ومعدات ‬تشفير ‬واتصالات ‬وأنظمة ‬كمبيوتر، ‬في ‬إطار ‬اتفاقات ‬أمنية ‬لحماية ‬التجارة ‬البحرية ‬من ‬مخاطر ‬العمليات ‬الإرهابية ‬في ‬غرب ‬البحر ‬المتوسط.‬
فشل ‬الجزائر ‬في ‬الدفع ‬باتجاه ‬إتمام ‬الصفقة، ‬وإقناع ‬صناع ‬القرار ‬الأمريكي ‬بجدوى ‬مثل ‬هذه ‬الصفقة، ‬دفعها ‬إلى ‬اتهام ‬اللوبي ‬اليهودي ‬في ‬أمريكا ‬بحرمانها ‬من ‬الصفقة. ‬
وسارع ‬المسؤولون ‬الجزائريون ‬إلى ‬التصريح ‬بأن ‬الجماعات ‬اليهودية ‬في ‬‮«‬الولايات ‬المتحدة‮»‬، ‬التي ‬تنشط ‬لصالح ‬اللوبي ‬الإسرائيلي ‬في ‬‮«‬أمريكا‮»‬ ‬ضغطت ‬على ‬إدارة ‬الرئيس ‬‮«‬باراك ‬أوباما‮»‬ ‬لمنع ‬إتمام ‬صفقة ‬المعدات ‬العسكرية ‬التي ‬كانت ‬‮«‬الجزائر‮»‬ ‬تتفاوض ‬بشأنها ‬مع ‬شركات ‬سلاح ‬أمريكية ‬في ‬سنة ‬2010.‬
وكشفت ‬المصادر ‬ذاتها ‬أن ‬تكلفة ‬خدمات ‬الصيانة ‬الأمريكية ‬للمعدات ‬بدت ‬مكلفة ‬بالنسبة ‬للمسؤولين ‬الجزائريين، ‬وبالرغم ‬من ‬عزم ‬الجزائر ‬إتمام ‬الصفقة، ‬فقد ‬ساهمت ‬التكلفة ‬المرتفعة ‬للصيانة ‬التي ‬اقترحها ‬الأمريكيون ‬في ‬صرف ‬النظر ‬عن ‬الصفقة، ‬بعدما ‬بلغت ‬قيمة ‬تكلفة ‬فرق ‬المدربين ‬وخبراء ‬الصيانة ‬أكثر ‬من ‬100 ‬مليون ‬دولار ‬سنويا، ‬وتعد ‬هذه ‬طريقة ‬للرفض ‬الأمريكي. ‬
غالبا ‬ما ‬يتم ‬رفض ‬الطلبات ‬التي ‬تتقدم ‬بها ‬الدول ‬للتسلح ‬بأشكال ‬مختلفة، ‬لكن ‬يبقى ‬أهمها ‬هو ‬الرفع ‬من ‬التكلفة ‬المالية ‬للصيانة ‬بعد ‬البيع، ‬وهي ‬حجة ‬تسهم ‬بشكل ‬كبير ‬في ‬أن ‬تدفع ‬الدولة ‬صاحبة ‬الطلب ‬بصرف ‬النظر ‬عن ‬الصفقة، ‬وهي ‬طريقة ‬أمريكية ‬لرفض ‬إتمام ‬الصفقة، ‬إما ‬بسبب ‬شق ‬سياسي ‬أو ‬بسبب ‬مخاوف ‬أمنية ‬من ‬تحول ‬السلاح ‬إلى ‬جماعات ‬متطرفة.‬
وتبقى ‬فترة ‬الرئيس ‬الأمريكي ‬السابق ‬‮«‬جيمي ‬كارتر‮»‬ ‬إحدى ‬أبرز ‬الفترات ‬التي ‬واجه ‬فيها ‬المغرب ‬صعوبات ‬في ‬الحصول ‬على ‬الأسلحة.‬
وخلال ‬نزاع ‬الصحراء ‬أراد ‬المغرب ‬تقوية ‬ترسانته ‬العسكرية ‬باقتناء ‬أسلحة ‬أمريكية ‬متطورة، ‬لكن ‬‮«‬كارتر‮»‬ ‬الذي ‬كان ‬على ‬رأس ‬الإدارة ‬الأمريكية ‬آنذاك ‬رفض ‬تزويد ‬المغرب ‬رغم ‬اشتداد ‬الحرب ‬في ‬الصحراء. ‬
وتحفظ ‬الرئيس ‬الأمريكي ‬السابق ‬‮«‬جيمي ‬كارتر‮»‬ ‬على ‬مبيعات ‬الأسلحة ‬إلى ‬المغرب ‬في ‬النصف ‬الثاني ‬من ‬السبعينيات، ‬ولم ‬يتمكن ‬المغرب ‬من ‬الحصول ‬على ‬الأسلحة ‬إلا ‬بعد ‬صعود ‬‮«‬رونالد ‬ريغان‮»‬، ‬ووافق ‬على ‬منح ‬المغرب ‬أسلحة ‬متطورة ‬ساهمت ‬في ‬تقوية ‬أداء ‬الجيش ‬على ‬الأرض.‬
لهذه ‬الأسباب ‬يلجأ ‬المغرب ‬إلى ‬تنويع ‬مصادر ‬أسلحته
أشار ‬الوزير ‬المنتدب ‬لدى ‬رئيس ‬الحكومة ‬المكلف ‬بإدارة ‬الدفاع ‬الوطني ‬عبد ‬اللطيف ‬لوديي ‬إلى ‬أن ‬المغرب ‬يعتمد ‬على ‬التزود ‬بالسلاح ‬من ‬العديد ‬من ‬الدول، ‬وأنه ‬لا ‬يعتمد ‬على ‬مصدر ‬واحد ‬للتزود ‬بالسلاح‮»‬، ‬قبل ‬أن ‬يؤكد ‬على ‬تعدد ‬الوجهات، ‬والتي ‬ذكر ‬منها ‬‮«‬الولايات ‬المتحدة ‬الأمريكية ‬والصين ‬وفرنسا.‬
تنويع ‬الأسلحة ‬يتيح ‬للمغرب ‬تنوعا ‬يصب ‬في ‬خانة ‬تقوية ‬أداء ‬الجيش ‬على ‬الأرض، ‬كما ‬يتيح ‬له ‬مصادر ‬متنوعة ‬لاقتناء ‬الأسلحة ‬بدل ‬أن ‬يظل ‬رهينة ‬سوق ‬معينة.‬
ويكشف ‬أحد ‬‮«‬المتحدثين ‬ل»المساء‮»‬ ‬أن ‬تنويع ‬مصادر ‬السلاح ‬لا ‬يأتي ‬فقط ‬للاستفادة ‬من ‬تجارب ‬مختلفة ‬في ‬الصناعة ‬الحربية، ‬بل ‬أيضا ‬إرسال ‬رسالة ‬واضحة ‬بأن ‬المغرب ‬لا ‬يخضع ‬لأملاءات ‬أحد، ‬وهو ‬أمر ‬بالغ ‬الأهمية ‬يجنبه ‬ضغوطات ‬من ‬بعض ‬الدول ‬التي ‬تعرف ‬بريادتها ‬في ‬صناعة ‬وتصدير ‬السلاح.‬
تنويع ‬مصادر ‬السلاح ‬مرغوب ‬استراتيجيا ‬رغم ‬أنه ‬يعقد ‬المهام ‬الفنية ‬والتدريبية ‬واللوجستية ‬وحتى ‬الأمنية، ‬إذ ‬لا ‬يسمح ‬للمغرب ‬أن ‬يقتني ‬الأسلحة ‬من ‬دول ‬يغلب ‬على ‬مبيعاتها ‬الطابع ‬التجاري ‬وليس ‬السياسي، ‬كما ‬الشأن ‬بالنسبة ‬لدول ‬مثل ‬روسيا ‬والصين ‬وهي ‬بذلك ‬أكثر ‬تساهلا ‬من ‬الولايات ‬المتحدة ‬الأمريكية ‬التي ‬غالبا ‬ما ‬تضع ‬شروطا ‬سياسية ‬قبل ‬إتمام ‬أو ‬الموافقة ‬على ‬أي ‬صفقة، ‬كما ‬هو ‬الحال ‬بالنسبة ‬لبريطانيا ‬التي ‬تتوفر ‬على ‬مؤسسة ‬داخلية ‬تابعة ‬للدولة ‬تراقب ‬تصدير ‬الأسلحة ‬إلى ‬الخارج، ‬وهي ‬المسؤولة ‬عن ‬إصدار ‬رخص ‬البيع ‬بعد ‬أن ‬تقوم ‬بمراجعة ‬الجانب ‬القانوني ‬للصفقة، ‬ومراقبة ‬مدى ‬ملاءمة ‬الصفقة ‬للقانون ‬الدولي ‬في ‬هذا ‬المجال.‬
بدورها ‬تلتزم ‬ألمانيا ‬بنهج ‬سياسي ‬صارم ‬تجاه ‬تصدير ‬الأسلحة ‬والمعدات ‬الحربية، ‬إلا ‬في ‬بعض ‬الحالات ‬الاستثنائية، ‬بالرغم ‬من ‬أن ‬ألمانيا ‬تنتمي ‬لقائمة ‬أكبر ‬الدول ‬المصدرة ‬للسلاح ‬على ‬مستوى ‬العالم.‬
وقد ‬لقي ‬تصدير ‬السلاح ‬سنة ‬2013 ‬إلى ‬الجزائر ‬انتقادا ‬شديدا ‬داخل ‬ألمانيا، ‬إذ ‬ترى ‬الأصوات ‬المنتقدة ‬له ‬أن ‬تصدير ‬سلاح ‬لدول ‬تقمع ‬شعوبها ‬لا ‬يختلف ‬عن ‬تصدير ‬سلاح ‬لأماكن ‬الأزمات.‬
ويتعين ‬على ‬كل ‬شركة ‬ألمانية ‬ترغب ‬في ‬إتمام ‬صفقة ‬خاصة ‬بتصدير ‬سلاحها ‬إلى ‬دولة ‬أجنبية ‬خارج ‬الناتو ‬والاتحاد ‬الأوربي ‬أن ‬تحصل ‬على ‬تصريح ‬خاص ‬من ‬الحكومة ‬الألمانية، ‬إلا ‬أن ‬الحصول ‬على ‬التصريح ‬هو ‬أمر ‬صعب ‬للغاية ‬إذ ‬تكشف ‬مصادر ‬إعلامية ‬ألمانية ‬أن ‬هناك ‬مئات ‬الطلبات ‬بحاجة ‬لتصريح ‬ولم ‬يتم ‬النظر ‬فيها ‬إلى ‬الآن.‬
ورغم ‬استياء ‬ممثلي ‬شركات ‬صناعة ‬الأسلحة ‬الألمانية ‬من ‬صرامة ‬الحكومة ‬الألمانية ‬ومطالبتها ‬بتغيير ‬سياستها، ‬إلا ‬أن ‬هذه ‬الحكومة ‬تتجه ‬إلى ‬صرامة ‬أكثر ‬بشأن ‬تصاريح ‬السلاح. ‬
وتدفع ‬الحكومة ‬الألمانية ‬الحالية ‬إلى ‬تشجيع ‬شركات ‬صناعة ‬السلاح ‬كي ‬تتحول ‬إلى ‬الصناعة ‬المدنية، ‬وأعلن ‬وزير ‬الاقتصاد ‬الألماني ‬أنه ‬يتفهم ‬حاجة ‬شركات ‬السلاح ‬إلى ‬بيع ‬منتجاتها ‬لكنه ‬يدعم ‬تحول ‬الشركات ‬العاملة ‬في ‬هذا ‬المجال ‬إلى ‬المجال ‬المدني.‬
تنويع ‬مصادر ‬السلاح ‬قد ‬لا ‬يقتصر ‬مستقبلا ‬على ‬دول ‬مثل ‬روسيا ‬والصين، ‬بل ‬دول ‬أخرى ‬أصبحت ‬من ‬الدول ‬المصنعة ‬للسلاح، ‬كما ‬الحال ‬بالنسبة ‬لتركيا ‬التي ‬أصبحت ‬من ‬بين ‬الدول ‬المصدرة ‬للسلاح ‬إلي ‬الشرق ‬الأوسط، ‬ورغم ‬صعوبة ‬منافسة ‬السلاح ‬التركي ‬للسلاح ‬الأمريكي ‬إلا ‬أنها ‬تعتمد ‬على ‬جهودها ‬الدبلوماسية ‬للترويج ‬لصناعتها ‬الحربية.‬
وتصدر ‬سنويا ‬عشرات ‬من ‬التقارير ‬التي ‬تصنف ‬الجيوش ‬وقوتها ‬اعتمادا ‬على ‬ما ‬تمتلكه ‬من ‬أسلحة، ‬وغالبا ‬ما ‬تعتمد ‬هذه ‬التقارير ‬على ‬أخبار ‬الصفقات ‬التي ‬تنشرها ‬الشركات ‬المصنعة ‬للأسلحة، ‬وكان ‬آخر ‬تقرير ‬‮«‬لغلوبال ‬فاير ‬باور‮»‬ ‬قد ‬أصدر ‬تصنيفه ‬لأقوى ‬الجيوش ‬في ‬العالم ‬لسنة ‬2014، ‬حيث ‬صنف ‬مصر ‬على ‬أنها ‬تمتلك ‬أقوى ‬جيش ‬عربي ‬فيما ‬حل ‬جيش ‬المملكة ‬العربية ‬السعودية ‬في ‬الرتبة ‬الثانية، ‬وسوريا ‬ثالثة ‬والجزائر ‬رابعة ‬والإمارات ‬خامسة ‬واليمن ‬سادسا.‬
وصنف ‬التقرير ‬المغرب ‬في ‬الرتبة ‬السابعة ‬عربيا، ‬ونشر ‬التقرير ‬مقارنة ‬بين ‬الجيشين ‬المغربي ‬والجزائري، ‬إذ ‬أشار ‬إلى ‬أنه ‬على ‬الرغم ‬من ‬الفارق ‬الكبير ‬بين ‬ميزانية ‬الجيش ‬المغربي ‬ونظيره ‬الجزائري، ‬يبقى ‬المغرب ‬متفوقا ‬في ‬عدد ‬من ‬النقط ‬كعدد ‬الدبابات، ‬حيث ‬في ‬الوقت ‬الذي ‬تتوفر ‬الجزائر ‬على ‬ب ‬1050 ‬دبابة ‬يتوفر ‬المغرب ‬على ‬1348 ‬دبابة، ‬ويتوفر ‬المغرب ‬فيما ‬يخص ‬القوات ‬البرية ‬على ‬ما ‬مجموعه ‬448 ‬مدافع ‬ذاتية ‬الدفع، ‬فيما ‬تتوفر ‬الجزائر ‬على ‬180 ‬من ‬هذا ‬النوع، ‬أما ‬فيما ‬يخص ‬أنظمة ‬إطلاق ‬الصواريخ ‬فتتوفر ‬الجارة ‬الشرقية ‬على ‬148 ‬فيما ‬يتوفر ‬المغرب ‬على ‬72 ‬نظام ‬إطلاق ‬صواريخ. ‬ويظهر ‬تفوق ‬المغرب ‬في ‬سلاح ‬البحر ‬إذ ‬يتوفر ‬على ‬ما ‬مجموعه ‬121 ‬قطعة ‬بحرية ‬فيما ‬تتوفر ‬الجزائر ‬على ‬35 ‬قطعة ‬بحرية ‬فقط.‬
وفي ‬الوقت ‬الذي ‬تعتمد ‬أغلب ‬المعاهد ‬والمراكز ‬في ‬إصدار ‬تقاريرها ‬على ‬صفقات ‬السلاح، ‬وعدد ‬القطع ‬التي ‬يتوفر ‬عليها ‬كل ‬جيش، ‬إلا ‬أن ‬هناك ‬تقارير ‬تعتمد ‬معايير ‬أخرى ‬أبرزها ‬الكفاءة ‬والفعالية ‬على ‬الأرض، ‬وغالبا ‬ما ‬تنجز ‬هذه ‬التقارير ‬من ‬طرف ‬أجهزة ‬الاستخبارات.‬
وكان ‬تقرير ‬لوزارة ‬الدفاع ‬الأمريكية ‬قد ‬صنف ‬المغرب ‬في ‬الرتبة ‬38 ‬عالميا ‬ضمن ‬أقوى ‬خمسين ‬جيشا ‬في ‬العالم، ‬اعتمادا ‬على ‬مقياسي ‬القوة ‬وكفاءة ‬المقاتلين، ‬متقدما ‬على ‬الجزائر ‬بنقطتين، ‬حيث ‬جاءت ‬في ‬المرتبة ‬40، ‬وتوقعت ‬الدراسة ‬أن ‬ترتفع ‬نفقات ‬الجزائر ‬في ‬المجال ‬العسكري ‬لتبلغ ‬نسبة ‬نمو ‬تقدر ‬ب6 ‬في ‬المائة ‬سنة ‬2017، ‬بسبب ‬عدم ‬الاستقرار ‬الذي ‬تشهده ‬دول ‬المنطقة.‬
ووافق ‬البرلمان ‬الجزائري ‬على ‬تخصيص ‬ميزانية ‬استثنائية ‬للإنفاق ‬العسكري ‬تجعل ‬من ‬الجزائر ‬على ‬قائمة ‬15 ‬دولة ‬الأكثر ‬إنفاقا ‬على ‬التسلح ‬في ‬العالم، ‬حيث ‬ترغب ‬الجزائر ‬في ‬إعادة ‬بناء ‬ترسانتها ‬الحربية ‬في ‬أفق ‬سنة ‬2017، ‬مستندة ‬إلى ‬ميزانية ‬تدعمها ‬عائدات ‬النفط ‬والغاز.‬
في ‬الوقت ‬الذي ‬ظلت ‬ميزانية ‬الجيش ‬المغربي ‬مستقرة ‬برسم ‬سنة ‬2015، ‬حيث ‬كشف ‬عبد ‬اللطيف ‬لوديي، ‬الوزير ‬المنتدب ‬لدى ‬رئيس ‬الحكومة ‬المكلف ‬بإدارة ‬الدفاع ‬الوطني ‬أن ‬الغلاف ‬بلغ ‬31.‬9 ‬مليار ‬درهم ‬مقابل ‬31.‬5 ‬مليار ‬درهم ‬خلال ‬سنة ‬2014، ‬أي ‬بزيادة ‬1.‬3 ‬في ‬المائة، ‬مشيرا ‬إلى ‬أن ‬70 ‬في ‬المائة ‬منها ‬مخصصة ‬للموظفين، ‬أما ‬المبلغ ‬المتبقي ‬فيتوزع ‬بين ‬المعدات ‬والنفقات ‬المختلفة.‬
صفقات ‬التسلح ‬الفرنسية ‬مع ‬المغرب ‬لا ‬تتأثر ‬بالأزمات ‬الدبلوماسية ‬
تحتل ‬فرنسا ‬الرتبة ‬الثانية ‬في ‬قائمة ‬مصادر ‬السلاح ‬المفضلة ‬لدى ‬المغرب، ‬وهي ‬من ‬أقوى ‬مصنعي ‬السلاح ‬في ‬العالم، ‬كما ‬تخضع ‬أيضا ‬صفقاتها ‬العسكرية ‬مع ‬الدول ‬الأجنبية ‬إلى ‬مراقبة ‬سياسية، ‬حيث ‬يمنع ‬القانون ‬الفرنسي ‬بيع ‬الأسلحة ‬لأنظمة ‬غير ‬ديمقراطية ‬أو ‬أنظمة ‬تستعمل ‬فيها ‬الأسلحة ‬الفرنسية ‬لقمع ‬الاحتجاجات ‬السلمية. ‬
وتشير ‬المنظمات ‬الحقوقية ‬المهتمة ‬بتجارة ‬الأسلحة ‬في ‬العالم ‬إلى ‬أن ‬الأزمة ‬الاقتصادية ‬التي ‬تعصف ‬بالاقتصاد ‬الأوربي ‬دفعت ‬البلدان ‬المصنعة ‬الكبرى ‬وعلى ‬رأسها ‬فرنسا ‬إلى ‬التساهل ‬في ‬بيع ‬السلاح، ‬والتغاضي ‬عن ‬ضغوط ‬المنظمات ‬الحقوقية ‬المناهضة ‬لبيع ‬الأسلحة ‬وانتشارها. ‬
وفي ‬سنة ‬2013 ‬استعانت ‬وزارة ‬الدفاع ‬الفرنسية ‬بدراسة ‬داخلية ‬من ‬أجل ‬تبرير ‬صفقات ‬التسلح ‬التي ‬وقعتها ‬فرنسا ‬سنة ‬2013، ‬وبرر ‬وزير ‬الدفاع ‬مبيعات ‬السلاح ‬بأنها ‬توفر ‬فرصا ‬للشغل، ‬في ‬الوقت ‬الذي ‬تكابد ‬فيه ‬الصناعة ‬الفرنسية ‬ظروفا ‬صعبة، ‬فقد ‬كشفت ‬دراسة ‬وزارة ‬الداخلية ‬الفرنسية ‬أن ‬تصدير ‬السلاح ‬إلى ‬الخارج ‬يضمنُ ‬40 ‬ألف ‬فرصة ‬شغل ‬في ‬فرنسا، ‬تضاف ‬إليها ‬10 ‬آلاف ‬فرصة ‬شغل ‬غير ‬مباشرة.‬
في ‬الوقت ‬الذي ‬أشار ‬تقرير ‬الوزير ‬الفرنسي ‬إلى ‬أن ‬بيع ‬السلاح ‬ليس ‬فقط ‬لتوفير ‬فرص ‬الشغل ‬وتحسين ‬أداء ‬الصناعة ‬الفرنسية، ‬بل ‬أيضا ‬يدخل ‬في ‬إطار ‬السياسة ‬الخارجية ‬للجمهورية ‬الفرنسية، ‬إذ ‬يساهم ‬السلاح ‬الفرنسي ‬في ‬تحسين ‬أداء ‬حلفاء ‬فرنسا، ‬وبالتالي ‬يلعب ‬دورا ‬خارجيا ‬مهما ‬في ‬حماية ‬الأمن ‬القومي ‬الفرنسي. ‬
وتجمع ‬الصحف ‬الفرنسية ‬على ‬أن ‬مبيعات ‬الأسلحة ‬الفرنسية ‬للخارج ‬تعد ‬حيوية ‬لخلق ‬مناصب ‬الشغل، ‬حيث ‬توفر ‬50 ‬ألف ‬منصب ‬شغل ‬بين ‬مناصب ‬عمل ‬مباشرة ‬وأخرى ‬مرتبطة ‬بها ‬كما ‬هو ‬الحال ‬بالتسويق ‬في ‬الخارج، ‬ويعتبر ‬قطاع ‬السلاح ‬من ‬الصناعات ‬التي ‬لم ‬يتم ‬نقلها ‬إلى ‬الخارج ‬لأنها ‬تدخل ‬فيما ‬يسمى ‬‮«‬الصناعات ‬السيادية‮»‬، ‬يمكن ‬فرنسا ‬من ‬التواجد ‬الدبلوماسي ‬في ‬العديد ‬من ‬البلدان.‬
وفيما ‬يتعلق ‬بالمغرب ‬لا ‬تتأثر ‬صفقات ‬الأسلحة ‬بين ‬الرباط ‬وباريس ‬بالأزمات ‬الدبلوماسية ‬التي ‬قد ‬تتعرض ‬لها ‬العلاقات ‬الثنائية، ‬حيث ‬يبقى ‬المغرب ‬من ‬الزبائن ‬الرئيسيين ‬منذ ‬سنوات ‬طويلة، ‬كما ‬أن ‬قرب ‬المغرب ‬من ‬باريس ‬يجعله ‬في ‬منأى ‬عن ‬المراقبة ‬السياسية ‬كما ‬هو ‬شأن ‬بلدان ‬أخرى ‬تعتبرها ‬باريس ‬بلدان ‬حليفة ‬لها.‬
وعلى ‬شكل ‬الولايات ‬المتحدة ‬الأمريكية، ‬يمر ‬أي ‬طلب ‬لاقتناء ‬السلاح ‬تتقدم ‬به ‬دولة ‬أجنبية ‬عبر ‬أجهزة ‬متعددة، ‬أبرزها ‬وزارة ‬الخارجية ‬الفرنسية ‬
وتكون ‬صفقات ‬السلاح ‬الكبرى ‬سببا ‬في ‬إثارة ‬الكثير ‬من ‬النقاش ‬والخلاف ‬في ‬فرنسا، ‬إلا ‬أن ‬رغبة ‬المغرب ‬في ‬اقتناء ‬سلاح ‬فرنسي ‬أججت ‬نقاشا ‬موسعا ‬في ‬فرنسا ‬مرة ‬واحدة، ‬وذلك ‬عندما ‬رغب ‬في ‬اقتناء ‬‮«‬رافال‮»‬ ‬الفرنسية ‬باقتراح ‬من ‬الفرنسيين ‬أنفسهم، ‬لكن ‬وزارة ‬الخارجية ‬الفرنسية ‬عارضت ‬منح ‬قرض ‬للمغرب ‬بحجة ‬أن ‬مديونيته ‬مرتفعة.‬
وحسب ‬بعض ‬المسؤولين ‬الفرنسيين ‬فقد ‬استطاع ‬مسؤولو ‬الشركة ‬الفرنسية ‬إقناع ‬المغرب ‬بها، ‬قبل ‬أن ‬يقع ‬الخلاف ‬ويوجه ‬المغرب ‬صفعة ‬للفرنسيين ‬باختياره ‬‮«‬إف16‮»‬ ‬الأمريكية. ‬
وتطرقت ‬وزيرة ‬الدفاع ‬الفرنسية ‬السابقة ‬خلال ‬مقابلة ‬صحفية ‬إلى ‬فشل ‬فرنسا ‬في ‬بيع ‬مقاتلات ‬‮«‬رافال‮»‬ ‬للمغرب‮»‬ ‬بسبب ‬ما ‬وصفته ‬بغياب ‬رؤيا ‬حكومية ‬للترويج ‬لمنتجات ‬الشركات ‬الفرنسية ‬على ‬عكس ‬الولايات ‬المتحدة ‬الأمريكية. ‬
وزيرة ‬الدفاع ‬الفرنسية ‬السابقة ‬ميشيل ‬آليو ‬ماري ‬التي ‬استضافتها ‬‮«‬كنال ‬بلوس ‬أنفيستيغاسيون‮»‬ ‬وصفت ‬إخفاق ‬صفقة ‬بيع ‬‮«‬رافال‮»‬ ‬للمغرب ‬بالصفعة،
وحسب ‬المسؤولة ‬الفرنسية ‬فقد ‬كانت ‬الصفقة ‬كفيلة ‬بضخ ‬الملايين ‬في ‬ميزانية ‬الشركة ‬الفرنسية، ‬إلا ‬أن ‬تعنت ‬السياسيين ‬الفرنسيين ‬وقف ‬في ‬وجه ‬إتمام ‬الصفقة، ‬بالرغم ‬من ‬تدخل ‬سياسيين ‬كبار ‬كجاك ‬شيراك ‬ممن ‬كانوا ‬يدركون ‬تأثير ‬فشل ‬صفقة ‬من ‬هذا ‬النوع ‬على ‬الصناعة ‬العسكرية ‬الفرنسية.‬
وكشفت ‬الوزيرة ‬الفرنسية ‬السابقة ‬أن ‬سبب ‬إخفاق ‬الصفقة ‬هو ‬التردد ‬الذي ‬أبداه ‬الفرنسيون ‬في ‬المصادقة ‬على ‬منح ‬قرض ‬إضافي ‬للمغرب ‬من ‬أجل ‬إتمام ‬الصفقة، ‬وبرر ‬المسؤولون ‬الفرنسيون ‬في ‬وزارة ‬الخارجية ‬ذلك ‬بالمديونية ‬الخارجية ‬المرتفعة ‬للمغرب، ‬وكشفت ‬الوزيرة ‬الفرنسية ‬أن ‬الولايات ‬المتحدة ‬الأمريكية ‬استغلت ‬التردد ‬الفرنسي، ‬حيث ‬قرر ‬المغرب ‬اقتناء ‬"إف ‬16 ‬الأمريكية ‬عوض ‬‮«‬الرافال‮»‬ ‬الفرنسية.‬
وهو ‬الأمر ‬الذي ‬وصفته ‬الوزيرة ‬الفرنسية ‬بالصفعة ‬المغربية ‬الأمريكية ‬التي ‬لم ‬تنسها ‬فرنسا ‬إلى ‬حد ‬الآن، ‬إذ ‬أشارت ‬الوزيرة ‬الفرنسية ‬إلى ‬أن ‬سياسة ‬الولايات ‬المتحدة ‬الأمريكية ‬تختلف ‬عن ‬سياسة ‬فرنسا ‬في ‬بيع ‬السلاح، ‬فالأمريكيون ‬يناقشون ‬بيع ‬الأسلحة ‬من ‬منظور ‬وطني ‬وليس ‬على ‬أنه ‬عقد ‬لشركة ‬أمريكية ‬معينة، ‬على ‬عكس ‬الفرنسيين ‬الذي ‬يعتقدون ‬أن ‬شركات ‬بيع ‬السلاح ‬هي ‬المعنية.‬
غير ‬أن ‬ما ‬وقع ‬لا ‬يمكنه ‬أن ‬يفقد ‬المغرب ‬موقعه ‬كزبون ‬يحظى ‬بامتيازات ‬لدى ‬فرنسا، ‬يكشف ‬أحد ‬المتحدثين ‬ل»المساء‮»‬ ‬حيث ‬لا ‬تتأثر ‬مبيعات ‬الأسلحة ‬الفرنسية ‬للمغرب ‬بالأزمات ‬الدبلوماسية، ‬إذ ‬تسهر ‬فرنسا ‬على ‬أن ‬المغرب ‬زبون ‬رئيسي ‬لصناعتها ‬العسكرية، ‬ومن ‬جانبه ‬يحافظ ‬المغرب ‬على ‬فرنسا ‬مصدرا ‬رئيسيا ‬للسلاح ‬المتطور، ‬لأنها ‬الدولة ‬الوحيدة ‬التي ‬لا ‬تفرض ‬شروطا ‬على ‬المغرب ‬في ‬استعمال ‬الأسلحة ‬عكس ‬الولايات ‬المتحدة ‬التي ‬تنص ‬على ‬شروط ‬معينة ‬في ‬صفقات ‬الأسلحة.‬
ويظهر ‬ذلك ‬في ‬قيمة ‬الأسلحة ‬التي ‬يقتنيها ‬المغرب ‬من ‬فرنسا، ‬حيث ‬أظهرت ‬الإحصائيات ‬الخاصة ‬بسنة ‬2013 ‬أن ‬المغرب ‬احتل ‬المرتبة ‬الثالثة ‬عالميا ‬كأفضل ‬زبون ‬وفي ‬لفرنسا ‬في ‬سوق ‬الأسلحة، ‬بقيمة ‬صفقات ‬فاقت ‬نصف ‬مليار ‬يورو. ‬
وحسب ‬ما ‬كشف ‬تقرير ‬سنوي ‬فرنسي ‬عرض ‬أمام ‬البرلمان ‬الفرنسي ‬أظهر ‬أن ‬المغرب ‬يحتل ‬مركزا ‬متقدما ‬في ‬التسلح ‬من ‬السوق ‬الفرنسية، ‬ليكون ‬بذلك ‬من ‬الزبناء ‬‮«‬الأوفياء‮»‬ ‬للصناعة ‬العسكرية ‬الفرنسية ‬خلال ‬العام ‬الماضي.‬
وحسب ‬التقرير ‬ذاته ‬فالمغرب ‬اقتنى ‬خلال ‬السنة ‬الماضية ‬قمرين ‬صناعيين ‬للمراقبة ‬والتجسس ‬من ‬نوع ‬‮«‬ثريا‮»‬، ‬بمبلغ ‬500 ‬مليار ‬يورو، ‬كما ‬شملت ‬صفقات ‬السلاح ‬أيضا ‬شراء ‬تجهيزات ‬عسكرية، ‬أبرزها ‬صواريخ ‬مضادة ‬للسفن ‬وصواريخ ‬مضادة ‬للطائرات ‬وصواريخ ‬أرض-‬جو.‬
أما ‬سنة ‬2014 ‬فتظهر ‬مبيعات ‬أكثر ‬لفرنسا، ‬حيث ‬مكنت ‬صفقات ‬التسلح ‬لسنة ‬2014 ‬فرنسا ‬من ‬أن ‬تحتل ‬الرتبة ‬الرابعة ‬عالميا ‬كدولة ‬مصنعة ‬ومصدرة ‬للسلاح، ‬جنت ‬من ‬صفقات ‬دول ‬كالمغرب ‬والعربية ‬السعودية ‬وسنغافورة ‬فقط ‬ما ‬يناهز ‬3.‬15 ‬مليار ‬يورو ‬من ‬أصل ‬6.‬87 ‬مليار، ‬قيمة ‬الصادرات ‬الكاملة ‬للأسلحة ‬الفرنسية ‬المصدرة ‬صوب ‬دول ‬العالم. ‬
بدوره ‬أظهر ‬تقرير ‬إسرائيلي ‬أن ‬الرباط ‬اقتنت ‬فرقاطة ‬‮«‬فرييم‮»‬ ‬من ‬فرنسا ‬وأنظمة ‬تحديد ‬للهدف ‬من ‬نوع ‬‮«‬ديموقليس‮»‬ ‬وقنابل ‬موجهة ‬من ‬نوع ‬يتم ‬تركيبه ‬على ‬طائرات ‬‮«‬ميراج ‬2000‮»‬.‬
وكما ‬يعتمد ‬المغرب ‬على ‬فرنسا ‬من ‬أجل ‬صيانة ‬آلياته ‬العسكرية، ‬حيث ‬أوضح ‬التقرير ‬الإسرائيلي ‬أنه ‬رغم ‬كون ‬المغرب ‬يتوفر ‬حاليا ‬على ‬24 ‬مقاتلة ‬قديمة ‬من ‬نوع ‬‮«‬ف1‮»‬، ‬فإنه ‬كلف ‬فرنسا ‬بتحديثها ‬إلى»ف ‬2000‮»‬، ‬على ‬غرار ‬طائرات ‬الهيلكوبتر ‬من ‬نوع ‬‮«‬بوما‮»‬.‬
وغالبا ‬ما ‬تسبب ‬مثل ‬هذه ‬التقارير ‬في ‬إثارة ‬الرأي ‬العام ‬في ‬فرنسا، ‬رغم ‬أنها ‬جزء ‬يسير ‬من ‬كل ‬الصفقات ‬التي ‬يتم ‬توقيعها. ‬
و ‬انتقد ‬تقرير ‬أصدرته ‬منظمة ‬‮«‬امنيستي‮»‬ ‬بفرنسا ‬الحكومة ‬الفرنسية ‬لسماحها ‬بصفقات ‬أسلحة ‬مع ‬دول ‬عربية ‬دون ‬التزام ‬بالمعايير ‬التي ‬يحددها ‬القانون ‬الفرنسي ‬لبيع ‬الأسلحة، ‬وأشار ‬التقرير ‬إلى ‬أنه ‬بالرغم ‬وجود ‬قوانين ‬في ‬فرنسا ‬تحد ‬من ‬بيع ‬أسلحة ‬لأنظمة ‬تعرف ‬بتدهور ‬حقوق ‬الإنسان ‬كمصر ‬وليبيا، ‬وذلك ‬بالرغم ‬من ‬اعتماد ‬البلدان ‬معا ‬على ‬معايير ‬صارمة ‬تمنع ‬بيع ‬الأسلحة ‬لأنظمة ‬غير ‬ديمقراطية..‬
وتجد ‬فرنسا ‬نفسها ‬أمام ‬أزمة ‬اقتصادية ‬خانقة ‬تفرض ‬عليها ‬الترويج ‬لصناعتها ‬الحربية ‬وعدم ‬إضاعة ‬أي ‬فرصة ‬للبيع، ‬إذ ‬أشار ‬التقرير ‬الإسرائيلي، ‬الذي ‬أنجزه ‬المعهد ‬الوطني ‬للدراسات ‬الأمنية ‬في ‬جامعة ‬تل ‬أبيب ‬أن ‬فرنسا ‬تسعى ‬في ‬أغلب ‬الأوقات ‬إلى ‬التغاضي ‬عن ‬شروط ‬قانونها ‬من ‬أجل ‬بيع ‬أسلحة ‬شركتها ‬التي ‬تعاني ‬من ‬منافسة ‬شديدة ‬مع ‬الشركات ‬الأمريكية ‬التي ‬تحظى ‬بدعم ‬الحكومة ‬الأمريكية ‬في ‬هذا ‬المجال.‬
هكذا ‬يتجنب ‬المغرب ‬افيتوب ‬إسرائيل ‬في ‬صفقات ‬السلاح
أعلنت ‬خطة ‬لتسويق ‬أسلحتها ‬لجميع ‬الدول ‬العربية
تلعب ‬إسرائيل ‬دورا ‬كبيرا ‬في ‬إتمام ‬أو ‬إعاقة ‬الصفقات ‬التي ‬يكون ‬أحد ‬أطرافها ‬دولة ‬عربية ‬وموضوعها ‬سلاح ‬متطور ‬أو ‬آليات ‬عسكرية ‬يمكنها ‬أن ‬تحدث ‬فرقا ‬على ‬أرض ‬المعركة. ‬
ويكشف ‬تقرير ‬إسرائيلي ‬أن ‬عددا ‬من ‬الدول ‬الأوربية ‬المصنعة ‬للسلاح ‬اضطرت ‬في ‬الكثير ‬من ‬الأحيان ‬إلى ‬إيقاف ‬بيع ‬السلاح ‬لبعض ‬الدول ‬العربية ‬بسبب ‬اعتراض ‬إسرائيل، ‬والاستعانة ‬باللوبي ‬اليهودي ‬النافذ ‬من ‬أجل ‬وقف ‬الصفقات ‬وعرقلتها ‬وممارسة ‬الضغوط ‬على ‬صناع ‬القرار ‬واللجان ‬الحكومية ‬التي ‬غالبا ‬ما ‬يعهد ‬إليها ‬بدراسة ‬الشق ‬السياسي ‬في ‬أي ‬صفقة ‬يكون ‬أحد ‬أطرافها ‬دولة ‬من ‬العالم ‬الثالث. ‬
ومنذ ‬منتصف ‬القرن ‬الماضي ‬بدأت ‬صفقات ‬السلاح ‬التي ‬توقعها ‬بعض ‬الدول ‬الغربية ‬وخاصة ‬الولايات ‬المتحدة ‬الأمريكية ‬تأثر ‬في ‬مجريات ‬الصراع ‬الفلسطيني ‬الإسرائيلي. ‬
وإذ ‬كان ‬المغرب ‬في ‬تاريخ ‬صفقاته ‬لم ‬يصطدم ‬يوما ‬باللوبي ‬الإسرائيلي ‬كما ‬يكشف ‬أحد ‬المصادر ‬ل»المساء‮»‬ ‬فإن ‬هناك ‬عشرات ‬من ‬نماذج ‬الصفقات ‬التي ‬استطاعت ‬إسرائيل ‬أن ‬توقفها ‬أو ‬أنها ‬لم ‬تتم ‬إلا ‬بعد ‬أن ‬وافق ‬عليها ‬الإسرائيليون، ‬وسبق ‬لصحيفة ‬‮«‬ ‬الباييس‮»‬ ‬الإسبانية ‬أن ‬كشفت ‬أن ‬المملكة ‬العربية ‬السعودية ‬لم ‬تقتني ‬ما ‬بين ‬200 ‬و300 ‬دبابة ‬من ‬نوع ‬‮«‬ليوبارد‮»‬ ‬الألمانية ‬والتي ‬تصنع ‬بترخيص ‬من ‬الشركة ‬الأم ‬في ‬إسبانيا ‬مع ‬بعض ‬التعديلات، ‬إلا ‬بعد ‬عدم ‬اعتراض ‬الإسرائيليين، ‬وتنقل ‬الصحيفة ‬عن ‬موقع ‬الكتروني ‬أن ‬ألمانيا ‬استشارت ‬الكيان ‬الإسرائيلي ‬قبل ‬توقيع ‬الصفقة ‬ولم ‬تعارض ‬حكومة ‬تل ‬أبيب،
ويرجع ‬تطفل ‬إسرائيل ‬على ‬الصفقات ‬الموقعة ‬مع ‬الدول ‬العربية ‬إلى ‬خوفها ‬الدائم ‬من ‬امتلاك ‬الدول ‬العربية ‬لأسلحة ‬متطورة ‬قد ‬تغير ‬موازين ‬القوى ‬في ‬حال ‬نشوب ‬حرب ‬معها. ‬
فقد ‬شهد ‬أول ‬صراع ‬عربي ‬إسرائيلي ‬منذ ‬عقود ‬لأول ‬مرة ‬استخدام: ‬صواريخ ‬‮«‬كروز‮»‬، ‬والطائرات ‬الشبح، ‬والصواريخ ‬جو-‬أرض ‬الموجهة ‬بالليزر ‬والأشعة ‬تحت ‬الحمراء، ‬وأظهر ‬حصول ‬الدول ‬العربية ‬التي ‬انخرطت ‬في ‬نزاعات ‬مسلحة ‬مع ‬إسرائيل ‬على ‬أسلحة ‬متطورة، ‬
وهو ‬ما ‬دفع ‬إسرائيل ‬إلى ‬مراقبة ‬كل ‬صفقات ‬السلاح ‬التي ‬تعقدها ‬الدول ‬العربية ‬وتكشف ‬جهودها ‬لوقفها. ‬
وقد ‬نجح ‬اللوبي ‬اليهودي ‬في ‬أمريكا ‬في ‬وقف ‬الكثير ‬من ‬صفقات ‬التسلح، ‬لكن ‬حاجة ‬شركات ‬الأسلحة ‬الأمريكية ‬لتسويق ‬منتجاتها ‬تجعل ‬ساسة ‬أمريكا ‬يحاولون ‬التوفيق ‬بين ‬مخاوف ‬إسرائيل ‬وبين ‬صفقات ‬بيع ‬السلاح ‬الضرورية ‬لاقتصادها.‬
وأحد ‬نماذج ‬نفوذ ‬إسرائيل ‬في ‬صفقات ‬التسلح ‬كان ‬عندما ‬اضطرت ‬روسا ‬إلى ‬إلغاء ‬صفقة ‬تسلح ‬مع ‬إيران، ‬بعد ‬ضغوط ‬كبيرة ‬من ‬طرف ‬إسرائيل. ‬
وألغت ‬روسيا ‬صفقة ‬النظام ‬الصاروخي ‬إس-‬300 ‬المضاد ‬للصواريخ ‬إلى ‬إيران ‬تحت ‬ضغط ‬من ‬إسرائيل ‬والدول ‬الغربية، ‬وتجنبا ‬للإحراج، ‬اضطرت ‬موسكو ‬إلى ‬تزويد ‬إيران ‬بنظام ‬صاروخي ‬أقل ‬تميزا ‬في ‬خصائصه ‬الفنية ‬والتكتيكية .‬
وتقدم ‬أمريكا ‬بشكل ‬مستمر ‬ضمانات ‬لإسرائيل ‬لجعلها ‬دائما ‬في ‬موقع ‬قوة، ‬حتى ‬لو ‬اضطرت ‬إلى ‬بيع ‬نماذج ‬مغايرة ‬لأسلحة، ‬أقل ‬تطورا ‬من ‬النسخة ‬الأصلية، ‬وقد ‬رفعت ‬الولايات ‬المتحدة ‬قيمة ‬المعونة ‬العسكرية ‬لإسرائيل ‬من ‬2.‬5 ‬مليار ‬دولار ‬إلى ‬3 ‬مليارات ‬دولار ‬من ‬أجل ‬طمأنتها ‬في ‬مواجهة ‬باقي ‬دول ‬الشرق ‬الأوسط، ‬بالرغم ‬من ‬أن ‬أمريكا ‬تخصص ‬معونات ‬لدول ‬أخرى ‬من ‬بينها ‬المغرب ‬ودول ‬الخليج. ‬
ويعتبر ‬بعض ‬القادة ‬الإسرائيليين ‬أن ‬إقدام ‬الولايات ‬المتحدة ‬الأمريكية ‬على ‬تزويد ‬إسرائيل ‬بالطائرة ‬إف-‬35 ‬هو ‬محاولة ‬أمريكية ‬لإظهار ‬التزامها ‬أن ‬تظل ‬إسرائيل ‬قوة ‬عسكرية ‬في ‬المنطقة. ‬
ورغم ‬ضغوطات ‬إسرائيل ‬على ‬الولايات ‬المتحدة ‬الأمريكية ‬من ‬أجل ‬الحد ‬من ‬بيع ‬الأسلحة ‬المتطورة ‬إلى ‬الدول ‬العربية، ‬لا ‬تتواني ‬إسرائيل ‬عن ‬ترويج ‬لأسلحتها ‬في ‬الدول ‬العربية ‬التي ‬ترى ‬أنها ‬لا ‬تشكل ‬خطرا ‬على ‬أمنها ‬القومي. ‬
ويعتبر ‬أحد ‬مصادر ‬‮«‬المساء‮»‬ ‬شغل ‬منصبا ‬كبيرا ‬في ‬الهيئة ‬الأممية ‬أن ‬هناك ‬دولا ‬عربية ‬لم ‬يحصل ‬أن ‬اصطدمت ‬بموقف ‬إسرائيلي ‬معادي ‬لحصولها ‬على ‬أسلحة ‬ومن ‬بين ‬هذه ‬الدول ‬المغرب، ‬بل ‬إن ‬المغرب ‬استفاد ‬مرات ‬متتالية ‬من ‬الصناعة ‬الإسرائيلية ‬العسكرية ‬المتطورة. ‬
فقد ‬سبق ‬وكشف ‬موقع ‬‮«‬دبكا‮»‬ ‬العسكري ‬الإسرائيلي ‬عن ‬صفقة ‬كبيرة ‬حصل ‬المغرب ‬بموجبها ‬على ‬3 ‬طرادات ‬حربية ‬من ‬فئة ‬‮«‬سيغما‮»‬، ‬سعة ‬1600 ‬طن، ‬من ‬شركة ‬‮«‬شيلدي‮»‬ ‬الهولندية ‬المتخصصة ‬في ‬صناعة ‬السفن، ‬ولأن ‬الشركة ‬في ‬ملكية ‬مواطن ‬إسرائيلي ‬فقد ‬ساهمت ‬إسرائيل ‬في ‬التوسط ‬لإكمال ‬الصفقة، ‬
وأن ‬الشركة ‬وافقت ‬على ‬إبرام ‬تلك ‬الصفقة ‬لصالح ‬البحرية ‬الملكية ‬المغربية ‬بعد ‬طلب ‬رسمي ‬من ‬المغرب ‬الذي ‬كان ‬يسعى ‬إلى ‬تقوية ‬حضوره ‬في ‬المياه ‬الإقليمية.‬
ومن ‬النماذج ‬الأخرى ‬لبعد ‬المغرب ‬عن ‬الفيتو ‬الإسرائيلي ‬فيما ‬يخص ‬السلاح، ‬فقد ‬اعتبر ‬الموقع ‬أن ‬إسرائيل ‬قامت ‬بالتوسط ‬للمغرب ‬لدى ‬الولايات ‬المتحدة ‬الأمريكية ‬من ‬أجل ‬الحصول ‬على ‬المقاتلة ‬إف ‬16، ‬وأشارت ‬التقارير ‬نفسها ‬إلى ‬أن ‬واشنطن ‬وبضغوط ‬مباشرة ‬من ‬تل ‬أبيب ‬مكنت ‬الجيش ‬المغربي ‬من ‬24 ‬مقاتلة ‬من ‬النوع ‬نفسه، ‬وعدد ‬من ‬المقاتلات ‬من ‬أنواع ‬أخرى.‬
ورغم ‬موافقة ‬واشنطن ‬المبدئية ‬على ‬الصفقة ‬إلا ‬أن ‬وجود ‬معارضين ‬للصفقة ‬من ‬داخل ‬الكونغرس ‬جعل ‬واشنطن ‬ترفض، ‬قبل ‬أن ‬يسهم ‬اللوبي ‬الإسرائيلي ‬في ‬تمرير ‬الصفقة. ‬
الموقع ‬أشار ‬إلى ‬أن ‬واشنطن ‬تأخرت ‬في ‬تسليم ‬المغرب ‬المقاتلات، ‬لكن ‬إسرائيل ‬صاحبة ‬النفوذ ‬القوي ‬على ‬شركات ‬السلاح ‬الأمريكية ‬تدخلت ‬من ‬أجل ‬تسريع ‬التسليم، ‬بصفقة ‬بلغت ‬قيمتها ‬2,‬5 ‬مليار ‬دولار ‬مع ‬المؤسسة ‬الأمريكية ‬‮«‬لوكهيد ‬مارتين‮»»‬
واعتبر ‬تقرير ‬الموقع ‬أن ‬إسرائيل ‬لعبت ‬دورا ‬هاما ‬أيضا ‬في ‬إقناع ‬واشنطن ‬للاستفادة ‬من ‬التردد ‬الذي ‬أبدته ‬باريس ‬بخصوص ‬إتمام ‬صفقة ‬مقاتلات ‬‮«‬رافال‮»‬ ‬مع ‬المغرب، ‬حيث ‬سارعت ‬أمريكا ‬إلى ‬الموافقة ‬على ‬بيع ‬المغرب ‬مقاتلات ‬‮«‬إف ‬16‮»‬ ‬بدل ‬اقتنائه ‬ل»رافال‮»‬ ‬الفرنسية.‬
وحسب ‬الموقع ‬فإن ‬المغرب ‬حصل ‬على ‬مقاتلات ‬إف ‬16 ‬متعددة ‬الوظائف ‬الهجومية ‬ومزودة ‬بأنظمة ‬قتالية ‬متطورة، ‬مشيرا ‬إلى ‬أن ‬مقاتلات ‬بتلك ‬المواصفات ‬ليست ‬في ‬متناول ‬جميع ‬الدول، ‬بل ‬فقط ‬حلفاء ‬أمريكا. ‬
بدوره ‬أورد ‬تقرير ‬بريطاني ‬أن ‬إسرائيل ‬سهلت ‬على ‬المغرب ‬الحصول ‬على ‬نظام ‬أمريكي ‬لتطوير ‬قدرات ‬المغرب ‬على ‬الحرب ‬الإلكترونية، ‬وهو ‬ليس ‬بمستوى ‬النظام ‬الذي ‬لدى ‬الولايات ‬المتحدة ‬أو ‬إسرائيل، ‬ولكنه ‬قادر ‬على ‬جعل ‬المغرب ‬في ‬مصاف ‬الدول ‬التي ‬تتمتع ‬جيوشها ‬بحماية ‬إلكترونية ‬متقدمة ‬في ‬العالم.‬
كما ‬ساهمت ‬إسرائيل ‬في ‬تطوير ‬منظومة ‬الجيش ‬المغربي ‬للاتصالات ‬السلكية ‬واللاسلكية، ‬وذهبت ‬المصادر ‬ذاتها ‬إلى ‬أنها ‬وفرت ‬له ‬رشاشات ‬ثقيلة ‬من ‬حجم ‬30 ‬و50 ‬ملم، ‬بالإضافة ‬إلى ‬مجموعة ‬من ‬سيارات ‬الهجوم ‬السريع، ‬ومن ‬الخدمات ‬الأخرى ‬التي ‬قدمتها ‬إسرائيل ‬إلى ‬المغرب ‬في ‬العقد ‬الماضي ‬هي ‬تزويده ‬بصور ‬الأقمار ‬الاصطناعية ‬للدول ‬التي ‬تشكل ‬خطرا ‬عليه. ‬
أحيانا ‬تكون ‬بعض ‬الأسلحة ‬التي ‬يقتنيها ‬المغرب ‬غير ‬مناسبة ‬للبيئة ‬المغربية، ‬حينها ‬تتدخل ‬إسرائيل ‬لتطوير ‬الأسلحة ‬التي ‬اقتناها ‬وتدريب ‬ضباط ‬مغاربة ‬عليها، ‬ومن ‬ضمن ‬هذه ‬الأمثلة ‬أن ‬طائرات ‬ف ‬16 ‬التي ‬اقتناها ‬المغرب ‬من ‬الولايات ‬المتحدة، ‬قامت ‬إسرائيل ‬بتطوير ‬رداراتها ‬وتركيب ‬أنظمة ‬توجيه ‬للصواريخ ‬التي ‬تحملها.‬
محمد ‬شقير ‬*: ‬سوق ‬السلاح ‬تحكمه ‬اعتبارات ‬أغلبها ‬سياسية ‬ولا ‬يتأثر ‬بالأزمة ‬الاقتصادية
- ‬هل ‬يعد ‬سوق ‬السلاح ‬الدولي ‬سوقا ‬مفتوحا ‬أمام ‬جميع ‬الدول؟
‬هناك ‬مجموعة ‬من ‬الدول ‬الكبرى ‬التي ‬تقوم ‬بتصنيع ‬وبيع ‬الأسلحة ‬كروسيا، ‬الولايات ‬المتحدة ‬الأمريكية، ‬بريطانيا ‬والصين ‬وفرنسا، ‬هذه ‬الدول ‬تحتكر ‬بشكل ‬عام ‬سوق ‬الأسلحة، ‬وبطبيعة ‬الحال ‬هناك ‬دول ‬أخرى ‬مستوردة ‬لأسلحة ‬بما ‬فيها ‬دول ‬المشرق ‬العربي ‬ودول ‬شمال ‬أفريقيا، ‬بالإضافة ‬إلى ‬الدول ‬الإفريقية، ‬إذن ‬السوق ‬يبقى ‬مرتهنا ‬بمجموعة ‬من ‬الاعتبارات، ‬هذه ‬الاعتبارات ‬غالبا ‬ما ‬يحددها ‬بالأساس ‬العامل ‬السياسي ‬ثم ‬فيما ‬بعد ‬العامل ‬الاقتصادي ‬ثم ‬العامل ‬الإيديولوجي، ‬العامل ‬السياسي ‬يرتبط ‬بالأساس ‬بمدى ‬العلاقة ‬التي ‬تجمع ‬بين ‬الدولة ‬التي ‬ترغب ‬في ‬اقتناء ‬السلاح ‬وبين ‬الدولة ‬التي ‬تبيع ‬السلاح، ‬هل ‬هناك ‬حلف ‬بينهما ‬هل ‬هناك ‬اتفاقيات ‬عسكرية ‬بينهما، ‬وعلى ‬هذا ‬الأساس ‬يتم ‬إما ‬قبول ‬عقد ‬صفقات ‬السلاح ‬أو ‬عدم ‬عقدها.‬
- ‬هل ‬حدث ‬أن ‬واجه ‬المغرب ‬وضعا ‬مماثلا ‬؟
‬المغرب ‬في ‬هذا ‬الإطار ‬سبق ‬أن ‬قام ‬بمجموعة ‬من ‬الصفقات ‬العسكرية، ‬خاصة ‬مع ‬بداية ‬حرب ‬الصحراء، ‬بحيث ‬كان ‬يشتري ‬أسلحته ‬من ‬عدة ‬دول ‬خاصة ‬من ‬فرنسا ‬ومن ‬الولايات ‬المتحدة ‬الأمريكية، ‬وقد ‬حدث ‬أن ‬واجه ‬المغرب ‬صعوبة ‬في ‬إكمال ‬صفقة ‬عسكرية ‬بعدما ‬لم ‬تستجب ‬الولايات ‬المتحدة ‬الأمريكية ‬لطلبه، ‬لكن ‬مع ‬بداية ‬سنة ‬1983 ‬التي ‬شهدت ‬صعود ‬الرئيس ‬‮«‬ريغان‮»‬ ‬للحكم، ‬حينها ‬غيرت ‬الإدارة ‬الأمريكية ‬رأيها، ‬ووافقت ‬على ‬عقد ‬صفقة ‬عسكرية ‬كبرى ‬مع ‬المغرب، ‬وتم ‬تموينه ‬بكل ‬الأسلحة ‬التي ‬كان ‬يرغب ‬فيها ‬آنذاك ‬لمواجهة ‬الصورايخ ‬التي ‬كانت ‬تستعملها ‬جبهة ‬البوليساريو.‬
ويفسر ‬ذلك ‬على ‬أنه ‬مع ‬صعود ‬‮«‬ريغان‮»‬ ‬رجعت ‬الولايات ‬المتحدة ‬الأمريكية ‬إلى ‬الساحة ‬الدولية ‬بعد ‬فترة ‬من ‬العزلة ‬بعد ‬تراجع ‬كبير ‬في ‬المد ‬العسكري ‬الأمريكي ‬في ‬العالم، ‬ولكن ‬مع ‬صعود ‬‮«‬ريغان‮»‬ ‬بدا ‬رجوع ‬الجمهوريين ‬إلى ‬الساحة ‬الدولية، ‬والحزب ‬الجمهوري ‬معروف ‬بسياسة ‬التدخل ‬في ‬العالم، ‬والعمل ‬على ‬أن ‬تقوم ‬الولايات ‬المتحدة ‬الأمريكية ‬بدور ‬‮«‬الدركي‮»‬.‬
وهذه ‬السياسة ‬هي ‬التي ‬سمحت ‬للمغرب ‬بأن ‬يحصل ‬على ‬الأسلحة ‬التي ‬كان ‬يطلبها ‬آنذاك، ‬بالإضافة ‬إلى ‬هذا ‬فالعربية ‬السعودية ‬قد ‬لعبت ‬دورا ‬كبيرا ‬في ‬تسهيل ‬الحصول ‬على ‬هذه ‬الصفقات ‬من ‬ناحية ‬الجهود ‬الدبلوماسية ‬أو ‬من ‬ناحية ‬التمويلات ‬المالية ‬التي ‬كانت ‬تمنح ‬للمغرب ‬من ‬أجل ‬إتمام ‬هذه ‬الصفقات، ‬إذن ‬هذا ‬الاعتبار ‬لعب ‬دورا ‬كبيرا ‬في ‬حصول ‬المغرب ‬على ‬مجموعة ‬من ‬الأسلحة ‬التي ‬كانت ‬تتطلبها ‬الحرب ‬في ‬مسرح ‬عمليات ‬له ‬خصوصياته ‬وله ‬إكراهاته، ‬وبالتالي ‬كان ‬المغرب ‬منذ ‬1983 ‬حصل ‬على ‬عدة ‬أسلحة ‬وعقد ‬عدة ‬صفقات ‬عسكرية ‬سهلت ‬له ‬في ‬نهاية ‬المطاف ‬أن ‬يتحكم ‬في ‬الوضع ‬في ‬الصحراء ‬خاصة ‬بعدما ‬أقام ‬كل ‬الجدران ‬العسكرية ‬في ‬الصحراء ‬واستطاع ‬أن ‬يفرض ‬قوته ‬ويضغط ‬على ‬الجانب ‬الأخر ‬من ‬أجل ‬الهدنة ‬منذ ‬1991، ‬هذا ‬يدخل ‬في ‬إطار ‬اعتبارات ‬سياسية ‬التي ‬تسهل ‬عملية ‬الحصول ‬على ‬الأسلحة ‬وعقد ‬صفقات ‬عسكرية.‬
- ‬تكشف ‬تقارير ‬المنظمات ‬المناهضة ‬للتسلح ‬أن ‬الأزمة ‬قد ‬تساهم ‬في ‬إزالة ‬بعض ‬العقبات ‬السياسية ‬التي ‬غالبا ‬ما ‬تعترض ‬توقيع ‬الصفقات
‬من ‬المعروف ‬أن ‬تجارة ‬الأسلحة ‬هي ‬تجارة ‬رائجة ‬في ‬كل ‬الأوقات، ‬هناك ‬فترات ‬تصعد ‬فيها ‬المبيعات ‬وفترات ‬أخرى ‬تنخفض، ‬ولكن ‬عموما ‬سوق ‬السلاح ‬هو ‬دائما ‬سوق ‬رائج ‬بحكم ‬طبيعة ‬الصفقات ‬التي ‬تعقد ‬نظرا ‬للنزاعات ‬المتواصلة ‬بين ‬الدول، ‬وبحكم ‬الاتفاقيات ‬العسكرية ‬التي ‬تعقد ‬بين ‬الدول ‬فيما ‬بينها، ‬وبالتالي ‬هذه ‬السوق ‬هي ‬دائما ‬في ‬تطور ‬مستمر، ‬والأزمة ‬يمكن ‬أن ‬تؤثر ‬إلى ‬حد ‬ما ‬ولكن ‬ليست ‬عاملا ‬حاسما ‬في ‬تجارة ‬الأسلحة، ‬فتجارة ‬الأسلحة ‬هي ‬تجارة ‬رائجة ‬بغض ‬النظر ‬عن ‬وجود ‬أزمة، ‬غير ‬أنه ‬لابد ‬من ‬الإشارة ‬إلى ‬أن ‬لكل ‬سوق ‬سلاح ‬خصوصياته، ‬فمعروف ‬أن ‬السوق ‬الأمريكي ‬له ‬خصوصيات ‬معينة ‬تتحدد ‬في ‬أنه ‬عندما ‬تعقد ‬صفقة ‬مع ‬الإدارة ‬الأمريكية ‬فهي ‬تخضع ‬لمجموعة ‬من ‬المساطر ‬على ‬أساس ‬أن ‬يتم ‬الاتفاق ‬مع ‬الحكومة ‬الأمريكية، ‬وفيما ‬بعد ‬لابد ‬أن ‬يمر ‬هذا ‬الطلب ‬من ‬الكونغرس ‬ليحصل ‬على ‬الموافقة، ‬وعند ‬ذلك ‬تعطى ‬الإشارة ‬إلى ‬شركات ‬داخل ‬الولايات ‬المتحدة ‬الأمريكية ‬هي ‬التي ‬تقوم ‬بصنع ‬الأسلحة، ‬وهذه ‬الشركات ‬ليس ‬المفروض ‬أنها ‬تابعة ‬للإدارة ‬الأمريكية، ‬بل ‬هي ‬فقط ‬تقوم ‬وفق ‬الاتفاقات ‬الموضوعة ‬بصنع ‬ما ‬يطلبه ‬الزبون ‬وبالتالي ‬سوق ‬الأسلحة ‬الأمريكية ‬تخضع ‬لمجموعة ‬من ‬الاعتبارات. ‬
وهذا ‬يفسر ‬أنه ‬مثلا ‬للحصول ‬على ‬صفقة ‬عسكرية ‬يتطلب ‬الأمر ‬سنوات ‬كي ‬يحصل ‬الزبون ‬على ‬الأسلحة، ‬وممكن ‬أن ‬أطلب ‬أسلحة ‬عسكرية ‬في ‬2014 ‬ولا ‬أحصل ‬عليها ‬إلا ‬في ‬2020 ‬وبالتالي ‬هذه ‬من ‬بين ‬الأسباب ‬التي ‬تجعل ‬بعض ‬الدول ‬تبحث ‬عن ‬الأسلحة ‬عبر ‬السوق ‬السوداء، ‬أو ‬ما ‬يسمى ‬السوق ‬الموازية. ‬
- ‬لماذا ‬اللجوء ‬إلى ‬أمريكا ‬إذا ‬كان ‬السلاح ‬موجودا ‬في ‬السوق ‬السوداء ‬؟
‬سلاح ‬السوق ‬السوداء ‬لا ‬يتمتع ‬بالجودة ‬نفسها، ‬وهذا ‬هو ‬الذي ‬يفسر ‬الطلب ‬الكبير ‬على ‬الأسلحة ‬الأمريكية ‬وفيما ‬بعدها ‬الأسلحة ‬الفرنسية، ‬فالأسلحة ‬الأمريكية ‬تبقى ‬كباقي ‬المنتجات ‬الأمريكية ‬ذات ‬جودة ‬عالية، ‬وبالتالي ‬هناك ‬تنافس ‬عليها ‬في ‬السوق، ‬لكن ‬تعقيدات ‬الحصول ‬عليها ‬تدفع ‬بعض ‬الدول ‬إلى ‬التوجه ‬إلى ‬أسواق ‬أخرى ‬أقل ‬جودة ‬كالسوق ‬الروسية ‬أو ‬السوق ‬الصينية، ‬وهذه ‬الأسواق ‬لا ‬تخضع ‬للتعقيدات ‬التي ‬تخضع ‬لها ‬صفقات ‬السلاح ‬الأمريكية. ‬
وعلى ‬عكس ‬أمريكا ‬هناك ‬دول ‬كروسيا ‬والصين ‬تزود ‬الزبون ‬بما ‬يطلبه ‬من ‬أسلحة ‬دون ‬تعقيدات ‬وفي ‬مدة ‬أقل ‬من ‬المدة ‬التي ‬يتطلبها ‬الحصول ‬على ‬الأسلحة ‬من ‬الولايات ‬المتحدة.‬
وعندما ‬لا ‬تكون ‬هناك ‬اتفاقات ‬يتم ‬اللجوء ‬إلى ‬وسطاء ‬في ‬هذه ‬الأسواق، ‬لأن ‬هناك ‬مجموعة ‬من ‬الأشخاص ‬الذين ‬عادة ‬ما ‬يلعبون ‬دورا ‬كبيرا ‬في ‬التوسط ‬في ‬الصفقات ‬العسكرية ‬وعقد ‬وإبرام ‬مجموعة ‬من ‬الاتفاقيات ‬بين ‬الدول، ‬فكما ‬هو ‬معروف ‬في ‬سوق ‬الأسلحة ‬هناك ‬شخصيات ‬تقوم ‬بالتوسط ‬وتسهيل ‬الحصول ‬على ‬الأسلحة ‬بعيدا ‬عن ‬التعقيدات ‬القانونية ‬وغيرها.‬
- ‬هل ‬يشمل ‬تنافس ‬المغرب ‬والجزائر ‬تنافسا ‬على ‬مصادر ‬الأسلحة ‬المعروفة ‬في ‬العالم ‬؟
‬التنافس ‬بين ‬المغرب ‬والجزائر ‬كقوتين ‬إقليميتين ‬يذكي ‬سباق ‬التسلح ‬بينهما، ‬والتسلح ‬في ‬المنطقة ‬يتأثر ‬بمجموعة ‬من ‬الاعتبارات ‬خاصة ‬الاعتبار ‬الإيديولوجي ‬والاعتبار ‬السياسي.‬
‬معروف ‬أن ‬الجزائر ‬منذ ‬استقلالها ‬اختارت ‬التوجه ‬نحو ‬المعسكر ‬الشرقي ‬وبطبيعة ‬الحال ‬نحو ‬الاتحاد ‬السوفيتي، ‬وكانت ‬تتزود ‬بشكل ‬كبير ‬من ‬هذا ‬المعسكر ‬والدول ‬التي ‬تدور ‬في ‬فلكه، ‬وأغلبية ‬الترسانة ‬العسكرية ‬الجزائرية ‬هي ‬من ‬صنع ‬روسي، ‬بالمقابل ‬كان ‬المغرب ‬يقوم ‬باقتناء ‬الأسلحة ‬من ‬فرنسا ‬والولايات ‬المتحدة، ‬هذا ‬دفع ‬الجزائر ‬إلى ‬محاولة ‬تنويع ‬ترسانتها ‬العسكرية ‬وتجديدها. ‬
حيث ‬أقدمت ‬في ‬العقود ‬الأخيرة ‬على ‬توقيع ‬مجموعة ‬من ‬الصفقات ‬العسكرية ‬مع ‬الولايات ‬المتحدة ‬الأمريكية ‬خاصة ‬بعد ‬سقوط ‬جدار ‬برلين، ‬وبعد ‬اندحار ‬الاعتبارات ‬الأيدلوجية ‬التي ‬كانت ‬سائدة ‬في ‬وقت ‬من ‬الأوقات ‬وخروجها ‬من ‬فلك ‬المعسكر ‬الشرقي، ‬وبالتالي ‬هذا ‬جعل ‬الترسانة ‬الجزائرية ‬تتنوع ‬وإن ‬كانت ‬أغلب ‬أسلحتها ‬تظل ‬من ‬المعسكر ‬الشرقي، ‬إلا ‬أنها ‬انفتحت ‬على ‬السوق ‬الأمريكية ‬نظرا ‬لجودة ‬السلاح ‬الأمريكي.‬
لكن ‬الولايات ‬المتحدة ‬الأمريكية ‬في ‬صفقاتها ‬مع ‬البلدين ‬تحاول ‬أن ‬توازن ‬بينهما ‬بسبب ‬احتياجها ‬إلى ‬الجزائر ‬على ‬الصعيد ‬الاقتصادي ‬بسبب ‬البترول ‬وحاجتها ‬إلى ‬المغرب ‬كحليف ‬في ‬المنطقة. ‬
* ‬أستاذ ‬العلوم ‬السياسية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.